رسالة تهنئة من موظفي أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي إلى أمينه الجديد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين أجمعين، وبعد

 

معالي الأستاذ الدكتور عبدالسلام داود العبادي. أمين المجمع حفظه الله

قبل أن نهنئكم بتولي أمانة المسؤولية لهذه المؤسسة الفقهية الإسلامية الدولية الهامة التي تعد مرجعية عليا للأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، نهنئ أنفسنا ونقول لمعاليكم: إنه من فضل الله على مجمعنا أن استجاب لدعواتنا، ولبى أمنيتنا التي كنا قد تمنيناها كثيرا، عندما كانت تثار مسألة تعيين أمين جديد للمجمع، وليكن معلوما، أن هذه الأمنية ليست شخصية لأحد الموظفين بأمانة المجمع، إنما هي أمنية جميع الموظفين والعاملين فيه، فقد سررنا جميعا عندما علمنا بقبول معاليكم تحمل أمانة المسؤولية لهذا الصرح العظيم، والتي يعلم الجميع أهليتكم لها، ويثقون أنكم ستقومون إن شاء الله بحقها وتنهضون بأعبائها، وهذا لأننا جميعا نعلم فضلكم وعلمكم، كما نعلم أنكم بمشيئة الله ستضيفون إلى مسيرته التي بدأتموها معه منذ تأسيسه الكثير والكثير،.ومقالنا هذا ليس إلا اعترافا من جهتنا بعظيم فضلكم، وواسع علمكم، وثاقب نظركم، وكريم أخلاقكم، الذي عرفناه عنكم من خلال مسيرتكم الحافلة بالعطاء في بلدكم الكريم المملكة الأردنية الهاشمية، والذي تقلدتم فيه الكثير من المناصب الهامة التي من أهمها: توليكم منصب وزير الأوقاف وشؤون المقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية، ومستشار الدولة للشؤون الإسلامية والدينية، ومدير جامعة آل البيت، وأمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، ولمسناه من خلال جهودكم المخلصة التي قمتم بها من أجل النهوض بالمجمع في السنوات الماضية، وتأكد لدينا من مناقشـاتكم العلمية الهادفة التي تقدمونها، وملاحظاتكم القيمة التي تبدونها في جلسات المجمع العلمية، خلال مؤتمراته، وندواته.

لأجل هذا يسرنا جميعا أن نهنئكم بنيل ثقة أمانة منظمة المسلمين كافة، لتولي المسؤولية، وتحمل الأمانة لهذا المجمع المبارك. ويسعدنا ويشرفنا أن نعمل تحت إشرافكم، وبتوجيهاتكم، لتستمر مسيرة العطاء لمجمعنا، وتتحقق الآمال التي تنتظرها جموع المسلمين من أمتنا. في مشارق الأرض ومغاربها من تلك المؤسسة. فنرجو الله أن يوفقكم للقيام بهذه المسؤولية الجسيمة، وأن يعينكم على أداء تلك الأمانة العظيمة. كما نرجوه أن نكون عونا لكم على تحمل الأمانة وأدائها، والقيام بحق الرسالة وإبلاغها. هذا ولما كان شكر أهل الفضل من آداب الإسلام، وأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، نرى أنه من الواجب علينا أن نتوجه بخالص الشكر وعظيم التقدير إلى: معالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، ونقول لمعاليه لقد أحسنتم الاختيار، وحققتم الآمال، ووضعتم الأمور في مواضعها، فشكر الله لكم، وجزاكم عن المجمع والمسلمين خير الجزاء. كما نذكر بكل تقدير واحترام الأمين السابق للمجمع معالي الشيخ الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة، الذي قدم للمجمع ما في وسعه وطاقته، خلال الفترة الماضية. التي بدأت منذ تأسيسه إلى أن تم تسليم الأمانة إلى معاليكم. وكذلك الرئيس السابق للمجمع، وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية صاحب الفضل والفضيلة، الذي قدم للمجمع وللمسلمين العلم الغزير والفقه الكثير المغفور له بإذن الله تعالى سماحة الشيخ الدكتور بكر بن عبدالله أبو زيد. الذي نرجو الله أن يجزل له المثوبة، ويعظم له الأجر، ويسكنه فسيح الجنان، جزاء ما قدم للمجمع وللمسلمين. كما نذكر بالتقدير والاحترام. خلفه في رئاسة المجمع. صاحب الفضل والفضيلة، العالم المدقق والفقيه المحقق، والخطيب البارع، والسياسي الماهر، معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد. الرئيس الحالي للمجمع، ورئيس مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية، وإمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، أمد الله في عمره ليكمل المسيرة، ويثريها. ولا يفوتنا ونحن في معرض الشكر والامتنان أن نتقدم بعظيم تقديرنا ووافر امتناننا إلى: دولة المقر المملكة العربية السعودية، التي على أرضها المباركة نشأ المجمع، وبرعايتها الكريمة نما وازدهر، فمنذ إنشائه في عهد خادم الحرمين الشريفين المغفور له بإذن الله تعالى الملك فهد بن عبدالعزيز، الذي نسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء وأن يسكنه فسيح الجنان على ما قدم، للمجمع وللمسلمين، وإلى الآن والمملكة لم تتوقف يوما عن دعمه، والاهتمام به، وازداد دعمها وعظم اهتمامها من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك: عبدالله بن عبدالعزيز الذي أولاه عظيم اهتمامه، وكريم رعايته، فجزى الله المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا، خير الجزاء على ما قدمت وتقدم للمجمع وللمسلمين، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار والازدهار، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي نسأل الله سبحانه أن يمد في عمره، وأن يمتعه بالصحة والعافية الوافية، وأن يمده بعونه وتوفيقه آمين.

وختاما نقول للمسلمين عامة والمهتمين بشؤون المجمع خاصة، اطمئنوا على مجمعكم، فإن المسيرة العلمية والفقهية لمجمعكم، والتي بدأها معالي الشيخ الدكتور: محمد الحبيب ابن الخوجة حفظه الله والشيخ الدكتور بكر عبدالله أبو زيد، رحمه الله، والتي أنتجت الكثير من القرارات الهامة، في عدد غير قليل من المسائل العقائدية، والكثير والكثير من القضايا الفقهية التي تهم المسلمين في شتى المجالات -التعبدية، والاقتصادية، والأسرية، والعقابية، وغيرها-، والعديد من التوصيات العلمية، والبيانات المجمعية في كثير من القضايا التي تعبر عن واقع المسلمين وهمومهم في شتى البقاع قد انتقلت إلى يد أمينة، وقيادة حكيمة، هي أهل لتـحـمل الأمانة وتبليغ الرسالة، فـقد انتقلت إلى عالمين فاضلين، وفقيهين جليلين، هما: الأستاذ الدكتور صالح بن حميد، والأستاذ الدكتور عبدالسلام العبادي، يعينهما على ذلك بعد الله سبحانه. علماء أجلاء من سائر البلاد الإسلامية، وخبراء أفذاذ في شتى العلوم الشرعية، والاقتصادية، والطبية، يبحثون القضايا المراد طرحها من خلال علمهم، ويناقشونها ويمحصونها من واقع خبراتهم ومعرفتهم، ويقرونها بعد فهمهم لواقع الحال، مراعين ما يترتب على قراراتهم من آثار في الحال والمآل. الحرية في مناقشاتهم مكفولة، فلا حجر على صاحب قول مخالف، ولا تسفيه لرأي معارض. ولا مكان بينهم لطالب مصلحة خاصة، أو مبتدع، أو صاحب هوى. الوصول إلى الحق هدفهم، والوسـطية منهجهم، والدليل الشرعي سندهم، واضعين نصب أعينهم قول الله تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، وقوله تعالى: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ)، وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا). وبعد هذا تخرج القرارات برضا الجميع، محققة لقصد الشارع الحكيم، ملبـية لحاجة المسلمين. فتتحقق الرحمة التي جاءت بها الشريعة، ويسود العدل الذي هدفت إلى تحقيقه. ومن فضل الله تعالى أن تلك القرارات حازت الرضا، وصارت مرجعا للفقهاء والباحثين، والقضاة والطلاب في مشارق الأرض ومغاربها فلم نسمع بمن عارض قرارا، أو عاب على توصية منها. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم وبارك على حبيبه ومصطفاه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

عنهم د/أحمد عبد العليم عبد اللطيف محمد
باحث شرعي

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى