على مدى يومين متواصلين وخمس جلسات علمية عقدت ندوة “الصكوك الإسلامية : عرض وتقويم” بالتعاون بين مجمع الفقه الإسلامي الدولي ومركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز والمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب عضو مجموعة البنك الإسلامي والتي أقيمت من 24-25/5 /2010م، وذلك لدراسة المستجدات الطارئة في الصكوك وتم في هذه الندوة استعراض ما يقارب ثلاثة عشر بحثاً وجرت مناقشتها بعلمية وموضوعية من السادة الفقهاء والمختصين الاقتصاديين المشاركين في الندوة، وانتهت إلى توصيات تم رفعها لمجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي لتداولها وإصدار القرار المجمعي في موضوع الصكوك، وقد صدر عن الندوة البيان الختامي التالي الذي تلاه عضو المجمع فضيلة الأستاذ الدكتور عجيل جاسم النشمي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أصحابَ المعالي والفضيلة والسعادة،
الجمعَ الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قال الله عز وجل: ” يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ “، أما بعد:
لما كان موضوع الصكوك قد حظي من قبل الفقهاء والاقتصاديين على المستوى الفردي والجماعي بالبحث والمدارسة مع التمحيص والاستدلال والنقد والمناقشة، منذ سنوات طويلة خلت، وتحديدا منذ عام 1408 الذي صدر فيه قرار المجمع رقم 30 (3/4) بشأن سندات المقارضة وسندات الاستثمار والذي نص في الفقرة (ج) من العنصر الثالث أنه إذا صار مال القراض موجودات مختلطة من النقود والديون والأعيان والمنافع فإنه يجوز تداول صكوك المقارضة وفقاً للسعر المتراضى عليه، على أن يكون الغالب في هذه الحالة أعياناً ومنافع. أما إذا كان الغالب نقوداً أو ديوناً فتراعى في التداول الأحكام الشرعية التي ستبينها لائحة تفسيرية توضع وتعرض على المجمع في الدورة القادمة” أ. هـ. .
ولمواكبة التطورات التي طرأت مع نمو الصكوك وازدهارها، ودعوة الحاجة إلى ضبط أحكامها بشكل أعم يجمع جوانب مستجدة، وذلك بقرار مجمعي شامل يصدر من مجمع الفقه الإسلامي الدولي، الذي يعتبر مرجعية فقهية للأمة الإسلامية، فقد تم تمهيدا لذلك عقد ندوة « الصكوك الإسلامية: عرض وتقويم » التي عقدت في رحاب جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، في الفترة من يوم الأحد: 10 و11/ جمادى الثانية 1431هـ، الموافق 24 و 25 / مايو 2010م وذلك في رحاب جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، بالتعاون بين الجامعة ومجمع الفقه الإسلامي الدولي والمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب (عضوِ مجموعة البنك الإسلامي للتنمية) وبرعاية مدير الجامعة معالي الأستاذ الدكتور أسامة صادق طيب، وبحضور ووكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي سعادة الأستاذ الدكتور عدنان حمزة محمد زاهد وثلة من أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة أعضاء المجمع وخبرائه المكرمين، وعدد من عمداء الجامعة وأساتذتها المحترمين، وجمع كريم من العلماء المشاركين بدأت أعمال الندوة بجلسة افتتاحية استهلت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.
ثم تناول الكلمات على التوالي كل من:
أولا: سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله قربان تركستاني، مدير مركز الاقتصاد الإسلامي، الذي تفضل بإلقاء كلمة مركز الاقتصاد الإسلامي.
ثانيا: فضيلة الدكتور أحمد عبدالعليم عبداللطيف، مدير إدارة البحوث والدراسات بالإنابة، بأمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي، الذي تفضل بإلقاء كلمة أمانة المجمع.
ثالثا: فضيلة الدكتور سامي ابراهيم السويلم، نائب مدير المعهد الإسلامي للتدريب والبحوث، (عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية)، والذي تفضل بإلقاء كلمة المعهد.
رابعا: سعادة السفير بكاري درامي، مستشار معالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي للشؤون الإنسانية، والذي تفضل بإلقاء كلمة المنظمة.
خامسا: سعادة الأستاذ الدكتور عدنان حمزة محمد زاهد، وكيل الجامعة للدراسات العليا للبحث العلمي.
وقد اتفق الجميع في كلماتهم الضافية على أهمية تناول موضوع الصكوك، والحاجة إليه وخصوصا بعد ازدهار المصرفية الإسلامية على مستوى العالم كله، مرحبين بالعلماء والباحثين والضيوف، مزجين الشكر والعرفان للمملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا، متمنين لهذه الندوة النجاح والتوفيق.
ثم قام سعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا، بتقديم الدروع التذكارية للجهات المنظمة والجهات الراعية لهذه الندوة.
واستغرقت أعمال هذه الندوة يومين، وكان عدد المحاور المطروحة خمسةً، على النحو الآتي:
المحور الأول : الصكوك الإسلامية، “رؤية مقاصدية”.
المحور الثاني : إصدار وتداول الأسهم والصكوك وضوابطها الشرعية.
المحور الثالث : حكم إصدار الصكوك وتداولها في الإجارة، خاصةً الموصوفة في الذمة والإجارة المنتهية بالتمليك وإجارة العين لبائعها.
المحور الرابع : أحكام ضمان الصكوك وعوائدها، ضمان الطرف الثالث، ضمان القيمة الاسمية.
المحور الخامس : إخفاق بعض إصدارات الصكوك: الأسباب والآثار: نظرة شرعية.
وقد دُرست هذه المحاور في خمس جلسات علمية، اتسمت بالبحث والدرس والمناقشة العلمية الهادفة، حيث استعرض في أثنائها المشاركون ثلاثة عشر بحثاً، حظيت بتعقيبات هادفة ونقاشات مستفيضة حول ما تضمنته من أطروحات وعروض وآراء علمية، وصدرت بشأن هذه المحاور الخمسة توصيات أعدتها لجان الصياغة.
وقد شارك في فعاليات المؤتمر، عدد من الشخصيات الفقهية البارزة وجمع كريم من أساتذة الجامعات، وثلة من الخبراء والباحثين المتميزين في مجال الفقه والمصرفية الإسلامية تجاوز الخمسين عالما وباحثا، مما كان له الأثر البالغ في إثراء موضوع المؤتمر، والمساهمة في بلورة محاوره العلمية.
وباسم العلماء والفقهاء والخبراء المشاركين في هذه الندوة تتشرف الجهات المنظمة لها برفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود،وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران، حفظهما الله تعالى وأيدهما، لحرصهما الدائم والمستمر على إيلائهما قضايا الأمتين العربية والإسلامية خالص الرعاية وفائق الاهتمام.
ويتوجه المشاركون في هذه الندوة بأجزل الشكر وعظيم التقدير لصاحب المعالي الأستاذ الدكتور عبدالسلام داود العبادي وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية، عضو المجمع، لاهتمامه بعقد هذه الندوة أثناء توليه أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي.
كما يزجون الشكر الجزيل لمعالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور أسامه صادق طيب، لرعايته لهذه الندوة.
ويقدمون جزيل الشكر والتقدير للجهات المتعاونة في عقد هذا المؤتمر على ما قدمته من دعم وتنظيم.
كما ينتهز المشاركون في هذه الندوة هذه الفرصة لشكر أصحاب السماحة والفضيلة والسعادة العلماء والفقهاء والأساتذة والخبراء والباحثين المشاركين على ما بذلوه من جهد خلال هذين اليومين المباركين، وتخص بالذكر المقرر العام للندوة فضيلة الأستاذ الدكتور عجيل النشمي، عضو المجمع، وجميع زملائه الكرام أعضاء لجان الصياغة المكرمين، وكذلك أعضاء اللجنتين التحضيرية والعلمية والأجهزة الإدارية والعلاقات العامة، والشؤون الفنية، والمراسم، ووسائل الإعلام التي اهتمت بنقل أخبار المؤتمر.
كما تخص بالشكر الراعيين الرئيسيين لهذه الندوة وهما:
البنك الأهلي التجاري، مجموعة المصرفية الإسلامية،
بنك ساب أمانة، الخدمات المصرفية الإسلامية،
وتشكر أيضا الراعيين الإعلاميين وهما:
قناة الاقتصادية، بتلفزيون المملكة العربية السعودية،
صحيفة المدينة.
وختاما يتمنى المشاركون أن تكون هذه الندوة قد حققت ما كان مأمولا منها، بفضل تم بذله من جهود، ويأملون أن يستفاد منها في الدورة المجمعية القادمة وفي مسيرة الأمة التشريعية في هذا المجال.
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مجمع الفقه الإسلامي الدولي
اقرأ ايضا
آخر الأخبار