انعقاد الندوة الطبية الفقهية بعنوان إرضاع الأطفال الخداج بلبن أمهات معروفات وغير معروفات

عقد مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدّة بالتعاون مع شركة برولاكتا ندوة طبية حول “إرضاع الأطفال الخداج بلبن أمهات معروفات وغير معروفات”، يوم الاثنين 09 من شهر ذي القعدة لعام 1444هـ الموافق 29 من شهر مايو لعام 2023م، بمدينة جدة، بالمملكة العربية السعودية.

هذا، وقد افتُتحت الندوة بتلاوة آيٍ من الذكْر الحكيم، وعُرض فيلم وثائقي عن المجمع، ثم ألقى معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، كلمةً ترحيـبية عبّر فيها عن ترحيب المجمع الكبير، وشُكره الوافر لأصحاب المعالي والفضيلة والسعادة العلماء والخبراء على تكرّمهم بتلبية دعوة الأمانة العامّة للمجمع للمشاركة في هذه الندوة، مشيرًا إلى أن غلبة سِمَة العموم والإطلاق على نوازل العصر، وتداخل القضايا والمسائل المتصلة بالمستجدات المتعاقبة، كل ذلك يجعل لزامًا على كلِّ من أراد الاجتهاد في النوازل والمستجدات ذات الطابع العام اللّواذ بمؤسسات الاجتهاد الجماعيّ الذي يتكامل فيها علماء الشريعة الراسخون مع العلماء البارزين في علوم الإنسان والعمران وفي علوم الطبيعة والبُنيان، قصْدَ ضمان وصولٍ آمنٍ إلى الأحكام الشرعيَّة المناسبة لتلك النوازل والمستجدات، كما يقتضي ذلك أيضا ضرورة الاسْتئناس والاستفادة من تلْكم النتائج العلميَّة والتجارب العملية التي يتوصل إليها علماء الإنسان والطبيعة والعمران؛ بُغية ضبط الأحكام الشرعية الملائمة لتلك النوازل والمستجدات.

ثم أشار معاليه إلى أن هذه الندوة الفقهيّة الطبيّة إنما تنعقد اليوم الْتزامًا من المجمع بالمسؤوليّة المنهجيّة المنشودة التي أُنيطَت به إبّان تأسيسه، وامتثالاً لواجب البيان والتبيِين للناس فيما أشكل عليهم من أمور دِينهم ودنياهم، واستحقاقًا للثقة التي أَولاها فيه ولاة الأمر في الأقطار والأمصار، مؤكدًا على أن هذه الندوة ترُوم بيان حكم الشرع المناسب في مسألة مرتبطة بمقصدَي حفظ النفس، وحفظ النسل، إنها مسألة إرضاع الأطفال الذين يُسمَّون خِداجًا ومُبْتَسِرِين بلبن أمهات معروفات وغير معروفات، ولذلك فإن أمَلاً مشروعًا يحدُو المجمع في أن يُوسِع السادة المشاركون والمشاركات تلك المنتجات الدوائيّة الحديثة التي أنتجتها شركات الأدوية المعاصرة، على رأسها شركة برولاكتا، جانبًا للنظر الهادئ، والتسديد الرصين، والتوجيه المتين، تمكينًا للعالَم من الاستفادة ممّا تجود به الأيام من ابتكارات واختراعات.

وختم معاليه كلمته بالتعبير عن جزيل الشكر، وفائق التقدير لمعالي السيد حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، على دعمه المستمر للمجمع، كما أعرب عن امتنان المجمع العظيم، وعرفانه الجليل لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، عضو هيئة كبار العلماء، إمام وخطيب المسجد الحرام، رئيس المجمع، حفظه الله، على حرصه الكبير على النهوض بالمجمع. وأجزل الشكر وأعظم التقدير لأصحاب المعالي والفضيلة والسعادة الباحثين والباحثات، والمشاركين والمشاركات الأفاضل على ما تحمّلوه من عناء ومشقّة من أجل المشاركة في هذه الندوة. كما أعرب عن امتنان المجمع لشركة برولاكتا على التعاون المثمر، والدعم المقدَّر لهذه الندوة.

ثم رفع معاليه أصالةً عن نفسه، ونيابة عن أعضاء المجمع وخبرائه ومنسوبيه أسمى عبارات الشكر والثناء، والامتنان والعرفان لدولة المقرّ، المملكة العربية السعودية، قيادةً وشعبًا، على الدعم المتواصل، والرعاية الدائمة، والعناية الدائبة، “سائلا المولى الكريم أن يديم على قيادتها الحكيمة، وشعبها العظيم، نعمة الأمن، والأمان، والسعادة، والرخاء، والاستقرار، ويجزيهم عنَّا وعن الأمّة في أنحاء المعمورة خير الجزاء. ثم ألقى الكلمة الافتتاحية معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، رئيس المجمع، المستشار بالديوان الملكي، عضو هيئة كبار العلماء، إمام وخطيب المسجد الحرام، وجدَّد فيها الترحيب بأصحاب المعالي والفضيلة والسعادة، مثمِّنًا مشاركتهم حضوريًّا في هذه الندوة من ندوات المجمع العلمية، ومؤكدًا على أن تنظيم المجمع لهذه الندوة يأتي “قيامًا بالمسؤولية التي اؤْتُمِن عليها، وهي بيان الأحكام الشرعية في النوازل والمستجدات، وذلك من خلال استشارة جَمْعٍ من أهل العلم البارزين من فقهاء الأمّة، ومن أهل الخبرة والتجربة من العلماء في شتى مجالات المعرفة، خاصة المجالات الطبية، والاقتصادية، والاجتماعية، وتحقيقًا للتّلاقي الفكري والتكامل المعرفي بين الفقهاء والمختصين.

وأوضح معاليه أن هذه الندوة تنعقد استجابة لدواعي الإفتاء وإبداء الرأي الشرعي في مسألة قديمة متجدّدة ومهمّة عُرضت على الأمانة العامة، بهدف دراستها والاجتهاد فيها اجتهادًا أصيلاً، بهدف تقديم الحلول العملية الناجعة لها والتي تلتزم بمقرَّرات الشريعة، وتستفيد من التقنيات الحديثة، وتواكب التغيرات والتطورات، إنها مسألة إرضاع أطفال يُولَدُون قبل بلوغ الحمْل مَداه الطبيعي يُسمَّون الأطفال “الخداج” بلبن أمهات معروفات، وغير معروفات.

ثم أشار معاليه إلى “أن الفقه الإسلامي يتضمن بيانًا وافيًا للأحكام والضوابط الشرعية المتعلقة بالرضاع المحرِّم، كما أنه يتضمن منهج في بيان الأحكام الشرعية في النوازل والمستجدات، لذا دعا المشاركين والمشاركات من الأطباء إلى تقديم تصوّر واضح لهذه المسألة المتجددة تممينا للفقهاء من بيان الحكم الشرعي فيها.

وختم كلمتَه برفع آيات الشكر والتقدير والعرفان والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، ولوليّ عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء، يحفظهما الله، وللحكومة والشعب السعودي على ما يحظى به المجمع من دعم ورعاية وتسهيلات منذ تأسيسه إلى يومنا هذا.

وبعد هذه الكلمة بدأت جلسات الندوة الأربع التي ابتدأت بعرْض البحوث الطبية من الأطباء والطبيبات، ثم عرْض شركة برولاكتا مُنتَجها من لبن الأمّ، وتلا ذلك عرْض البحوث الفقهية التي لخّصها فضيلة الدكتور محمد مصطفى أحمد شُعيب، المشرف على مرصد الفتاوى والمراجعات بالمجمع، ثم تناولت الجلسة الأخيرة مناقشات وتعقيبات على البحوث والأوراق المقدَّمة إلى الندوة.

وبعد مداولات ومناقشات مستفيضة اختُتمت الندوة ببيانٍ ختاميٍّ قرأه معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، ووعدَت الأمانة العامّة بعرْض التوصيات المقترحة على المشاركين والمشاركات لأخذ آرائهم إزاءها قبل اعتمادها وعرْضها على مجلس المجمع لإقرارها رسميًّا.

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى