بيان إشادة وترحيب باعتماد الدورة 53 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدَّة قرارًا بشأن الكراهيَّة الدينيَّة
16 يوليو، 2023
 |  | 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام الأتمّان الأكمَلان على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطاهرين، وصحبه الغُرِّ المُحجَّلين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فإنّه يسرُّ مجمع الفقه الإسلاميِّ الدوليَّ المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، بوصفه المرجعيّة الشرعيّة العُليا للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي والمجتمعات المسلمة في العالم، أن يُشيد إشادةً كبيرة، ويرحِّب ترحيبًا بالغًا باعتماد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في دورته الثالثة والخمسين قرارًا بشأن الكراهية الدينية التي تعني التحريض على التمييز والعداء والعنف ضد الأديان. حيث حثّ القرار الإفصاح عن معارضة الدعوة إلى الكراهية الدينية مع تحديد دوافع ومظاهر تلك الكراهية، ومقاضاة مرتكبيها وفق القوانين، واقتراح التدابير التي تهدف إلى مكافحة الكراهية الدينية، كما شجع القرار الدول على اعتماد القوانين، والسياسات الوطنية لمنع ومكافحة أعمال الكراهية الدينية، والدعوة إليها.

إنَّ الأمانة العامّة للمجمع إذْ تُثمِّن غاليًا هذا القرار الأمميَّ الآنِيَّ المهمَّ في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ العلاقة المضطربة بين أتباع الأديان والمعتقدات نتيجة تحريف الغالِين، وتأويل الجاهلين، وانتحال المُبطِلين، فإنَّها لَتُجدِّد التأكيد على أهمية وضرورة تكثيف وتكاتُف وتكامُل الجهود العلميّة والفكريّة والثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة من لَدُن أولي بقيّةٍ من الحكماء، والعلماء، والمفكِّرين، وصُنَّاع القرار، وصانعي الرأي العامّ في جميع أنحاء المعمورة، وذلك من أجل تعزيز ونشر ثقافة الحوار، والتسامح، والعيش المشترك، وقبول الآخر، واحترام الأديان والرموز الدينيّة، وحماية الحريّات العامّة وحقوق الإنسان بما لا يتعارض مع الإساءة للأديان، أو تدنيس مقدساتها، ونبذ جميع أشكال العنف، والغلوّ، والتعصّب، والتطرّف، والإرهاب؛ كما تنتهز هذه السانحة المباركة لتقدِّم وافر الشكر، وفائق التقدير إلى منظمة التعاون الإسلاميِّ على تنسيقها المتميز لإصدار هذا القرار المهمِّ، وتجزل الشكر والامتنان لجميع الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلاميِّ، والدول الصديقة، والمنظَّمات، والجمعيَّات العالميَّة التي دعمت هذا القرار التاريخيَّ المسؤول في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدَّة، وتخصُّ بالامتنان الكبير والإجلال العظيم جمهورية باكستان الإسلاميَّة على رفعها مشروع هذا القرار إلى المجلس باسم الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلاميِّ، كما تخصُّ أيضًا بالذكر الجليل، والثناء الجميل المملكة العربيَّة السعوديَّة، الرئيس الحالي لمؤتمر القمة الإسلاميَّة، ورئيس اللجنة التنفيذيَّة للدول الأعضاء بمنظمّة التعاون الإسلاميّ على تبَنِّيها هذه المبادرة الكريمة بعد الاجتماع العاجل للجنة التنفيذية الذي دعت إليه، وصدر عن ذلك الاجتماع بيان مهم، فضلًا عن ذلك الدور المحوري العظيم الذي قامت به لدى الدول والمنظَّمات الإسلاميّة والصديقة المُحِبّة للسلام والوئام والتواصل الحضاريِّ والحوار البَنَّاء بين أتباع الأديان والمعتقَدات لدعم هذا القرار.

كما تغتنم الأمانة العامّة للمجمع هذه المناسبة السعيدة لتَدعو الدول والمنظمات والمؤسسات إلى العمل بقراره ذي الرقم 166 (18/4) الذي أصدره مجلس المجمع في دورته الثامنة عشرة في بُوتراجايا بماليزيا في 29 من شهر جمادى الآخرة لعام 1428هـ الموافق 14 تموز (يوليو) لعام 2007م لما يتضمن من اقتراحات بنَّاءة هادفة إلى مكافحة هذه الظاهرة.

وفي الختام، نسأل اللهَ -جلَّ في علاه- أن يجزي عنَّا وعن الأمّة الإسلاميّة وُلاة الأمر في الدول الأعضاء بالمنظمة على دعمهم هذا القرار التاريخيّ، ويجزي عنا جميع مُحبِّي السلام والأمن والأمان في العالم على مسانَدتهم له.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

أ. د. قطب مصطفى سانو

الأمين العامّ لمجمع الفقه الإسلامي الدولي

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى