في إطار سلسلة الاجتماعات واللقاءات التي يعقدها وفد علماء الأمة الذي يزور أفغانستان بقيادة مجمع الفقه الإسلامي الدولي منذ أيام، عقد الوفد اجتماعًا بأحد أبرز علماء السلطة الحاليّة بأفغانستان معالي الشيخ المولوي مطيع الله محمد أنس خالص، رئيس الهلال الأحمر الأفغاني، وذلك مساء يوم السبت 16 من شهر صفر لعام 1445هـ الموافق 2 من شهر سبتمبر لعام 2023م بمقر إقامة الوفد بالعاصمة الأفغانية كابل.
هذا، وقد بدأ الاجتماع بكلمة ترحيبية ألقاها معالي الرئيس، أعرب فيها عن امتنان السلطة الحاكمة العظيم لزيارة وفد العلماء، شاكرًا إياهم على الزيارة تعبيرًا عن وقوفهم مع الشعب الأفغاني الذي يُكِنّ الحُب والتقدير والتوقير للعلماء. ثم تحدث معاليه عن أهم إنجازات الإمارة في كافة المجالات خلال العامين الماضيين، وبخاصة في مجال الأمن والاقتصاد، وتقديم المساعدات للمحتاجين من الأرامل والأيتام، كما تحدث عن الصعوبات التي تواجهها السلطة في تلبية احتياجات المُعوِزين والمتضررين من الحروب الطاحنة التي عرفتها أفغانستان خلال العقود الأربعة، كما دعا العالم الإسلامي إلى الوقوف مع الشعب الأفغاني بتقديم الدعم والعَون للملْهُوفين والمحتاجين، وختم حديثه بالصعوبات المالية التي تواجهها السلطة بعد توقف كافة المساعدات التي كانت تقدمها الدول إبّان الاحتلال، وذكر على سبيل المثال: عدم وجود أي دعم من الدول لطباعة المناهج الدراسية، والإسهام في دفع رواتب المدرسين والمدرسات، مؤكدًا بأن السلطة لا تزال تعمل جاهدة على إعادة فتح المدارس والجامعات للبنات والفتيات بعد الانتهاء من طباعة المناهج الجديدة التي أعدّتها السلطة.
ومن جهته، أعرب معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع ورئيس الوفد، عن جزيل شكر الوفد، وفائق تقديره لمعاليه على الاجتماع بالوفد بمقر إقامته، مشيدًا بجهود الهلال الأحمر الأفغاني المقدَّرة في مجال الإغاثة، وتقديم الدعم والمساعدة للأسر، وبخاصة الأيتام والأرامل الذين يبلغ عددهم ملايين من الأفغان جراء الحروب التي عرفتها أفغانستان خلال العقود المنصرمة، كما أعرب معاليه عن سرور الوفد بما سمعوه من معاليه من معلومات واضحة عن إنجازات الإمارة في مجال الأمن والاقتصاد، وعن عزْمها على فتح المدارس والجامعات للبنات والبنين فوْر الانتهاء من طباعة المناهج الجديدة. ودعا معاليه السلطة بهذه المناسبة إلى الاستفادة القصوى من المناهج الدراسية والتجارب العملية في مجال تعليم الإناث لعدد من الدول الأعضاء بالمنظمة كبلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية حيث إنها مكّنَت البنات والفتيات من التعليم بشِقَّيه الديني والدنيوي، وبجميع مراحله، مع الالْتزام بالضوابط الشرعيّة في ذلك، كما أكد لمعاليه استعداد منظمة التعاون الإسلامي التامّ بحشد الدعم من الدول الأعضاء بالمنظمة لطباعة المناهج والإسهام في تخفيف العِبء عن السلطة فيما يتصل برواتب المدرسين، ولذلك، فإن وفد العلماء يناشد السلطة إلى تمكين البنات والفتيات من التعليم بشقيه الديني والدنيوي وبجميع مراحله أسوة بالبنين والفتيان، مؤكدًا بأن ذلك أمانة في عُنق السلطة، ذلك “لأن التعليم بشقّيه الديني والدنيوي وبجميع مراحله يُعَدَّ حقًّا شرعيًّا مقدَّسًا للإناث والذكور، وواجبًا عظيمًا أوْجَبه الله على الأسرة والمجتمع والدولة، ولا يجوز شرعًا حرمان أيٍّ من الإناث والذكور من أيّ نوع من أنواع العلوم”.. ثم أدلى عدد من أصحاب الفضيلة العلماء المشاركين والمشاركات بكلمة أكّدوا فيها مناشدتهم السلطة تمكين البنات والفتيات الأفغانيات من التعليم بشقيه الديني والدنيوي وبجميع مراحله.
وفي نهاية الاجتماع، طَمْأن معاليه الوفد بأن مناشدتهم ستصل إلى ولي الأمر بالإمارة الإسلاميّة متمنّيًا تجدّد اللقاء بالعلماء في المرّات القادمة بإذن الله تعالى.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار