استقبل فضيلةُ الشيخ فريد الدين محمود، أحدُ أبرز علماء السلطة، رئيس أكاديمية أفغانستان، وفدَ علماء الأمة الذي يزور أفغانستان بقيادة مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وذلك صباح يوم الاثنين 18 من شهر صفر لعام 1445هـ الموافق 4 من شهر سبتمبر لعام 2023م بمقر الأكاديمية.

هذا، وقد بدأ الاجتماع بتلاوة آيٍ من الذكْر الحكيم، ثم ألقى معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع ورئيس الوفد، كلمةً عبّر فيها عن شكر الوفد وامتنانه للسلطة القائمة لحفاوة الترحيب، وكرم الوفادة، مشيدًا بدَور الأكاديمية في نشْر المعارف والعلوم، ودعم البحث العلمي، ومتطلّعًا إلى قيام الأكاديمية بذلك الدَّور المِحوَري المُرتجَى في تعزيز وعي المجتمع والسلطة بأهمية ومكانة التعليم بشقّيه الديني والدنيوي وبجميع مراحله للإناث والذكور، ومنوّهًا بأنه إذا كان الجهاد الذي قام به الشعب الأفغاني خلال خمسة وأربعين عامًا جهاد دفاع عن العِرض والوطن، فإن الجهاد المنتظَر الذي ينبغي أن ينهض به الشعب الأفغاني جهاد بِناء وإعمار لمكافحة الجهل، والفقر، والمرض، ويعَدُّ هذا الجهاد من أشرف أنواع الجهاد ومِن أصعبه، ولذلك ينبغي القيام به حفاظًا على إنجازات الإمارة، وتمكينًا للشعب الأفغاني من الاستفادة من مواردها الطبيعية الزاخرة. وأوضح معاليه أن تمكين البنات والفتيات الأفغانيات من التعليم بشقّيه الديني والدنيوي وبجميع مراحله فريضة دينية، وواجب شرعي، ذلك لأن التعليم حق شرعي مقدّس لم تختلف الأمة في وجوبه من عهد الصحابة -رضوان الله عليهم- إلى يومنا، ولذلك، فإن وفد العلماء يناشد فضيلةَ رئيسِ الأكاديمية أن يكون رسولَهم وسفيرَهم لدى السلطة الحاكمة من أجل إعادة فتح أبواب الجامعات والكليّات لتمكين الفتيات من متابعة دراساتهن التي علّقَتْها السلطة، مع التأكيد على استعداد منظمة التعاون الإسلامي بتقديم الدعم اللوجستيَّ والفني الذي تحتاجه السلطة لتسهيل عودة الفتيات إلى الدراسة.

ومن جانبه، أعرب فضيلة رئيس الأكاديمية عن ترحيب الأكاديمية بوفد العلماء، وشكرهم على الزيارة تعبيرًا عن دعمهم للشعب الأفغاني. ثم قدّم للوفد معلومات ضافية عما تعرّض له الشعب الأفغاني خلال العقود الأربعة من صنوف الاضطهاد والمِحَن والظلْم والبَغْي، ومحاولات قِوى الاحتلال والعدوان القضاء على الهوية الإسلامية الأفغانية وتاريخها المَجيد، وإحلال الإلحاد والانحلال محلّ الإسلام والثقافة الأفغانية. كما تحدث طويلاً عن محاولات قِوى الاحتلال التدخّل في شؤون أفغانستان من خلال عملائها من الداخل والخارج، منوّهًا بأن السلطة الحاليّة ستبقى صامدةً في وجه كل محاولات طمْس الهوية الأفغانية. وبالنسبة لتعليم البنات والفتيات أكد أن السلطة تؤمِن إيمانًا كاملاً بحقّهنّ في التعليم؛ ولكنّها لا تزال تعمل على مراجعة المناهج والبحث عن الحلول للصعوبات التي تواجهها في هذا المجال، ولذلك، فإنه هو الآخَر يناشِد وفد العلماء الوقوف مع الشعب الأفغاني بتقديم الدعم والعون في هذا المجال.

وفي نهاية الاجتماع، زار الوفد مكتبة الأكاديمية التي تضمّ كتبًا قيّمةً في شتّى الفنون والعلوم والمعارف الإنسانية والاجتماعية والطبيعية.