عبر الاتصال المرئيّ.. افتتاح أول ندوة افتراضية تشاورية بين المَجمع والأمانات وإدارات الأوقاف بدول مجلس التعاون الخليجيّ

نظَّم مجمع الفقه الإسلامي الدولي صباح يوم الأحد 29 من شهر شعبان 1442ه‍ الموافق 11 أبريل 2021م أول ندوة افتراضية تشاورية بعنوان نحو شراكة علمية بين بين مجمع الفقه الإسلامي الدولي والأمانات العامة للأوقاف بدول مجلس التعاون الخليجي.

وقد بدأت فعاليات الندوة بعرض فيلم وثائقي موجز عن المجمع ابتداء من تأسيسه عام 1981م ومرورا بالعديد من مؤتمراته وندواته وصولا إلى إنشاء صندوق وقفي له خاص بالمجمع قبل أربع سنوات تقريبا ليكون ذلك أول مورد ثابت ودائم.

ثم ألقى معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، المستشار بالديوان الملكي، عضو هيئة كبار العلماء، إمام وخطيب المسجد الحرام، ورئيس المجمع الكلمة الافتتاحية التي شكر فيها المشاركين على استجابتهم لدعوة المجمع للمشاركة في الندوة موضحا أن الهدف الأسمى من هذه الندوة التشاورية يتمثل في رغبة المجمع في تعزيز الشراكة العلمية بين المجمع والأمانات والإدارات العامة للأوقاف بالدول الأعضاء بالمنظمة عامة وبدول مجلس التعاون الخليجي خاصة، منوِّها في هذا الصدد بالإنجازات العلمية الملموسة التي حققها المجمع منذ تأسيسه وخاصة فيما يتعلق بإصدار القرارات والتوصيات التي أسهمت في النهوض بالصناعة الوقفية في العصر الراهن، كما أكد أن قرارات وتوصيات المجمع المتعلقة بالمسألة الوقفية كانت ولا تزال محل تقدير وإشادة وتحظى بقبول واسع خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، ولهذا، فإن ثمة حاجة ماسة لمتابعة الجهود العلمية الحثيثة لتوجيه نوازل ومستجدات المسألة الوقفية ضمانا لاستمرار هذا التمويل الاجتماعي الإسلامي في النمو والتطور والتقدم.

وأوضح معاليه أن ضمان قيام المجمع بهذا الواجب الشرعي يقتضي تنظيم العديد من المؤتمرات والندوات من أجل إعداد جملة من الأبحاث و الدراسات وقاعدة بيانات خاصة بالاوقاف، ويتطلب كل ذلك توافر المجمع على إمكانات مالية و موارد ثابتة، الأمر الذي دفع وزراء خارجية الدول الإسلامية في الدورة الرابعة والأربعين للمؤتمر الوزاري بمدينة ابيجان بكوت ديفوار إلى إصدار قرار بإنشاء صندوق وقفي للمجمع يكون غرضه قبول التبرعات والأموال العينية والنقدية في الحال و المآل والإشراف على إدارة الأموال الموقوفة و استثمارها لصالح مجمع الفقه الإسلامي الدولي.. وأخبر معاليه المشاركين بأن هذا الصندوق الوقفي للمجمع يسعى إلى تحصيل سقف مالي قدره مائتان وخمسون (250) مليون دولار أمريكي من التبرعات والهبات النقدية والعينية إلى من الدول والمؤسسات والأفراد.

وتحقيقا لهذا الحلم الكبير، فإن المجمع يدعو الأمانات والإدارات العامة للأوقاف بدول مجلس التعاون الخليجي إلى دعم هذا الصندوق من خلال التبرع له، وتشجيع الموسرين والمحسنين في دولهم على التبرع لهذا الصندوق تمكينا للمجمع من القيام بواجبه الشرعي المتمثل في بيان الأحكام الشرعية في القضايا التي تهم المسلمين.

ثم ألقى معالي الدكتور قطب مصطفى سانو الأمين العام للمجمع كلمة تأطيرية للندوة، مشيدا بالخطوط الرئيسة التي تضمنتها كلمة معالي الرئيس، وذكر معاليه بأن الصناعة الوقفية أصبحت اليوم بفضل الله محل فخر ومثدر اعتزاز للأمة الإسلامية نتيجة المكانة العظيمة التي تحتلتها بين أدوات التمويل الاجتماعي الإسلامي، كما غدت الأوقاف محل دراسات بالجامعات والمراكز العلمية اعترافا بدورها البارز في مكافحة البطالة، وتقليص الفوارق الاجتماعية، فضلا عن تنويع مصادر البر والخير. ثم أشار معاليه إلى أنه نظرا لما تشهده الساحة من نوازل ومستجدات تداهم الصناعة الوقفية، فإن الحاجة تمس إلى مواكبة علمية رصينة لتسديد تلك النوازل وتوجيه المستجدات حفاظا على تطور الصناعة وتقدمها؛ ومن هنا تبرز أهمية عقد شراكات علمية بين المجمع بصفته المرجعية الفقهية العالمية الأولى والأمانات والإدارات العامة للأوقاف بدول مجلس التعاون الخليجي باعتبارها مؤسسات رائدة في مجال تحصيل التبرعات والهبات لدعم الأعمال الخيرية والعلمية، وكرر معاليه التأكيد على استعداد المجمع للتعاون مع الأمانات والإدارات العامة في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك.

ومن جانبه ألقى معالي الدكتور بندر بن محمد حمزه حجار رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية كلمة أوضح فيها تبعات وآثار جائحة كورونا على اقتصاديات الدول، مشيرا إلى أن العالم لم يكن مستعدا لمواجهة جائحة بهذا الحجم، كما لم يكن أحد متوقعا تحدياتها وآثارها على كافة مناحي الحياة الاقتصادية، ثم استعرض معاليه إنجازات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية في تحقيق النمو من خلال الاهتمام بالقطاع غير الربحي وخاصة الأوقاف وتقديم الإغاثة، والمنح الدراسية والرعاية الصحية، فضلا عن الإسهام بشكل دائم في برامج بناء وتطوير البنى التحتية للدول الأعضاء بالبنك، كما أكد معاليه في كلمته استعداد البنك لإدارة وتثمير أموال صندوق وقف مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وتقديم الدعم اللازم للنهوض به. كما ألقى معالي الشيخ عبد الله المطلق المستشار بالديوان الملكي، عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، وعضو مجلس صندوق وقف المجمع موضحا أن نجاح الأمة الإسلامية يقتضي التعاون والتلاقي بين أصحاب العلم وأرباب الأموال وأننا بحاجة ماسة إلى التخطيط واستثمار المتاح من الموارد والمزيد من التعاون و أن المجمع بحاجة ماسة لتوفير الأموال والموارد الثابتة للقيام بدوره في إعداد القرارات والدراسات والبحوث العلمية والشرعية والفقهية التي تحتاجها الأمانات العامة للأوقاف في عملها؛ ثم تحدث فضيلة الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد كبير المفتيين بدائرة الشؤون الإسلامية بإمارة دبي، عضو مجلس أمناء صندوق وقف المجمع، وأوضح في حديثه أن المجمع ذو نفع علمي عظيم، ولذلك، فإنه الأجدر أن ترعاه الأوقاف ليصبح غنيا بنفسه، مشيدا باختيار البنك الإسلامي للتنمية لإدارة وتثمير أموال صندوق وقف المجمع لما له من ثقة عالمية كبيرة، وحسن إدارة وبركة ونماء، حاثًّا البنك لأن تكون إدارته للصندوق احتسابا بدون مقابل؛ ثم تحدث سعادة الدكتور زياد الفواز نيابة عن معالي محافظ الهيئة العامة للأوقاف بالمملكة العربية السعودية معبرا عن استعداد الهيئة بدعم الصندوق، كما تحدث الدكتور حمد الشيباني مدير دائرة الأوقاف والعمل الخيري بإمارة دبي، وطرح استفسارات وايضاحات لبعض المسائل الإدارية والإجرائية التي تمت الإجابة عليها؛ كما تحدث فضيلة الدكتور محمد سعيد النيادي المدير العام للأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة معربا عن استعداده لتعزيز التعاون مع المجمع في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك. كما تحدث فضيلة الأستاذ الدكتور يوسف الشبيلي عضو مجلس أمناء صندوق وقف المجمع مكررا الدعوة إلى دعم صندوق المجمع، وتعزيز الشراكة بين المجمع والمؤسسات الوقفية؛ كما تحدث سعادة الدكتور يوسف الخلاوي عضو مجلس نظارة صندوق وقف المجمع موضحا أهمية دعم الأوقاف البحث العلمي والمؤسسات التي تنشط في هذا المجال، وعلى رأسها مجمع الفقه الإسلامي الدولي؛ وأخيرا تحدث فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الله مبروك النجار عضو مجلس أمناء صندوق وقف المجمع، وحثَّ الأمانات والإدارات العامة للأوقاف على تقديم كل دعم ورعاية لصندوق وقف المجمع لما لذلك من أهمية بالغة في تمكين المجمع من القيام برسالته.

وفي نهاية الندوة قدم معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو نقاطا أساسية لمشروع البيان الختامي وتوصيات الندوة، واعدا المشاركين بإرسال المسودة إليهم لإبداء وجهات نظرهم فيها قبل نشره في أقرب وقت، وهنأ المشاركين باسم مجمع الفقه الإسلامي الدولي بحلول شهر رمضان المبارك سائلا المولى أن يوفق الجميع لصيامه وقيامه إيمانا واحتسابا.

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى