بدعوة من المجلس العالميّ للمجتمعات المسلمة.. معالي الدكتور قطب سانو يلقي محاضرة عن رمضان في عصر كورونا

في إطار الحلقات الرمضانية الافتراضية اليومية التي ينظمها المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ألقى معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي مساء يوم الأحد 13 من شهر رمضان لعام 1442 الموافق 25 من شهر أبريل لعام 2021م محاضرةً بعنوان: “رمضان وكورونا: الممارسات الآمنة”.

وقد استهل معاليه محاضرته بالتعبير عن شكره وتقديره للقائمين على المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، وعلى رأسهم معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس، وسعادة الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمجلس، كما شكر اللجنة المشرفة على هذه الندوات والمحاضرات التي تدل على سعي المجلس إلى تثقيف المجتمعات المسلمة والحفاظ على هويتهم الإسلامية.

ثم تحدث معاليه عن الواقع الراهن المقلق الذي تعيشه البشرية نتيجة تفشي جائحة كورونا المستجد التي أثرت ولا تزال تؤثر على جميع مناحي الحياة، كما غيرت ولا تفتأ تغير كثيرا من أساليبنا وتقاليدنا وعاداتنا.. لم تترك هذه الجائحة جانبا من جوانب حياتنا إلا وأثر فيها تأثيرا، بل إن طرق أدائنا لكثير من الشعائر والعبادات شهدت تغيرا وتحولا، ولا ينحصر هذا الأمر على الدين الإسلامي الحنيف بل كل الأديان. حقا، لقد أوجدت هذه الجائحة بيئة جديدة وفرضت سلوكيات استثنائية على الجميع، مما جعلت البشرية جمعاء دون استثناء تعاني منها معاناة على كافة الأصعدة. ودعا معاليه في هذه المناسبة المولى تبارك وتعالى أن يتغمد برحمته الذين رحلوا عن عالمنا متأثرين بهذا الفيروس، كما دعا الله لجميع المرضى الذين أصيبوا به أن يمن عليهم الكريم الشافي بالشفاء العاجل.

ونظرا لما لشهر رمضان المبارك من مكانة ومنزلة خاصتين، دعا معاليه جميع المسلمين حول العالم إلى اغتنام هذه المناسبة الكريمة للتضرع والابتهال إلى الله ليعجل بكشف هذه الغمة، ورفع هذا البلاء عن العالم أجمع، كما دعا معاليه إلى الإسراع في أخذ اللقاحات المتاحة ضد هذا الوباء، مؤكدا بهذا الصدد على عدم الإنصات للشائعات التي ينتشرها المرجفون حول هذه اللقاحات والتي تتخذ من نظرية المؤامرات أساسا لها.. موضحا في هذه المناسبة بأن الأصل في الإسلام التداوي لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تداووا يا عباد الله، فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء، والتزاما بالقواعد الفقهية التي تقرر بجلاء بأن درء المفاسد مقدَّمٌ على جلب المصالح، وأنه يختار أهون الشررين، ولذلك، فإنه ينبغي للمسلم الرجوع إلى أهل العلم الموثوقين في مجتمعاتهم من أجل معرفة أحكام دينهم، وقد سبق لمجمع الفقه الإسلامي الدولي أن اصدر بيانا بين فيه مشروعية اللقاحات المتاحة، ودعا المسلمين إلى الامتثال لتوجيهات السلطات الصحية في مجتمعاتهم.

ثم تحدث معاليه عن عدد من الممارسات الآمنة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها خلال هذا الشهر الفضيل، وعلى رأسها الدعاء والتوبة والرجوع إلى الله ليغفر الذنوب ويعفو عن السيئات، وليعجل بزوال هذه الجائحة عن العالم أجمع، ومن الممارسات الحميدة المطلوبة في هذا الشهر الكريم الاعتدال والوسطية في كل شيء نفعله، وخاصة في المأل والمشرب، وفي النوم والراحة، وفي الإنفاق.. وغير ذلك، مؤكدًا على أن المقصد الأعظم من الصيام يتمثل في استشعار الظروف الصعبة التي يعيش فيها الفقراء من الجوع والعطش والفاقة، مما ينبغي على الصائم تذكره واستحضاره، فلا يسرف في الأكل ولا في الشرب ولا في الإنفاق، ويجب عليه تقديم مساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين على الفقراء.

ثم أضاف معاليه بأن هذا الشهر الفضيل شهر التواضع والإحسان والإكثار من فعل الخير، ومساعدة المحتاجين، وقراءة القرآن، وتعزيز التسامح، وضبط الأعصاب. كما أشار معاليه في محاضرته إلى أن من الممارسات الحميدة في هذا الشهر البر والإحسان بالوالدين والأقارب وأولي الأرحام وذلك بزيارتهم والتعرف على أحوالهم، ومساعدة المحتاجين منهم، مؤكدًا بهذا الصدد على أهمية تلك الزيارات الاجتماعية المعتدلة دون إفراط أو تفريط، وضرورة الالتزام بالاحترازات الصحية، كما نبَّه في هذه المناسبة على أهمية زيارة المرضى للدعاء لهم بالشفاء، وزيارة المقابر للدعاء لهم بالمغفرة والرحمة.

وأكد معاليه في نهاية محاضرته على أهمية سعي كل واحد منا لتمكين هذا الشهر الكريم من تغييرنا وتغيير كثير من سلوكياتنا، وأفعالنا، وتصرفاتنا، فلا بد أن يغيّرنا هذا الشهر نحو الأفضل، ولا بد لنا من أن نستثمر هذه الفرصة السعيدة في تغيير ما بأنفسنا بتحسين علاقاتنا مع خالقنا، وعقيدتنا، والناس من حولنا، فهذا الشهر هو فرصة لا ينبغي لنا أن نفرط فيها في التقرب إلى الله بالطاعات وفعل الخيرات وترك جميع المنكرات والسيئات.. وعلى رأسها الإسراف والغلو والمبالغة في الطعام والشراب والنوم، والاهتمام بسفاسف الأمور وصغائرها، وإضاعة الوقت في التجوال في الأسواق، والمراكز التجارية.. فشهر رمضان لا ينبغي أن يكون بأي حال من الأحوال شهرا للتلذذ بصنوف الأطعمة والمشروبات والتفنن فيها، بل شهر عبادة، وتضامن، وتكافل، ومواساة، واستشعار حقيقي لمعاناة الفقراء والمساكين والمعدومين والمشردين في جميع أنحاء العالم.

والجدير بالذكر أن محاضرة معاليه قد تم بثها مباشرة على الهواء في جميع مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة وقد لقيت استحسانا وثناء كبيرين من الحضور والمتابعين.

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى