معالي الدكتور قطب سانو يجتمع بمعالي الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ في مكتبه بجدة

قام معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي برفقة وفد من المجمع صباح يوم الاثنين 19من شهر شوال 1442ه‍ الموافق 31 من شهر مايو 2021م بزيارة مجاملة لمعالي الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية بمقر مكتبه بمدينة جدة.

وقد رحب معالي الوزير بمعالي الأمين العام والوفد المرافق له، وهنَّأه على تعيينه أمينًا عامًّا للمجمع، منوِّها بالدور الكبير المنوط بمجمع الفقه الإسلامي الدولي في العصر بوصفه المرجعية الشرعية الفقهية لما يقارب ملياري مسلم في العالم، كما تحدث معاليه عن ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام والعناية بتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، والابتعاد عن توظيف الدين مطية للمطامع الدنيوية والأغراض السياسية، مشيرا بهذا الصدد إلى أهمية الالتزام بمنهج الاعتدال والوسطية لمحاربة الفكر الضال، والفتاوى الشاذة التي تصدر عن أناس بعيدين كل البعد عن جوهر الإسلام؛ كما شدد في حديثه على ضرورة قيام فقهاء وخبراء المجمع الذين يمثلون سبعا وخمسين (٥٧) دولة بمسؤوليتهم الشرعية في بيان شرع الله وإرشاد الناس وتوجيههم إلى صحيح الاعتقاد والعمل الصالح؛ وعبر عن أهمية توحيد الجهود وتنسيق الخطى من أجل تعزيز ثقافة الاعتدال ومنهج الوسطية؛ ثم ختم حديثه قائلا: “إنني أثق في علم معاليكم، وأعلم أنكم ذكي، وفطن، ونشيط، وذو خبرة وتجربة، ولذلك، فإننا نأمل أن تنهضوا بالمجمع لتمكينه من تحقيق رسالته، وأهدافه” مؤكدا بهذا الصدد على استعداد الوزارة لتقديم كل الدعم والسند للمجمع في إطار ما يسمح به النظام، ومعبرا في الوقت نفسه عن موافقته على توقيع مذكرة تفاهم بين الجهتين بعد تشاور مع الجهات المسؤولة عن ذلك.

ومن جانبه أعرب معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو الأمين العام للمجمع عن شكره الجزيل وتقديره الفائق لمعالي الوزير على حسن الاستقبال، وحفاوة الترحيب به وبالوفد المرافق له، ونقل إلى معاليه تحيات معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس المجمع، عضو هيئة كبار العلماء، وإمام وخطيب المسجد الحرام، مشيدا بالجهود المقدرة التي يقوم بها معالي الوزير من أجل الارتقاء بأعمال الوزارة وأنشطتها وتطوير أدائها لتواكب تحديات العصر. ثم قدم معاليه نبذة وافية عن المجمع نشأة، ورؤية، ورسالة، وأهدافا، ووسائل، وأعضاء، منوِّها بهذا الصدد بكون المجمع جهازا علميا شرعيا عالميا منبثقا عن منظمة التعاون الإسلامي، ويعتبر منبرا علميا للتلاقي الفكري والتكامل المعرفي بين فقهاء الأمة ومفكريها الذين يمثلون سبعا وخمسين (٥٧) دولة والمجتمعات المسلمة في جميع أنحاء المعمورة؛ وأشاد معاليه في هذه المناسبة بالرعاية الكريمة والعناية الفائقة اللتين ما فتئ المجمع يحظى بهما من لدن القيادة الرشيدة بدولة المقر -جزاهم الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء- ومن لدن الشعب السعودي بجميع مكوناته، وذلك منذ تأسيس المجمع قبل أربعة عقود من الزمن إلى يومنا هذا.

ثم تطرق معاليه إلى الإشارة إلى ذكر بعض الإنجازات التي حققها المجمع ممثلة في قراراته وتوصياته التي يبلغ عددها مائتين وثمانية وثلاثين (٢٣٨) قرارا وتوصية إزاء مختلف المجالات والقضايا التي تهم المسلمين في جميع أنحاء المعمورة، فضلا عن جملة حسنة من البيانات المتعددة التي يصدرها المجمع بين الفينة والأخرى، وكان آخرها بيان الأمانة العامة للمجمع بشأن حكم الشرع في أخذ اللقاحات المتاحة ضد كوفيد، وحكم الصرف من أموال الزكاة لشراء اللقاحات، والإجراءات الاحترازية الموفقة التي اتخذتها الحكومة السعودية فيما يخص قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي خلال شهر رمضان المبارك، كما أشار معاليه إلى ذلك الدعم الشرعي الذي ما برح المجمع يقدمه لجهات الإفتاء والمجالس الشرعية والمؤسسات المالية الإسلامية بالدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي والمجتمعات المسلمة، وذلك فيما يتعلق ببيان حكم الشرع في النوازل والمستجدات؛ وعبّر معاليه بهذه المناسبة عن تطلعه إلى تعزيز علاقات التعاون والشراكة والتنسيق مع الوزارة في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك، خاصة في مجال التنظيم المشترك للمؤتمرات والندوات وحلقات النقاش، ومجال إعداد البحوث والدراسات، ومجال تبادل المطبوعات والمنشورات، فضلا عن مجال تنسيق الجهود وتوحيد الرؤى من أجل نشر منهج الاعتدال والوسطية في كل مكان، كما أكد معاليه على أن رسالة المجمع تتلخص في عرض تعاليم الإسلام عرضا معتدلا بإبراز مزاياها، وسعتها، ومرونتها، وصلاحيتها لكل زمان ومكان، وقدرتها التامة على تقديم الحلول الناجعة والأجوبة الشافية لمشكلات الحياة المعاصرة وتحدياتها ونوازلها، وذلك انطلاقا من كتاب الله جل جلاله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ومن التراث الإسلامي الزاخر.

وفي نهاية اللقاء وجه معاليه دعوة إلى معالي الوزير للتشرف بزيارة الأمانة العامة للمجمع للتعرف عن كثب على ما يقوم به، كما أجاب معاليه على تساؤلات الصحافيين المتعلقة بأهمية نشر ثقافة الاعتدال ومنهج الوسطية، حيث أكد معاليه في إجابته على أن صمام الأمان والاستقرار وتحقيق السعادة والرخاء يكمن تحقيق كل ذلك في التزام الأمة شعوبا وأفرادا بثقافة الاعتدال ومنهج الوسطية مشيرا في هذه الأثناء إلى أن قوله تعالى 《وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا》 خبر في معنى الإنشاء، أي كونوا أمة وسطا لتتحقق لكم الشهادة على الناس، ولتتحقق لكم الريادة والسعادة والأمان والاستقرار.

وفي نهاية الزيارة تبادل الطرفان الهدايا التذكارية حيث قدم معالي الوزير نسخة فاخرة رائعة وأنيقة من مصحف المدينة المنورة، كما أهدى معالي الأمين العام للمجمع نسخة من كتاب الإصدار الرابع لقرارات وتوصيات المجمع، والعدد الأول من مجلة المجمع.

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى