الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،
إن مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي الذي يمثل كافة المذاهب الإسلامية المعتمدة في العالم الإسلامي يعبر عن استنكاره الشديد وإدانته البالغة للاعتداء التفجيري الحقير على قبري الإمامين الجليلين علي الهادي والحسن العسكري -رحمهما الله- في سامراء، الأربعاء الماضي، 23 محرم 1427، 22 فبراير 2006. والإمامان الجليلان يحتلان مكانة معظمة ومحبوبة عند المسلمين جميعا، فهما حفيدان كريمان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن نسل ابنته فاطمة رضي الله عنها، ومن دوحة آل البيت الجليلة، وبذلك فإن ما حصل يعتبر جريمة ضد المسلمين جميعا “سنة وشيعة”، ولا يقوم بارتكابها إلا من فقد في قلبه محبة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. كما يعتبر هذا التفجير حادثة إرهابية ترام من ورائها إشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي العريق المترابط فيما بينه بوشائج قوية من الرحم والقرابة، منذ دهور متطاولة من الزمن.
وفي الوقت ذاته يستنكر المجمع ويندد بشدة بردود الأفعال الانتقامية المتمثلة في الاعتداءات التي استهدفت بيوت الله بالإحراق والتدمير بالقذائف والتعدي على أئمتها بالضرب والشتم، وتحريق المصاحف الشريفة وتقطيعها.
وقد اتفقت المذاهب الإسلامية على تحريم الاعتداء على المسلمين وعلى الجوامع والمساجد والقبور، وقد وردت فيها نصوص خاصة وعامة.
ومن الجدير بالإشادة الدعوات التي تعالت من قبل المرجعيات الدينية الشيعية والسنية لضبط النفس وكظم الغيظ وتقديم المصلحة العامة على الخاصة، والتحذير من الوقوع في مواجهات لن يدفع ثمنها إلا الشعب العراقي نفسه.
وإن مجمع الفقه الإسلامي الدولي من خلال هذا البيان يحث الجميع على نبذ العنف والتطرف، وعلى الوقوف صفا واحدا؛ لتفويت الفرصة على أعداء هذا البلد؛ ولتجنب الفتنة التي يقف خلفها من يسعى إلى تمزيق هذا البلد وشعبه، وإحلال الدمار والموت والفقر والجهل في مؤامرة دنيئة فاضحة. ولنا أمل في إجراء تحقيق شامل؛ للتوصل إلى خيوط هذه الجرائم النكراء والاقتصاص من مرتكبيها.
نسأل الله العلي القدير أن يعصم الشعب العراقي بحبله ويوحد كلمتهم، ويحفظهم من كل مكروه، وأن يحل بالعراق السلام والاستقرار.
الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي
اقرأ ايضا
آخر الأخبار