بيان مجمع الفقه الإسلامي الدولي حول تدمير مسجد في نينجيا هيو، الذاتية الحكم في الصين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

فقد اطلعت أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي على أخبار عن اشتباك بين القرويين المحليين والشرطة مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا وتدمير مسجد في قرية تاوشا بالقرب من مدينة هيكسي، محافظة تونغشين في منطقة نينجيا هيو، الذاتية الحكم في الصين. ووفقا لمصادر منظمة التعاون الإسلامي فقد وقع الحادث عندما هاجمت الشرطة تجمعا لمسلمين يحتفلون بافتتاح المسجد بعد تجديد بنائه إثر تدميره من قبل السلطات عام 1987، وقد أدت الاشتباكات إلى سقوط عدد من القتلى، وإصابة حوالي 50 شخصا بجروح، كما اعتقل 100 شخص.

وأمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي إذ تعرب عن بالغ انزعاجها وشديد تضايقها إزاء أحداث العنف الدامية هذه، ومن منطلق العلاقات الممتازة التي تربط جمهورية الصين الشعبية بكافة دول العالم الإسلامي في سائر المجالات، والتي يؤمل لها الازدهار خالية عما يعكر صفوها، تود بيان ما يلي:

أولا: يؤكد المجمع رفضه بشدة هدم المساجد وإغلاقها ومنع المصلين من الدخول فيها؛ لأن أداء الصلاة في المساجد من أهم الشعائر الواجبة على المسلمين، وهو من أبسط حقوقهم الإنسانية، ويدخل ضمن حرية ممارسة الشعائر الدينية التي تكفلها كافة القوانين والأنظمة والاتفاقات الدولية, فضلا عن أنّ الإسلام يعتبر تلك الأعمال البغيضة ظلما عظيما وجرما فادحا، قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)(البقرة:142)، وبهذه المناسبة فإن المجمع يطالب الجهات المعنية في الصين بكفالة الحرية الدينية للمسلمين المواطنين فيها، وصيانتها من أي خطورة تهددها، وحفظها من كل أشكال التذويب والغزو، وتوفير الحماية اللازمة للمسلمين في إطار مبادئ حقوق الإنسان، واحترام حرياتهم وحماية مقدساتهم ومساجدهم وعدم السماح لكائن من كان بالاعتداء عليهم.

ثانيا: إن المسلمين حيثما كانوا أمة واحدة جمعتهم عقيدة التوحيد، وربطتهم الشريعة والقبلة الواحدة، وهم كالجسد الواحد إذا اشتكى بعضه اشتكى كله كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَـاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)[التوبة: 71]. وقال صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربه فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة”[أخرجه مسلم: 1830]، وعليه فإن أمانة المجمع تؤكد مجددا ما ورد في توصية مجلس المجمع في مؤتمر الدورة السابعة التي “ناشد فيها الدول العربية والإسلامية مناصرة المسـلمين الذين يتعرضون للاضطهاد في شتى بقاع الأرض، ودعم قضاياهم، ودرء العدوان عنهم بشتى الوسائل المتاحة”. والنصرة إنما تكون بالنفس والمال والتأييد المعنوي والسياسي ونحوه، بما يتناسب والإمكانات والأحوال والظروف المتغيرة”.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

 

أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي

الأستاذ الدكتور أحمد خالد بابكر

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى