شارك معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، يوم الجمعة 03 من شهر رجب 1443هـ الموافق 04 من شهر فبراير 2022م، في أعمال الندوة الفكرية الافتراضية التي نظّمها مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، تحت عنوان: “وثيقة أبو ظبي.. نبراس التراث الإنساني الخالد”، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للأخوّة الإنسانية الذي أقرَّته الأمم المتحدة في الرابع من فبراير من كل عام؛ تخليدًا ليوم إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية من أبو ظبي.
وفي مداخلته، عبّر معالي الأمين العام عن شكره الجزيل لنادي تراث الإمارات على دعوته للمشاركة في هذه الندوة المهمّة حول واحد من أهم مواضيع الساعة يجب علينا جميعًا إيلاؤه المكانة التي يستحقّها بحثًا ودراسةً وتمحيصًا. وأكد معاليه أنّ وثيقة الأخوة الإنسانية تعدّ من أهم الوثائق التي عرفَتها البشرية، كوْنها وُلِدَت في فترة كان العالم أجمع بحاجة ماسّة إلى مبادرة تذكّر الشعوب والمجتمعات بأهمية الأخوة الإنسانية وتَمَثُّل مبادئها وقِيَمها. وأضاف أنّ الوثيقة أتَت في مرحلة كانت نيران الاحتِراب والصراعات مشتعلة في كثير من الأرجاء، ممّا اقتضى ضرورة تذكير البشرية بأن الأخوة الإنسانية في أصلها وفصلها مِنّةٌ إلهيّة ينبغي الاعتصام بها والانطلاق منها لبناء العلاقات بين البشر في كل مكان وفي كل زمان، ثم أضاف معاليه قائلاً: “إنها وثيقة متكاملة وشاملة تُجيب عن كل التساؤلات التي تُطرح في العصر الحالي والتي ستُطرح في العصور المُقبلة. ولذلك، فإنَّه حَرِيٌّ بنا جميعًا في هذه المناسبة، ونحن نحتفل بهذا اليوم العالمي للأخوّة الإنسانية، أن نعيش هذه الأخوة في سلوكنا وأخلاقنا وعقيدتنا وتعاملاتنا، وأن تكون الأخوّة حاضرةً في كل ما نقوم به في حياتنا اليومية، بل يجب أن ينعكس ذلك على تصرّفاتنا وعلى علاقتنا بمن حولنا ممّن هم إخوة لنا في الدين أو نُظراء لنا في الإنسانية، كما أنني أدعو القائمين على مؤسسات التعليم في العالم إلى تسجيل وإدراج اليوم العالمي للأخوّة الإنسانية في المناهج الدراسية؛ لكي يصبح معروفًا للجميع، وليَعُمّ التسامح والمحبة والسلام الكون بأسْرِه”.
وختم معاليه مداخلته بتقديم الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة في نادي تراث الإمارات على عقْده لهذه الندوة، وإلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش بالإمارات على رعاية وتنظيم مهرجان الأخوّة الإنسانية، ودعم الوزارة واهتمامها بقِيَم التسامح والمحبة بين الناس، وترجمة ذلك عمليًّا على أرض الواقع من خلال احتضان الجميع على أرض الإمارات في كَنَف احترام القانون والتعايش السلمي بينهم.
وتجدر الإشارة إلى أنّ وثيقة الأخوّة الإنسانية وقّعها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبو ظبي عام 2019م، وهي تعدّ إنجازًا تاريخيًّا وإنسانيًّا عظيمًا يستند على الإيمان الذي أعطى بُعدًا إنسانيًّا من حيث الأساسات والقواعد والمنطلَقات والأهداف، وهي رسالة لكل البشرية دون النظر إلى موقعٍ أو دِين أو عِرق. وقد جمعت الوثيقة بين النص الديني والإنساني، وقدَّمت عرضًا ضافيًا شافيًا عن الحقوق والواجبات بين كل أتباع الأديان، ورسَمت نهجًا قويمًا ومستدامًا للأجيال القادمة يجب أن يصبح دستورًا عالميًّا من أجل التسامح والتعايش والمحبة بين الناس جميعا.
هذا، وقد شارك في الندوة على مدار يومَين كاملَين العديد من الشخصيات الدينية ومن العلماء والمفكرين والأكاديميّين الذين ينتمون إلى الرسائل السماوية الثلاث، إضافة إلى العديد من ممثلي الإثنيات وباقي الأديان والأعراق المختلفة التي تعيش في أمن وسلام على أرض الإمارات العربية المتحدة منذ عشرات السنين، ومن أبرز المشاركين فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عبد العزيز الحدّاد، كبير المفتين ومدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بإمارة دبي، والأب نبيل حدّاد، الرئيس التنفيذي لمركز التعايش الديني في المملكة الأردنية الهاشمية، والقِسّ بيشوي فخري أمين، راعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس بأبوظبي وغيرهم، وأدار الجلسة يوم الجمعة الدكتور محمد فاتح زغل، باحث في مركز زايد للدراسات والبحوث.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار