معالي الأمين العام يلقي خطبة الجمعة بمسجد دار الهجرة بواشنطن

بدعوة كريمة من إدارة مسجد الهجرة الشهير بالعاصمة الأمريكية واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، ألقى معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، يوم الجمعة 26 من شهر شوّال لعام 1443هـ الموافق 27 من شهر مايو لعام 2022م، خطبة الجمعة، ثم أمَّ المصلين لأداء صلاة الجمعة.

هذا، وقد اختار معاليه الحديث الذي رواه جابر بن عبدالله، رضي الله عنهما، قال: “سُئل رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلم- : مَن أحبُّ الناس إلى الله؟ فقال: صلى الله عليه وآله وسلّم: أنفعهم للناس، ثم سئل عن أفضل الأعمال، فقال: سرور تُدخِله على قلب مسلم. أو كما قال.

وأوضح معاليه قائلاً: “نعم، إن محبة الله جلَّ شأنه هي أعظم غاية في الحياة، وأعزُّ مَقصد على وجه الأرض، وأسمى مرتبة ينالها الإنسان المسلم في هذه الدنيا، وإن كل ما يعمله الواحد منا في هذه الدار، دار الابتلاء والفناء، فإنما نبتغي من وراء ذلك كله أن ننال مرضاة الله ونحظى محبته لنا.. إذا نِلتُ منك الوُدَّ، فالكلُّ هيِّنٌ، وكلُّ الذي فوق التراب تُرابُ.. فالعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من قول أو فعل. وعليه، فإن هذا البلاغ النبويَّ العظيم قصَّر لنا المسافة، وأماطَ لنا اللِّثام عن ذلك السر الذي ما كنا لنصل إليه لولا هذا البيان النبوي الشريف الواضح الجلِيّ. نعم، إنَّ بمقدور كل واحد منا أن نكون أحب الناس إلى الله، يكفينا أن نكون أحد أولئك الذين ينفعون الناس بتقديم العلاج لهم من عياداتنا، ومستشفياتنا، وصيدلياتنا، وبتقديم العلم النافع في المدارس، والجامعات، والمعاهد، وبتقديم الخدمات الاجتماعية التي يحتاج إليها أحباؤنا، ومُدُنُنا، ومجتمعاتنا، وبتقديم الأمن والأمان لمواطنينا ومقيمينا. إنهم اختصارًا -أيها الإخوة والأخوات- أطباؤنا، ومعلمونا، وموظفو الدوائر والمكاتب، ورجال الأمن، وعمال النظافة، ومهندسونا، وكل من يسهر من أجل راحتنا، والحفاظ على أمننا واستقرارنا، وكل من يحرص على تحقيق السعادة والرخاء لذَوينا وجيراننا، ونُظرائنا. هنيئًا لمن وفّقه الله لإجادة مهنة ينفع بها الناس، هنيئًا لمن سخّره الله لقول أو عمل ينفع به الناس.. هنيئًا لكل من يعمل في الليل والنهار من أجل نفع الناس.. هنيئًا ثم هنيئًا لمن كان همّه نفع الناس وإسعادهم بكلمة طيبة أو بعمل طيب”.

ثم تحدث معاليه في الخطبة الثانية عن الشطر الثاني من الحديث الذي جعل أحب الأعمال إلى الله سرورًا يُدخله المسلمُ في قلب أخيه، منوّهًا بسعة رحمة الله وفضله وكرمه حيث فتح أمام الناس أبواب الخير والفلاح والنجاح في الدارين.
وأكد معاليه بهذا الصدد قائلا: “إن إدخال المَرء السرورَ في نفس غيره دليل على صفاء قلبه، وطهارة سريرته، وعظَمة نفسه، فليبدأ كل واحد منا يومَه بإدخال السرور على نفوس من حولنا من الأهل والأولاد والآباء والأمهات وأولي الأرحام والجيران والزملاء، ولنختم يومنا بإدخال السرور على كل من نقْضي معهم لحظة أو نلتقي بهم بُرهةً من الزمن.. إنها حقًّا منحةٌ إلهية ينبغي علينا اغتنامها والاستفادة منها”.
هذا، وقد نالت الخطبة استحسانًا كبيرًا من المصلّين الذين تمنّوا أن تتكرّر زيارة معاليه لمسجدهم.

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى