الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله وآله وصحبه, وبعد:
بغضب شديد وقلق متزايد يتابع مجمع الفقه الإسلامي الدولي تلاحق محاولات اقتحام المسجد الأقصى المبارك من قطعان الصهاينة المستوطنين ووزراء في حكومة الاحتلال وقوات الاحتلال وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي, وآخرها ما تم فجر الأحد 29/ذو القعدة /1436 الموافق 13/أيلول سبتمبر/2015 والذي تجاوز الكثير من الخطوط الحمراء وفق خطة مرسومة بدأت بانتشار قوات تقدر بألف عنصر عسكري، وطوقت الحرم القدسي من جميع جهاته وأغلقت الأبواب ومنعت دخول المصلين, واقتحمت مجموعات من المستعمرين ومعهم وزير الزراعة الصهيوني باحة الأقصى من باب المغاربة للصلاة فيه بدعوى بداية السنة العبرية, وعندما تصدت لهم مجموعة كبيرة من الشباب الفلسطيني نجحوا في التسلل للأقصى وهم يهتفون “الله أكبر” وسارعت قوات الاحتلال بإطلاق الغاز المسيل للدموع, والعيارات المطاطية, وطرد الشباب والفتيات, وأخلوا المسجد من المصلين والمرابطين مستخدمين لذلك القنابل الدخانية والصوتية, ونجم عن عدوانهم الغاشم خسائر، ولأول مرة منذ حريق منبر المسجد الأقصى عام 1969، ومنها ما يلي:
– الاعتداء على مدير مسجد الأقصى المبارك.
– إصابة (50) شخصاً من بينهم نساء وأطفال.
– تدمير الأبواب الخشبية للمسجد الأقصى بالكامل.
– تدمير (32) من الشبابيك الأثرية للمسجد ما بين تدميرٍ كامل وجزئي.
– احتراق السجاد في (12) موضعاً.
– الاعتداء على حراس المسجد الأردنيين وإخراجهم.
– حريق في غرف الحراس.
– تدمير كامل للإنذار المبكر للحرائق في المصلى القبلي.
كل ذلك يأتي ضمن التنفيذ الفعلي لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا بين اليهود والمسلمين الذي تعمل له حكومة الاحتلال الصهيوني, وقد شرعت بإغلاق بوابات الأقصى منذ ساعات الصباح وحتى الساعة 11 صباحا أمام النساء ومعظم الرجال من يوم الأحد وحتى يوم الخميس, وتقوم قوة الاحتلال بتنفيذ ذلك مع قطعان المستوطنين.
إن مجمع الفقه الإسلامي الدولي أمام هذا العدوان الإرهابي المباشر المادي والمعنوي على المسجد الأقصى والمرابطين فيه وفي مدينة القدس الشريف ليستنكر غاية الاستنكار الصمت المريب من دول العالم ومنظمات المجتمع المدني, كما يحمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤلية الإيقاف الفوري للإرهاب الصهيوني ضد كرامة المسلمين ومشاعرهم, ويطالبهم بحماية الشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها (القدس الشريف) مذكراً بما ورد في قراره الأخير رقم: 216 (12/22)
“من أن قضية القدس الشريف قضية الأمة بأجمعها، وأن من الواجب نصرتها وتأييد أهلها وأهل فلسطين ودعمهم.
والقدس الشريف، ليست لأهل فلسطين وحدهم وانما للمسلمين جميعاً، وأن الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك من جملة إيمان المسلمين ومسؤولياتهم”.
يؤكد مجمع الفقه الإسلامي الدولي ارتباط المسلمين الوثيق بالمسجد الأقصى، ويجدد رفضه القاطع بأي مساس كان بحقوق الأمة الإسلامية والمسلمين في المسجد الأقصى وساحاته, ويعتبر ذلك خطا أحمر, ويؤكد أن الأمة جاهزة للدفاع عنه بمختلف الوسائل المشروعة.
يحذر مجمع الفقه الإسلامي الدولي الصهاينة ومن يقف معهم من إذكاء فتن الحروب الدينية والطائفية والتي إن اشتعلت ستأكل الأخضر واليابس في هذا الإقليم والعالم.
تطالب أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي المسلمين بدعم المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى بكل ما يحافظ على رباطهم دفاعا عنه وحماية له.
تناشد أمانة المجمع دول منظمة التعاون الإسلامي القيام بواجبها فورا في بذل الغالي والنفيس لحماية المسجد الأقصى من الإخطار الإرهابية التي تهدد وجوده, ودعم الفلسطينيين بكل مقومات الحياة والبقاء للثبات في الأرض الفلسطينية, كما يطالب منظمات المجتمع المدني فيها القيام بواجبها تجاه المسجد الأقصى وفلسطين.
يؤكد مجمع الفقه الإسلامي الدولي أن العمل لحماية وتحرير المسجد الأقصى وفلسطين من العدوان الصهيوني من أولوياته المطلقة التي يسعى لها دائما.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي
اقرأ ايضا
آخر الأخبار