رغبة في الاستفادة المثلى من الخبرات والتجارب المتميزة التي تعج بها العديد من الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية العتيدة داخل وخارج العالم الإسلامي، وسعيا إلى تحقيق التلاقي الفكري وتعزيز التكامل المعرفي بين المؤسسات العلمية العريقة في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، وقّع معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، وسعادة الأستاذ الدكتور سلامة جمعة علي داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، اتفاقية تعاون بين المؤسستين، صباح اليوم الثلاثاء 23 من شهر ربيع الأول لعام 1444هـ الموافق 18 من شهر أكتوبر لعام 2022م بمقر الجامعة بالعاصمة المصرية القاهرة بجمهورية مصر العربية.
وتهدف هذه الاتفاقية الجديدة إلى بناء شراكة استراتيجية واسعة في المجالات العلمية والفكرية والبحثية بين المؤسستين خاصة في مجال الدراسات والبحوث المشتركة للنوازل والقضايا المعاصرة من أجل توجيهها وترشيدها. كما تركّز على تعزيز التنسيق والتعاون التي يقوم بها المجمع بين المؤسسات والهيئات التي تعمل في مجال نشر الوعي، والمعرفة الإسلامية الصحيحة والمعتدلة، ونبذ التعصب والتطرف والغلو والإرهاب. كما تهدف الاتفاقية إلى التنظيم المشترك للمؤتمرات والندوات، وإقامة وِرش العمل والتدريب، وتبادل المطبوعات والمنشورات، وتمثيل الجهتين في أعمال المؤتمرات والندوات التي تعقد بمعرفة كل منهما في مجال الاهتمام المشترك بينهما.
وعقب الإمضاء على الاتفاقية، عبّر معالي الأمين العام للمجمع عن سروره البالغ وتشرفه بتوقيع هذه الاتفاقية المهمة مع واحدة من أقدم وأعرق وأنجح جامعة في العالم الإسلامي خاصة وفي العالم عامة، مشيدا بتلك المكانة التاريخية المجيدة للأزهر الشريف جامعا وجامعة في كافة المجالات خاصة في مجال البحث العلمي وإعداد الأجيال المتمكنة من العلوم الشرعية والاجتماعية والطبيعية، فضلا عن تعزيز منهج الوسطية، ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح والتعايش، كما أكد معاليه أن المجمع مدين للأزهر الشريف اعتبارا بأن معظم أعضائه وخبرائه تلقوا تعليمهم بطريقة مباشرة من الأزهر أو غير مباشرة عبر الأساتذة الأزهريين خارج جمهورية مصر العربية، منوها في هذا الصدد بشعوره الشخصي بكونه من أولئك الجيل الذين تلقوا تعليمهم الإعدادي والثانوي على أيدي الأزهريين قبل لحاقه بجامعة الملك سعود بالرياض.
وختم حديثه بالتعبير عن تطلعه إلى أن تكون هذه الاتفاقية فرصة سانحة للمجمع للاستفادة من الخبرات والقدرات العلمية التي تزخر بها هذه الجامعة العريقة، وذلك من خلال استكتاب الباحثين والباحثات من مختلف كلياتها ومعاهدها للمشاركة في دورات المجمع وندواته ومؤتمراته، تعزيزا للتعاون العلمي والبحثي الوثيق بين المؤسستين في مختلف المجالات.
ومن جهته عبّر سعادة مدير الجامعة عن شكره وامتنانه لمعالي الأمين العام على إتمام هذه الاتفاقية بين المؤسستين وعلى ما يكنه من تقدير ومحبة واحترام للأزهر الشريف جامعا وجامعة، مؤكدا تطلعه إلى قيام الجامعة عبر كلياتها ومعاهدها ومراكزها العلمية بتسخير جميع إمكاناتها لإنجاح هذه الاتفاقية، وتنفيذ بنودها على الوجه الأمثل، كما أشاد سعادته بالمكانة العلمية المرموقة والصيت الفكري الجليل الذي يحظى به المجمع داخل الدول الأعضاء بالمنظمة وخارجها، بوصفه نموذجا رائدا للتلاقي الفكري بين علماء الأمّة، وتعزيز التعاون والتكامل بين مؤسساتها العلمية.
وتجدر الإشارة أنه تنفيذا لبنود المذكرة، وافق الطرفان على تشكيل لجنة متخصصة تحدّد أوجه التعاون بينهما، وطرق وآليّات التنفيذ حسب التصور الوارد في المذكرة نفسها، ولتلك الجنة الصلاحية الكاملة في الاستعانة بمن تراه مناسبا لتنفيذ جميع بنود الاتفاقية.
هذا وقد حضر مراسم التوقيع بمقرّ الجامعة سعادة الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي رئيس الجامعة السابق، وسعادة الأستاذ الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس الجامعة للوجه البحري، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد الشربيني، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، كما حضر فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الله مبروك النجار، عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي المعين، والسيدة سارة أمجد حسين، مديرة شؤون الأسرة بالمجمع، والأستاذ أمجد إبراهيم مصطفى، رئيس قسم المراسم بالمجمع.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار