《كلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ》العنكبوت: 57.
《الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ》البقرة: 156.
بقلوبٍ مِلؤُها الإيمانُ بقضاء الله وقدره، وبأفئدة عَزاؤُها الاستبشارُ بما ادخره الجليل العظيم لورثة الأنبياء من أجر عظيم، ولسان صدق في الآخرين، تلقت الأمانة العامَّة لمجمع الفقه الإسلاميِّ الدوليّ نبأ انتقال الفقيه المحقِّق، والمؤرِّخ المدقِّق، والعالم الجليل، فضيلة الوالد الأستاذ الدكتور عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان، إلى رحمة الله، جل جلاله، وذلك بعد أن أنعم الله عليه بعمر مديد قارب تسعين عاما قضاه، مخلصا، ومتفانيا، بإذن الله، في خدمة الفقه الإسلاميّ وأصولِه تأصيلًا، وتحقيقًا، وتأليفًا، وتدريسًا، كوَّن أجيالًا من العلماء والفقهاء المتميزين المعاصرين، وأورث المكتبة الإسلاميَّة في أنحاء المعمورة كتبًا علميَّة قيِّمة، وبحوثًا فكريَّة رصينة في الفقه والأصول، وفي التاريخ والحضارة، عرَّف الأمة بالحرم الشريف، الجامع، والجامعة، وبمكتبة مكة المكرمة(المولد النبوي الشريف)، وبباب السلام ودور مكتبته في النهضة العلمية والأدبية الحديثة..
نَعَمْ.. لقد لحق عضو المجمع بالرفيق الأعلى بعد أن واكب وشارك في تأسيس المجمع قبل أربعة عقود، وكان له حضوره المتميز باحثًا حينًا، ومعقبا طورًا، ومناقشا أحيانًا كثيرة في دورات المجمع، وندواته.. وأشهد أنه كان دائم التذكير بمكانة التراث الإسلامي وكنوزه، وكان كثير التنبيه والإصرار على مواكبة الفقه الإسلامي تطورات العصر، وعلى أهمية الانطلاق من الاجتهاد الجماعي في توجيه النوازل، وتسديد المستجدات، وترشيد التغيرات.. إنه كان طيب المعشر، ليِّن الجانب، عزيز النفس، متواضعا، دائم التبسُّم، حريصًا على الوفاق، بعيدًا عن الشقاق..
كم تنازل عن رأي له إذا ما تبدى له كونه رأيا مخالفا لرأي الجماعة..!!
وكم سعى إلى التأليف والمقاربة عند احتدام النقاشات، وتباين الوجهات..!!
إنَّ مجمع الفقه الإسلاميِّ الدوليَّ، رئاسةً، وأمانةً عامَّةً، وأعضاءَ وخبراء، إذ ينعى المرحوم الذي وافته المنية صباح اليوم (الاثنين) 26 من شهر رمضان المبارك لعام 1444هـ الموافق 17 من شهر أبريل لعام 2023م، فإنهم يرفعون تعازيهم الخالصة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، يحفظهما الله، وإلى مقام سماحة الوالد العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، وإلى ذوي المغفور له، وأهله، وتلاميذه، ومحبيه، وإلى الأمة الإسلامية جمعاء، سائلين الله، عظمت قدرته، أن يتغمده بواسع رحمته، ويشمله بعفوه، وبرضوانه، وأن يجعل مثواه جنات النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر..
رحمك الله يا أبا أنس، وجزاك عنَّا، وعن طلاب العلم، وعن الأمة، خير ما جزى أستاذا عن تلميذه.. وعساه، عزَّ شأنه، أن يحشرك ومن سبقوك من إخوانك العلماء الراسخين، والفقهاء العاملين، مع أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
عن رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي وأعضائه وخبرائه
أ.د. قطب مصطفى سانو
الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي
اقرأ ايضا
آخر الأخبار