معالي الأمين العام يلقي كلمة بجامع الإمام الأعظم ببغداد

على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، إلى جمهورية العراق، ألقى معاليه مساء يوم السبت 17 من شهر رمضان الكريم لعام 1444هـ الموافق 8 من شهر أبريل لعام 2023م، كلمة أمام جموع المصلين بجامع الإمام الأعظم بالعاصمة العراقية بغداد تناول فيها بالشرح والتحليل والتفصيل المعاني الرائعة الجامعة في الحديث الذي رواه أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي مالك الأشعري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: 《الطُّهورُ شطْرُ الإيمانِ ، والحمدُ للهِ تملأُ الميزانَ ، وسُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ تَملآنِ ما بين السماءِ والأرضِ ، والصلاةُ نورٌ ، والصدَقةُ بُرهانٌ ، والصبْرٌ ضِياءٌ ، والقُرآنُ حُجَّةٌ لكَ أوْ عليكَ ، كلُّ الناسِ يَغدُو ، فبائِعٌ نفسَهُ ، فمُعتِقُها أوْ مُوبِقُها》، مؤكدا على أن المراد بكلمة “الطهور” في الحديث النبوي الشريف لفظ عام شامل وجامع لجميع أنواع الطهارة خاصة الطهارة المعنوية والطهارة الحسية، ولا يراد بها بأي حال من الأحوال نوعا دون نوع. وأوضح معاليه أن الطهارة المعنوية تعني طهارة القلب من سائر الأمراض التي تصيبها، وتعرف بأمراض القلوب التي تشمل النفاق، والنميمة، والغيبة، والحقد، والحسد، والغش، والكذب، وقول الزور، وشهادة الزور، وغيرها من الأمراض التي تعرف بأمراض القلوب، وتعني أيضا طهارة النفس بمنعها من ارتكاب سائر المعاصي، والذنوب، والآثام التي نهى عنها الشرع الكريم في كتابه العزيز، وفي سنة نبيه الطاهرة، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، كالظلم، والبغي، والعدوان، والرياء، والكبرياء، وسواها، وذلك اعتبارًا بأن المحرمات تعد كلها نجاسات وأدرانا ينبغي التطهر منها بالتوبة إلى الله، والإقلاع عنها.

وأما الطهارة الحسية، فقد أوضح معاليه أنها تعني طهارة البدن، والمأكل، والمشرب، والمسكن، والملبس من سائر الأوساخ والنجاسات والأدران، حفاظا على النفس مما يهدد سلامتها وقدرتها على الامتثال بأمر ربه، تبارك اسمه، والاجتناب عن نواهيه، وتقديرا لنعمة الواهب جل جلاله.. وأوضح معاليه أن الشرع الكريم بيَّن للإنسان المسلم كيفيَّة تحقيق كلا نوعي الطهارة المشار إليهما أعلاه بيانًا مؤصلًا ودقيقًا، وأورد جملة من الأدعية النبوية التي تعين على طهارة القلب من الأمراض التي تصيبها، منها: قوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: 《اللهمَّ طهِّرْ قلبي من النفاقِ وعملي من الرياءِ ولساني من الكذبِ وعيني من الخيانةِ ، فإنك تعلمُ خائنةَ الأعيُنِ وما تُخفي الصدورُ》. وأكد معاليه أن على المسلم أن يواظب على تلك الأدعية، ويتجنب الوقوع في أمراض القلوب، وذلك بالابتعاد عن سائر المعاصي والذنوب التي مقرها القلب.. ثم أشار معاليه إلى أن الطهارة الحسية تعني أيضا الطهارة المادية باستخدام الماء من أجل إزالة الأوساخ والنجاسات والأدران الحسية المحسوسة، وقد اختار الإسلام لتحقيق هذا النوع من الطهارة وسائل تتمثل في الوضوء، والغسل، والسواك، وما يعرف بسنن الفطرة كتقليم الأظافر، ونتف الإبط، والاستحداد (حلق العانة)، والاستنجاء (غسل البراجم)، وقص الشارب.. وغيرها.

وختم معاليه كلمته بأن الطهور (الطهارة) يعد شطرا للإيمان إذا تحقق فيه كلا نوعيه المذكورين، مما يعني أن على المسلم أن يسعى جاهدا إلى أن يكون طاهرا معنويا بالاجتناب عن أمراض القلب والنفس، وطاهرا حسيا بالمواظبة على إزالة النجاسات والأوساخ والأدران من جسده، ومأكله، ومشربه، ومسكنه، وملبسه.

هذا، وقد لقيت كلمة معاليه استحسانا وإشادة كبيرين من المصلين الذين تقدمهم فضيلة الشيخ العلامة الدكتور أحمد حسن الطه، كبير علماء المجمع الفقهي العراقي.

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى