في إطار تعزيز علاقات التعاون والتواصل بين مجمع الفقه الإسلامي الدولي ومؤسسات المجتمعات المسلمة خارج العالم الإسلامي، وسعيا إلى تعزيز الوعي بمفهوم المواطنة الشاملة والإقامة الدائمة وأهمية الالتزام بمقتضياتها في دول المجتمعات المسلمة، زار معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، مدينة بانكوك عاصمة مملكة تايلند في الفترة الواقعة ما بين 19- 21 من شهر ذي القعدة لعام 1444هـ الموافق 8-10 من شهر يونيو لعام 2023م، وذلك بدعوة كريمة من المدرسة الدولية للهلال.
هذا، وقد كان في استقبال معاليه عند وصوله إلى مطار بانكوك سعادة الدكتور إبراهيم نايتي، المدير التنفيذي للمدرسة، وسعادة الدكتورة إيمان نايتي، نائبة المدير للشؤون الأكاديمية.
وفي صباح اليوم الموالي استهل معاليه برامجه بزيارة المدرسة، وإلقاء كلمة توجيهية أمام الهيئة التدريسية بحضور عدد كبير من طلبة وطالبات المدرسة من مختلف المراحل الدراسيَّة. وتركزت كلمة معاليه على أهمية الوعي بمكانة قيمة المحبة بمستوياتها المختلفة، إذ ثمة محبة للوالدين، ومحبة للأسرة، ومحبة للمدرسة، ومحبة للمجتمع، ومحبة للوطن، ومحبة للإنسانية.. ومقتضى هذه الأنواع المختلفة للمحبة أن يكنَّ الإنسان لهم جميعا كل الولاء، وكل النصرة، وكل الطاعة، وكل الإخلاص، ولا تعارض بينها، إذ إن لكل واحد مجالاتها ومقتضياتها. وبطريقة تفاعليَّة رائعة بين معاليه والطلبة والطلبات وبخاصة في المراحل التعليمية الدنيا تمكَّن معاليه من تعزيز وعيهم بأهمية المحبة التي تتأسس على محبة المحيط الأسري (الوالدان والإخوة والأخوات إن وجدوا) وتتعزز في المحيط المدرسي الذي يعنى بترسيخ القيم المنبثقة عن المحبة في عقول النشء، وتتمدد في المحيط المجتمعي الذي يعيش الإنسان في أحضانه ويتعلم منه التقاليد والعادات والأعراف، ثم تترسخ في الوطن الذي قدم له الكثير، خاصة الأمن والأمان، والعيش الكريم، ولا يزال يسهر على توفير وسائل وسبل الراحة والاستقرار. وأوضح معاليه أن محبة الإنسان لخالقه ومدبر الكون تقتضي منه الالتزام بتجليات المحبة الآنفة الذكر.
وفي الختام، دعا معاليه المدرسة والقائمين عليها وطلبتها وطالباتها إلى نشر قيمة المحبة وثقافة المحبة ومنهج المحبة، وذلك من أجل القضاء على جميع أشكال الخصام، والشقاق، والنزاع، والاحتراب، والعنف، كما دعا معاليه الطلبة والطالبات وبخاصة الصغار إلى أن يجددوا يوميا محبتهم لأسرهم، ولمدرستهم، ولمجتمعهم، ولوطنهم مع إجزال الشكر والعرفان والامتنان لخالقهم.
هذا، وقد تركت الكلمة التوجيهية لمعاليه أثرا طيبا في نفوس الحاضرين الذين شكروا معاليه على الطريقة التفاعلية المبدعة التي جعلت الطلبة والطالبات يتابعون بانصياع كبير، وتركيز عظيم.
والجدير بالذكر أن المدرسة الدولية للهلال تعد إحدى المدارس الإسلامية العصرية الجامعة بين التعليم العصري والتعليم الإسلامي، إذ إنها تدرِّس المناهج العصرية المعترف بها محليا ودوليا، كما تدرس المواد الإسلامية الأساسية لطلبتها وطالباتها من المسلمين سعيا إلى الحفاظ على هويتهم الدينية مع تمكينهم من إتقان المواد العصرية. وبفضل ما تتمتع به من إعداد متميز لطلبتها وطالباتها نال عدد من خريجيها جوائز تقديرية عالمية في امتحانات الشهادة الثانوية العامة الأمريكية والبريطانية، ويتابع بعض خريجيها دراساتهم الجامعية في الجامعات الأمريكية والبريطانية، وحصل أحدهم هذا العام على جائزة وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، وقبل على منحة دراسية للالتحاق بجامعة أم أي تي الأمريكية الشهيرة.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار