قرار بشأن موضوع رؤية شرعية لمعالجة ظاهرة اللقطاء، والمواليد مجهولي النسب في الشريعة الإسلامية
11 يوليو، 2023
 | 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين.

قرار رقم: 245 (25/7)

بشأن موضوع رؤية شرعية لمعالجة ظاهرة اللقطاء، والمواليد مجهولي النسب في الشريعة الإسلامية

 

إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد في دورته الخامسة والعشرين بجدة بالمملكة العربية السعودية، خلال الفترة من 29 رجب- 3 شعبان 1444هـ، الموافق 20-23 فبراير 2023م، وبعد اطلاعه على البحوث المقدمة إلى المجمع بخصوص موضوع (رؤية شرعية لمعالجة ظاهرة اللقطاء والمواليد مجهولي النسب في الشريعة الإسلامية)، وبعد استماعه إلى المناقشات والمداولات التي دارت بمشاركة أعضاء المجمع، وخبرائه،

قرر ما يلي:

أولًا: يراد باللقيط كل طفل لا يعرف له أبوان نُبِذَ، أو ضلَّ، ويُراد بمجهول النسب مَنْ جُهِلَ أبواه بسبب حرب، أو زلزال، أو غير ذلك، كما يراد به مَنْ كانت له أمٌ معروفة، وأبٌ مجهول، ويشمل من كان له أبٌ غير شرعيٍّ.

ثانيًا: رعاية اللقيط ومجهول النسب في الشريعة الإسلاميَّة فرضُ كفاية، ومسؤوليةٌ من مسؤوليات الدولة عند عدم وجود كافل لهما، وتتضمن تلك الرعاية حقَّ الحضانة، والنفقة، والتعليم، والصحة، وحفظهما من كلِّ ما يهدِّد حياتهما، وسلامتهما، وتوفير جميع متطلبات المعيشة الكريمة لهما.

ثالثًا: يُلحقُ مجهولُ النسب بمن ادَّعاه إذا لم يكذبه الحسُّ أو العقلُ، أو بمنْ ثبتَ كونُه ولدًا له بطريقةٍ من طرق الإثبات المعتبرة شرعًا، ويُلزَم مَنْ ثبتتْ أُبُوتُهُ بالإنفاق عليه، ورعايته.

رابعًا: يُعطىَ اللقيطُ ومجهولُ النسب اسمًا حسنًا، ولقبًا حسنًا، ويمنحان جنسيَّة البلد الذي وجدا فيه.

خامسًا: يثبت للقيط ومجهول النسب جميع الحقوق الدينيَّة والمدنيَّة الثابتة لغيرهما، ولا يجوز تعييرهما، أو الحطُّ من قدرهما، ويُعزَّر من فعل ذلك بما يردعه.

سادسًا: لا يجوز تسليم اللقيط ومجهول النسب إلى جهات غير إسلامية، أو أشخاص غير مأمونين.

ويوصي المجمع بما يأتي:

  1. مناشدة الحكومات سنَّ القوانين والأنظمة، واتخاذ التدابير الكفيلة لرعاية وحماية اللقطاء ومجهولي النسب.
  2. ينبغي على من يلتقط لقيطًا أن ترضعه زوجته، أو ترضعه من تنتشر الحرمة من رضاعها إيَّاه، كبناته حتى يشعر وقت إدراكه أنَّ له أهلًا يأوي إليهم، ويهتمون برعايته، ويحبُّونه.
  3. تشجيع المسلمين أفرادًا وهيئات خيرية على رعاية اللقطاء ومجهولي النسب، وكفالتهم، وإنشاء مراكز رعاية لاحتوائهم وتربيتهم، وبخاصة في الدول الأكثر إصابة بالكوارث والحروب والأزمات.

 

والله أعلم،،

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى