عقد مجمع الفقه الإسلامي الدولي بالتعاون مع الهيئة العامة للغذاء والدواء ندوة فقهية لدعم تشريعات الحلال، وذلك خلال يومي 21-22 من شهر ربيع الأول لعام 1446هـ الموافق 24-25 من شهر سبتمبر لعام 2024م بمدينة جدّة بالمملكة العربية السعودية، وذلك بحضور معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، عضو هيئة كبار العلماء، إمام وخطيب المسجد الحرام، ورئيس المجمع، ومعالي الأستاذ الدكتور هشام بن سعد الجضعي، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء بالمملكة العربية السعودية، ومعالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع ، وعدد من أعضاء وخبراء المجمع، والمختصين في الهيئة.

وشهدت الندوة مناقشات جادّة بين المختصين في مجالات الغذاء، وأعضاء المجمع وخبرائه.

هذا، وقد ألقى معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، الكلمة الافتتاحية، عبّر فيها عن شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء، يحفظهما الله، على دعمهم المتواصل للمجمع، وعلى ما تقدِّمه المملكة من تسهيلات كبرى وخدمات عظمى للمجمع؛ تمكينًا له من تحقيق رسالته وأهدافه في يسر وسهولة.

وأضاف معاليه قائلاً: “إن من أهداف المجمع: بيان الحكم الشرعي في الموضوعات والمسائل التي تتصل بالواقع المعاصر بما ييسر الإفادة منه في تطوير التشريعات والقوانين والأنظمة لتكون متوافقة ومنسجمة مع أحكام الشريعة الإسلامية، ومن أهدافه أيضًا: الاستجابة المباشرة لدواعي إبداء الرأي الشرعي وترجمته في مستجدات الحياة، والتحديات التي تواجه الأمّة الإسلامية، داعيًا الفقهاء والخبراء أن يبذلوا قصارى جهدهم في دراسة هذه المستجدات دراسة عميقة تستنير بما يضمُّه النور المبين من آيات مُحكَمات، وما يحتويه الهَدي النبوي الأصيل من بلاغات واضحات، فضلًا عما تركه الأسلاف من الأصحاب -رضوان الله عليهم- وأئمة الاجتهاد من التابعين وتابعيهم -رحمهم الله- من مناهج قويمة ورصينة للاستنباط والاستدلال”.

كما ألقى معالي الأستاذ الدكتور هشام بن سعد الجضعي، كلمةً أشاد فيها بالتعاون الوثيق بين المؤسستين، وقال: ” يسعدنا أن نتعاون من خلال هذه الندوة المباركة مع مجمع الفقه الإسلامي الدولي، واستجابة لِمَا يشهده مجال الغذاء من تطورات، فإن الحاجة ملحّة إلى مواكبة ذلك فقهيًا، وهذا ما يعزِّز موثوقية المنتجات الحلال للمسلمين على الصعيدَين المحلي والدولي، والسعي إلى توحيد معايير الحلال عالميًّا، ورفع مستوى التنسيق مع الجهات المانحة، وهذا ما تحقق من خلال الاتفاقيات الموقعة مع عدة مراكز، للتعاون في مجال الأبحاث التشريعية والفنية”.

ومن جهته، عبّر معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، في كلمته التأطيريّة في الجلسة الافتتاحية عن سروره بهذه الشراكة الإستراتيجية بين الهيئة والمجمع في موضوعٍ بهذه الأهمية لجموع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وأضاف معاليه قائلًا: “إن النوازل والمستجدات تتوالى تترى، وما انفكَّت التغيرات تطرأ على الواقع تِباعًا، وانطلاقًا من غلبة سِمَة العموم، والإطلاق، والتعقيد، والتشابك، والتداخل على هاتِيكُم النوازل والمستجدات، لذلك، فإنَّه يتحتَّم اليوم على الجادِّين من أهل الاجتهاد والإفتاء اللّواذ الحثيث بمؤسسات الاجتهاد الجماعيّ التي يتكامل في رحابها الراسخون من العالِمين بأصول الاستنباط ومراتب الاستدلال والمقاصد مع البارزين المتمكنين من علوم الإنسان والعمران، وعلوم الطبيعة والبنيان؛ قصْدَ ضمان وصولٍ آمِنٍ إلى الأحكام الشرعيَّة المناسبة للنوازل والمستجدات والتغيرات”.

كما أشار معاليه إلى أن المجمع يعقد هذه الندوة قصْدَ بيان حكم الشرع المناسب في مستجدات الأغذية، آملا أن يُوسِع السادة المشاركون والمشاركات هاتِيكُم المنتجات الحديثة، جانب النظر الهادئ، والتسديد الرصين، والتوجيه المتين.

هذا، وقد أصدر المجمع بيانًا ختاميًّا للندوة تضمّن تلخيصًا لمستوى جلسات الندوة، وسيتم نشره قريبًا بإذن الله تعالى.

يذكر أن هذه الندوة تأتي امتدادًا للتنسيق المستمر والشراكة الإستراتيجية المتميزة بين مجمع الفقه الإسلامي الدولي والهيئة العامة للغذاء والدواء، إذ سبق أنْ عقد المجمع بالتعاون مع الهيئة ندوة في شهر يونيو من عام 2022م لبحث حكم شرعي في عدد من المسائل المتعلقة بالأغذية.