معالي الأمين العام يمنح شهادات التخرج للخريجين والخريجات بالجامعة الإسلامية العالمية بكوالالمبور
18 نوفمبر، 2024
 |  | 

بدعوة كريمة من مجلس المحافظين للجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، وبحضور هيئة التدريس بالجامعة، وآلاف آباء وأمهات وأقارب الخريجين والخريجات الذين ينتمون إلى دول شتى، رأس معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، عضو مجلس المحافظين للجامعة، صباح يوم الاثنين الموافق 16 جمادى الأولى لعام 1446هـ الموافق 18 من شهر نوفمبر لعام 2024م حفل تخريج الدفعة الأربعين للجامعة بالمدينة الجامعية بكوالالمبور بماليزيا.

هذا، وقد استهل حفل التخرج بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى سعادة الأستاذ الدكتور عثمان بكر، مدير الجامعة، كلمة ترحيبية بالآباء والأمهات والأقارب على حضورهم حفل تخرج أبنائهم وبناتهم الذين يعود إليهم الفضل بعد الله في تخرجهم هذا العام، مذكِّرًا الخريجين والخريجات بتطلع الجامعة إلى أن يكونوا خير السفراء الذين سيترجمون ما تعلموه من قيم ومبادئ في واقع حياتهم، وسائلا الله تعالى أن يأخذ بأيديهم، ويوفقهم في حياتهم الجديدة.
ثم ألقى معاليه كلمة توجيهية استهلها بالثناء على المولى الكريم وشكره على هذا اليوم المبارك الذي تخرِّج فيه الجامعة بفضل الله وتوفيقه الدفعة الأربعين من خريجيها وخريجاتها، وأردف قائلا: ” إننا نعلم جميعًا أن الرقم 40 له أهمية عميقة في الإسلام، فقد بعث نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم عندما بلغ الأربعين من العمر، ويرمز هذا الرقم إلى بلوغ الإنسان مرحلة مكتملة من النضج والحكمة والتأمل.. فهنيئا للجامعة وللخريجين والخريجات على هذا النجاح والتوفيق..” ثم تابع قائلا: ” إنني أقف اليوم أمامكم، ويغمرني إحساس عميق بالتشريف والاعتزاز لمخاطبة هذا الجمع الرائع من أبنائنا وبناتنا الموهوبين الذين يمثِّلون الأمل، والإلهام، والتفاني، والثقة بمستقبل زاهر بإذن الله.. أنتم أيها الخريجون والخريجات.. أقول لهم جميعا.. هنيئا لكم على هذا النجاح الباهر، وعلى تحقيقكم هذا الحلم الجميل، حلم التخرج من هذا الصرح العلمي العريق.. وإ نجاحكم شهادة على تفانيكم وتصميمكم ومثابرتكم، فضلا عن دعم أسركم، وأساتذتكم، وأن الجامعة عزَّزت بوجودكم التنوع الثقافي والتنوير الفكري الذي أكده القرآن العظيم في قوله تعالى: ((ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)) الروم: 22.. ها أنتم بعد سنوات مضنية من العمل الجاد، والصبر، والتفاني، والمثابرة.. نعتقد بأنكم أصبحتم الآن على استعداد للإسهام في تنمية مجتمعاتكم، والنهوض بالأمة والإنسانية جمعاء.. ونعتقد أيضًا بأنكم على استعداد لتحويل التحديات الجسيمة التي تواجهها الأمة إلى فرص سانحة إن شاء الله.. إنكم تدركون اليوم بأن الأمة بحاجة ماسة إلى الوحدة، والتعاطف، والتراحم أكثر من أي وقت مضى.. وإنكم تعلمون بالتأكيد أنه قد مضى أكثر من عام منذ أن واجهت الأمة محنة إنسانية غير مسبوقة؛ فقد قُتل ولا يزال رجال ونساء وأطفال أبرياء بلا رحمة، وتقصف المستشفيات ودور العبادة بلا إحساس، وتدمر المؤسسات التعليمية دون أي مشاعر، مما حرم إخواننا وأخواتنا من الحق الإنساني الأساسي في الحصول على التعليم.. عسى الله أن يخفف معاناة إخواننا وأخواتنا في السودان ولبنان، وفلسطين، وخاصة في غزة الذين يتقلبون ليل نهار في هذه المحنة الجسيمة..”

ثم أوضح معاليه بأن الجامعة تأسست على أمل أن تكون نموذجًا لمؤسسات التعليم العالي المعاصرة التي تتكامل فيها تعاليم الإسلام الخالدة مع الابتكارات المتجددة، ويتحقق فيها التوازن بين المادة والروح، وتتجانس فيها مفاهيم الخلافة في الأرض، والأمانة، والرحمة في انسجام وتناغم.. لذلك، ” فإنكم أيها الخريجون والخريجات الأحباب تتفقون معي على أن السعي وراء نيل المزيد من المعارف والعلوم لا ينبغي له أن يتوقف اليوم بتخرجكم.. كلا.. يجب أن يمثل اليوم بداية تجدد التزامكم مدى الحياة بمواصلة التعلم والبحث والفكر في عالم متطور حيث تتطلب المعرفة والمهارات تحديثًا مستمرًا، وتجددا دائما وبخاصة في عصر الذكاء الاصطناعي الذي يتعين عليكم فيه الاستفادة القصوى من التكنولوجيا الحديثة، واكتساب المهارات، وتوسيع الآفاق في هذا العالم الذي بات سمته الأساس تسارع التطورات والتغيرات” وواصل قائلا: ” إنني وإياكم محظوظون بفضل الله وتوفيقه بكوننا جميعا جزءًا من أسرة خريجي وخريجات هذه الجامعة العريقة.. حديقة المعرفة والفضيلة.. بل إن ثمانية من أطفالي هم جزء من هذه الأسرة العظيمة.. ولهذا، فإن كل واحد منا أثرًا ينبغي أن نقوم به من أجل الحفاظ على ديناميكية هذه المؤسسة وبقائها مؤثرة ومتفوقة.. ويجب علينا معًا أن نتذكر ونشكر من يعود إليهم الفضل بعد الله في نجاحنا وتخرجنا.. إنهم الآباء والأمهات الذين ربوكم من الصغر، وأشرفوا على تربيتكم، وأصروا على أن تكون الجامعة الإسلامية العالمية اختيارهم لتعليمكم وتكوينكم. إن هؤلاء يستحقون تصفيقكم الحار..” ثم قدم جملة من النصائح والتوجيهات الأبوية إلى الخريجين والخريجات بقوله: ” أعزائي الخريجين والخريجات.. إن الطريق أمامكم سيكون مليئًا بالفرص والتحديات.. ومن هنا، فإنه يجب عليكم الالتزام بقيمة الصبر التي يجب أن تكون زادكم الذي لا غنى لكم عنها.. ورحم الله الإمام الغزالي الذي قال ذات مرة: *”لكي تحصل على ما تحب، عليك أولا بالصبر على ما تكره”* مما يعني أن عليكم مواصلة العمل الجاد، والتحلي بالصبر حتى تحققوا ما تصبون إليه من نجاح في المستقبل.. وعليكم أيضًا، أيها الخريجون والخريجات، مراقبة خالقنا في كل أعمالكم.. والمدوامة على شكر الآباء والأمهات الأحباء بالإحسان إليهم والدعاء لهم.. ولا تنسوا أيضا بالدعاء للآباء المؤسسين لهذه الجامعة العظيمة، وأخص بالذكر البروفيسور عبد الرؤوف، والبروفيسور عبد الحميد أبو سليمان، والبروفيسور محمد كمال حسن، والعديد من الأساتذة، والإداريين المخلصين الذين أسهموا بشكل كبير في التطوير لهذه الجامعة؛ سواء أكانوا لا يزالون نشطين حاليًا، أم كانوا متقاعدين أم التحقوا بالرفيق الأعلى رحمهم الله..باسمكم جميعا كل الامتنان والشكر لماليزيا حكومة وشعبا على حسن الضيافة التي قدمتها لآلاف الشباب المسلمين في جميع أنحاء العالم، الذين يساهمون اليوم بشكل كبير في تنمية دولهم.. ولصاحب المعالي رئيس وزرائها الديناميكي صاحب الرؤية السيد أنور إبراهيم، كل الامتنان والعرفان لدفاعه المتواصل والمستمر عن العدالة للمظلومين، وخاصة وقوفه الدائم مع إخواننا وأخواتنا في فلسطين.. حفظه الله، وجزاه خير الجزاء..”

وختم معاليه كلمته الافتتاحية باللغة العربية بقوله: “.. *أيها الخريجون والخريجات، الآباء والأمهات، الحضور الكريم.. ها أنتم اليوم تحتفلون بهذا اليوم المبارك الذي تحصدون فيه ما زرعتموه من غرس كريم، وما حققتموه من نجاح عظيم، رفعتم رؤوس آبائكم وأمهاتكم، وجعلتموهم أسعد وأهنأ آباء وأمهات*.. *نعم لقد أدخلتم في نفوسهم السرور والحبور.. فهنيئا لكم على هذا النجاح الذي يعود فيه الفضل إلى الخالق العزيز، ثم إلى آبائكم وأمهاتكم الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل هذا اليوم السعيد.. وهنيئا لهم على حسن الاختيار لهذه المؤسسة الفريدة العريقة في هذا العصر*..
*إنكم إذ ستغادرون بعد قليل هذه الحديقة التي وفرت لكم كل ما احتجتم إليه طيلة السنوات الغابرة من تعليم وتربية وتأديب وتوجيه وترشيد وتسديد.. نعم ستغادرونها لتسهموا في بناء الأوطان، وإسعاد الإنسان، وتعزيز السلام والأمان في كل مكان.. ستغادرونها لتعيدوا للأمة

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى