في كلمة له في المؤتمر الدولي الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع رئاسة الوزراء بجمهورية باكستان الإسلامية عن تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة: التحديات والفرص خلال يومي السبت والأحد (١١-١٢ يناير) بإسلام آباد، أشاد معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، بالدور الريادي، وبالنموذج المعتدل والمتميز لتعليم الفتيات في العالم عموما، وفي العالم الإسلامي خصوصا، مؤكدا بأن القيادة الحكيمة لبلاد الحرمين الشريفين، حرسها الله، تبنت قبل ما يزيد على نصف قرن من الزمن سياسة تعليمية رائدة مكَّنت البنات والفتيات السعوديات من التعليم بشقيه الديني والدنيوي وبجميع مراحله، وفتحت الدولة المباركة مدارس وكليات ومعاهد وجامعات خاصة بالبنات والفتيات في جميع مدن المملكة وقراها، ووفرت كافة التسهيلات والخدمات اللوجستية التي تحتاج إليها تلك المؤسسات التعليمية من مباني ومواصلات، كما أنشأت للإشراف عليها رئاسة عامة لتعليم البنات تعنى برسم السياسات والأنظمة الخاصة بتلك المؤسسات.
هذا، قد أثمرت تلكم الجهود الموفقة، ولله الحمد، بتمكين البنات والفتيات من التعليم بجميع مراحله وفي كافة التخصصات الشرعية والاجتماعية والتطبيقية، وأصبحت المملكة اليوم نموذجا عالميًّا يحتذى به في مجال تعليم البنات والفتيات، كما أنها باتت الدولة الأولى التي تحتضن في ربوعها أكبر جامعة نسائية في العالم، وهي جامعة نورة التي تحمل اسم المغفور لها الأميرة نورة بنت عبد الرحمن آل سعود، شقيقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمهما الله..
وأشار معاليه إلى أن تبني مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، وأبنائه البررة من بعده تلك السياسة التعليمية نابعٌ من إيمانهم بأهمية تمكين البنات والفتيات من التعليم بشقيه الدينيِّ والدنيويِّ في تحقيق التقدم والتطور والنهضة الشاملة للدولة، ونابع أيضًا من التزام القيادة الرشيدة بنصوص الكتاب والسنة التي جعلت طلب العلم فريضة على كل مسلم، رجلا وامرأة، صبيا وصبية، فتى وفتاة. وأشار معاليه في هذه الاثناء إلى أنه لا يجوز لأحد من البشر في أي عصر من العصور وفي أي قطر من الأقطار حرمان البنات والفتيات من التعليم، وذلك بحسبانه حقا ثابتا لهن، وفريضة دائمة أوجبها الله على الأسرة، والمجتمع والدولة، كما أوضح إلى أن حرمان البنات والفتيات من التعليم يعد مخالفة واضحة للنصوص الشرعيَّة الصريحة التي أمرت بتعليمهن، ولاتفاق الأمَّة عبر العصور على وجوب تعليمهن، فضلا عما يترتب على ذلك الحرمان من مفاسد جمة، منها انتشار الجهل، والفقر، والمرض.
وختم كلمته بدعوة علماء الأمة في جميع أنحاء المعمورة إلى التصدي للفتاوى الشاذة المخالفة للكتاب والسنة التي تمنع المرأة من التعلم، والتعليم، وللرد على كافة الذرائع الفاسدة والعادات والتقاليد الجامدة التي تتجه إلى حرمان المرأة من التعليم بشقيه الديني والدنيوي استنادا إلى حجج واهية لا تصلح لمعارضة المحكمات من نصوص الكتاب والسنة والإجماع.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار