الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه واهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد
أطلع مجمع الفقه الإسلامي الدولي على جميع الترتيبات الخاصة التي تعلنها المملكة العربية السعودية بخصوص المحافظة على صحة جميع المسلمين في مختلف بلادهم وأقطارهم بل على صحة جميع الناس وذلك نتيجة الأجواء التي بات يؤدي انتشار فيروس كورونا (كوفيد – 19) لتعريضهم للخطر والمهالك، وكانت قرارات المملكة متعددة أشار إليها المجمع في بياناته السابقة، تلك الإجراءات والترتيبات التي كانت تؤخذ بتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله تعالى ورعاه، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله تعالى.
وقد أطلع المجمع على الإجراءات التي أعلنتها المملكة بخصوص الحج لهذا العام وذلك في بيان وزارة الحج والعمرة حين بينت الوزارة في بيانها أنه نظراً لما يشهده العالم من تفشي فيروس كورونا (كوفيد – 19) المستجد في أكثر 180 دولة حول العالم وإن عدد الوفيات المتأثر به قد بلغت قرابة النصف مليون حالة وفاة وأكثر من سبعة ملايين حالة إصابة، وأشارت في بيانها إلى ما أوضحته وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية حيال استمرار مخاطر هذه الجائحة وعدم توفر اللقاح والعلاج للمصابين بعدوى الفيروس حول العالم والحفاظ على الأمن الصحي العالمي خاصة مع ارتفاع معدل الإصابات في معظم الدول وفق التقارير الصادرة عن الهيئات ومراكز الأبحاث الصحية العالمية ولخطورة تفشي العدوى والإصابة في التجمعات البشرية التي يصعب توافر التباعد الأمن بين أفرادها.
لذلك فإن المملكة العربية السعودية وانطلاقاً من حرصها الدائم على تمكين ضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام لأداء مناسك الحج والعمرة في أمن وصحة وسلامة، حرصت منذ بدء ظهور الإصابات بفيروس كورونا وانتقال العدوى إلى بعض الدول على اتخاذ الإجراءات الاحترازية لحماية ضيوف الرحمن بتعليق قدوم المعتمرين والعناية بالمعتمرين الموجودين في الأراضي المقدسة حيث لقي هذا القرار مباركة إسلامية ودولية كما كان له من أسهام كبير في مواجهة الجائحة عالمياً ودعماً لجهود الدول والمنظمات الصحية الدولية في محاصرة انتشار الفيروس في ظل استمرار هذه الجائحة وخطورة تفشي العدوى في التجمعات والحشود البشرية والتنقلات بين دول العالم وازدياد معدلات الإصابات عالمياً فقد تقرر إقامة حج هذا العام 1441هـ لأعداد محدودة جداً للراغبين في أداء مناسك الحج من مختلف الجنسيات من المقيمين داخل المملكة وذلك حرصاً على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحياً، وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة، وتحقيقا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية بإذن الله.
وقد أكد هذا البيان على حرص المملكة بقيادتها المتميزة على أمن قاصدي الحرمين الشريفين وسلامتهم حتى عودتهم إلى بلدانهم، كما حدث في المواسم السابقة.
وأمام هذا البيان التفصيلي فإن مجمع الفقه الإسلامي الدولي لا يتردد في الترحيب بهذا البيان والإشادة بما تضمنه من معاني جليلة وهو يتفق تمام الاتفاق مع مقاصد الشريعة وحرصها على المحافظة على حماية حياة الإنسان وصحته.
نرجو الله سبحانه وتعالى أن يزيل الغمة عن الأمة وأن يمكنها من أداء رسالتها بحرية وأمان.
والله هو الموفق والمعين
مجمع الفقه الإسلامي الدولي
٢ ذو القعدة ١٤٤١هـ
٢٣ يونيو ٢٠٢٠م
اقرأ ايضا
آخر الأخبار