بدعوة كريمة من مؤسسة قطر بالدوحة شارك معاليه في الاجتماع التأسيسي الأول للجنة الاستشارية للمشروع الرقمي السيرة النبوية الشريفة ظهر يوم الخميس 12 من شهر شعبان 1442هـ الموافق 25 من شهر مارس 2021م.
افتتح معاليه مداخلته بالتعبير عن شكره وتقديره لمؤسسة قطر ولجامعة حمد بن خليفة على اختياره عضوًا في اللجنة الاستشارية لمشروع علمي معاصر طموح وعظيم، وهو مشروع رقمنة السيرة النبوية الشريفة، وأشاد بالأهمية العلمية والضرورة الفكرية لهذا المشروع في العصر الراهن حيث باتت الرقنة وسيلة مهمة لا غنى عنها في تقريب التراث، وتشجيع النشء على الإقبال عليه، والتعرف على محتوياته، ومضامينه بشكل مشوق وممتع يتناسب مع واقعه الفكري والثقافي، كما أكد معاليه على أهمية رقمنة السيرة النبوية في العصر الحاضر سعيًا إلى تسهيل رجوع الباحثين إلى موضوعاتها ومحتوياتها بشكل سلسل، وأملا في تشجيع الشباب على التعرف على سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بسهولة ويسر، فضلا عن تمكين الباحثين والدارسين من اكتشاف وإبراز مختلف جوانب السيرة وأبعادها المتعددة.
وأشار معاليه في حديثه إلى أهمية الاستفادة من سائر وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال الرقمي، وتقنية المعلومات الحديثة وتسخيرها كلها لتقديم السيرة النبوية بلغة عصرية شيقة رائعة تجعل الجيل الصاعد من النشء يتشوقون إلى الاستزادة والاستفادة من كنوز السيرة النبوية في كافة مجالات حياتهم المعاصرة، منوِّهًا في هذا الصدد بأهمية الكشف والتعريف بجوانب متعددة ذات تأثير من حياته صلى الله عليه وآله وسلم كالجانب العاطفي، والجانب الاجتماعي، والجانب الثقافي، والجانب الإنساني الخ.. فثمة حاجة ماسة إلى الاهتمام بهذه الجوانب من السيرة، وضرورة إبراز أثرها في دعوته صلى الله عليه وآله وسلم.
وأوضح معاليه في هذه الأثناء أن رقمنة السيرة تحمل أهمية علمية كبرى اعتبارا بأنه يمكن توظيف الرقمنة من أجل تحقيق نتائج ملموسة على أربعة مستويات، وهي: مستوى تصحيح المفاهيم المغلوطة عن سيرته العطرة صلى الله عليه وآله وسلم، حيث يمكن تفنيد التهم والأكاذيب بطريقة سهلة بعرض الحقائق والمعلومات الصحيحة، والمستوى الثاني يتمثل في إلقاء مزيد من الضوء والتفصيل حول جوانب من السيرة تم تناولها في كتب السيرة بطريقة مقتضبة على الرغم من وجود الحاجة إلى مزيد من التأصيل والتحليل والتحرير ويصدق هذا على الأبعاد الاجتماعية والإنسانية التي تتعرض لها كتب السيرة بطريقة موجزة ومختصرة؛ والمستوى الثالث يتمثل في تسليط الضوء على جوانب مهمة قلما تعرضت لها كتب السيرة، ولم تعتن بها الدراسات الحديثة على الرغم مما له من أهمية قصوى في التثقيف والتربية والتعليم، ويمثل الجانب العاطفي في سيرته صلى الله عليه وآله وسلم أكبر مثال لذلك، فحياته العاطفية الزوجية والأبوية والصهرية وغيرها لا يتم عرضها ولا الحديث عنها البتة، والحال أنها تستحق التحليل والتحرير والتنوير، وأما المستوى الرابع، فيتمثل في إعادة صياغة أحداث السيرة بأبعادها المختلفة بلغة عصرية ممتعة ومبسطة وسهلة الوصول إلى محتوياتها بما يتناسب مع مختلف المستويات العلمية للنشء والشباب في العصر الراهن.
وختم معاليه مداخلته بدعوة القائمين على هذا المشروع إلى الاستفادة من العديد من المحاولات العلمية الجادة المعاصرة التي عني أربابها بخدمة السيرة النبوية وتقريبها وتمكين الباحثين من الوصول إلى مبتغاهم في يسر وسهولة، مؤكدًا على ضرورة تضمين مشروع رقمنة السيرة النبوية الشريفة معلومات ضافية عن أهم مصادر ومراجع السيرة القديمة والحديثة في مختلف اللغات تمكينا للدارسين الراغبين في الاستزادة من تلك المصادر والمراجع، كما نبَّه معاليه على أهمية الاستعانة بأهل العلم القادرين على التفريق من حيث التشريع بين مختلف جوانب حياته صلى الله عليه وآله وسلم عند إرادة الاقتداء به في بعض تصرفاته، إذ إن سيرته المتعلقة بالجانب الثقافي والبيئي والاجتماعي لا ينبغي اعتباره تشريعًا عامًا لكل زمان ومكان بل لا يعدو أن يكون انعكاسًا لواقعه صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يقصد من التعرف على تلك الجوانب اقتداء أو متابعة، وهذا باب يتطرق إليه الدارسون عند حديثهم عن السنة التشريعية وغير التشريعية.
ويعد مشروع السيرة النبوية الرقمية مشروعًا طموحًا تسعى مؤسسة قطر بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة بالدوحة إلى إنجازه خلال الأعوام القادمة خدمةً للسيرة النبوية في العصر الحاضر، وقد تم اختيار معاليه عضوًا في المجلس الاستشاري المشرف على المشروع.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار