رحمك الله يا والدنا وشيخنا العزيز الأستاذ الدكتور أحمد خالد بابكر

رحمك الله يا والدنا وشيخنا العزيز الأستاذ الدكتور أحمد خالد بابكر

《الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ》البقرة: 156

《كلُّ مَنْ عليها فَانٍ، وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ》 الرحمن: 26-27.

ثمانية عقود من الزمن قضاها والدنا المغفور له- رحمه الله- خادما للقرآن الكريم، والسنة النبوية الطاهرة، والفقه الإسلامي العظيم، قضاها معلِّمًا ومربِّيًا لأجيال من طلبة العلم نهلوا من علمه، وتشبَّعوا من منهجه، وتخلَّقوا بخلقه، وتأدَّبوا بأدبه.. قضى جزءا مهما من تلكم السنوات الخالدات في خدمة الجامعات والمعاهد والمدارس، وختمها بخدمات جليلة لا تنسى لمجمع الفقه الإسلامي الدولي عندما تولى أمانته العامة، فكان يوصل الليل بالنهار في العمل من أجل النهوض بالمجمع، والارتقاء بأدائه، وتفانى كل التفاني في خدمة قضاياه، والدفاع عنه والتعريف به في المحافل وعلى المنابر، فجزاه الله عن المجمع أعضاء وخبراء ومنسوبين خيرا الجزاء..

نعم إننا نشهد أن شيخنا كان قمة في التواضع، جبلا شامخا في الدفاع عن الإسلام وأهله، محبًّا للخير، مسالما للجميع، متسامحا مع كل من خالطه أو تعامل معه، بشوشا تملأ جوانحه ثقته العظيمة بخالقه وبقدره، قنوعا تملك أركانه محبته لله ومحبته لرسوله- صلى الله عليه وآله وسلم- ومحبته للخير..

يا إلهي بالأمس القريب ودعنا أعلام كبار كانوا ملء السمع والبصر، وها نحن نفجع من جديد بوداع والدنا وأستاذنا معالي الأستاذ الدكتور خالد أحمد بابكر مساء هذا اليوم الثلاثاء، ليلتحق برجال عظام وفقهاء كرام كان يحبهم ويحبونه.. فعسى الله أن يجمعه بهم في دار النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

نيابة عن المجمع أعضاء وخبراء ومنسوبين وأصالة عن نفسي، نرفع تعازينا الحارة إلى معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله ابن حميد رئيس المجمع، ومعاونيه على الرعاية الكريمة التي قدموها لوالدنا وللأسرة، فعسى الله أن يجزل لهم المثوبة في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، كما نرفع شكرنا الأجزل وتقديرنا الأعظم على تلكم العناية الخاصة التي تلقاها شيخنا الفقيد أثناء فترة علاجه من لدن القيادة الرشيدة في البلد الأمين، فجزاهم الله عنا وعن والدنا وعن جميع محبيه أحسن الجزاء، وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان والاستقرار.

وختاما، عهد علينا، نحن الأبناء والطلبة والمحبين، أن نرفع ليل نهار أكف الضراعة والابتهال إلى المولى الكريم ليرحم والدنا، ويغفر له، ويعفو عنه، ويسكنه فسيح جنانه.

أعظم الله أجر الجميع، وألهمنا وجميع أهلينا وذوينا الصبر والسلوان على ما قضى الرحمن.

عنهم/ ابنكم قطب مصطفى سانو

الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي

اقرأ ايضا

آخر الأخبار