معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو يشارك في ندوة “نشر السلام والتسامح في العالم” بأبوظبي

بدعوة من جريدة الاتحاد ومركز تريندز للبحوث والاستشارات بأبوظبي، شارك معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، يوم الثلاثاء 14 من شهر صفر 1443هـ الموافق 21 من شهر سبتمبر لعام 2021م، في ندوة فكرية نظمتها جريدة الاتحاد ومركز تريندز للبحوث والاستشارات بأبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، بعنوان “نشر ثقافة السلام والتسامح في العالم: ما الذي ينبغي علينا فعله؟”.

ويأتي تنظيم هذه الندوة احتفالًا باليوم العالمي للسلام.

وقد افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الندوة بكلمة مسجلة أكد من خلالها على ضرورة تعزيز الوعي بمكانة السلام والتسامح والتعايش من خلال هذه المناسبات والندوات.

وتمحوَرت مُداخلة معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو حول: “ثقافة التسامح والسلام كمنطلق لإنهاء صراعات العالم والمنطقة”. وقد استهل معاليه حديثه بقوله:” إن آية: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ) تقرير وتأكيد على أن الاختلاف سُنة كونية وإرادة أزلية، ذلك أنّ اختلاف الألسُن والألوان يعني اختلاف الثقافات واللغات والأعراق والأذواق والمعتقدات، وهذا الاختلاف في حقيقته اختلاف تنوُّع وثراء وليس اختلاف تضادّ وصراع، والقصد من هذا الاختلاف الانطلاق منه للتكامل والتعاون والتساند والتضامن..”

مضيفًا إلى أن “الصراعات التي نشهدها اليوم في العالم ما هي إلا نتيجة لانتقال الاختلاف بين البشر من اختلاف التنوّع والثراء إلى اختلاف التضادّ والصراع، وهي في حقيقة الأمر نتيجة لجملة من المعتقدات والسلوكيات التي يتعلمها الفرد في بيئته ومجتمعه وتدفعه إلى التصرف عكس سُنة الله في الكون، فالله لم يخلق البشر ليتقاتلوا تحت أي مسمى أو مبرِّر، وإنما للاستفادة من الاختلاف والتنوّع إيجابيًا وترسيخ قِيَم التسامح والسلام وثقافة الاعتدال التي يجب أن تقوم بدورها في مواجهة هذه الصراعات وإنهاء ثقافة العنف والإقصاء”.

وأما عن العلاقة بين السلام والتسامح، فقال معاليه إنه “أمر في غاية الأهمية أن نلحظ ربْط سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، بين التَّحابِّ وإفشاء السلام في الحديث الصحيح: لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنون حتى تحابُّوا، أو لا أدلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحابَـبْـتم: افشوا السلام بينكم “.

فالتَّحابّ مبناه التسامح، ومَغزى التسامح السلام، كأن التسامح مقدّمة للسلام. ولهذا، فإن الحاجة تمَسّ إلى تعزيز التسامح وإفشاء السلام والمحبة بين الناس ليعيشوا جميعا في أمن وأمان وطمأنينة لا يخشون شيئًا بسبب الاختلاف الديني أو المذهبي أو العِرقي.”

هذا، وقد أشاد معاليه في حديثه بالنقْلة النوعية بثقافة التسامح والسلام من عالم النظر والفكر إلى عالم التطبيق بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من خلال انفرادها في العالم بإنشاء وزارة مستقلة تحمل اسم “وزارة التسامح والتعايش السلمي” لتعنى هذه الوزارة بنشر وترسيخ قيم التسامح والتعايش، وتعزيز الوعي بأهميتهما ومكانتهما في تحقيق الأمن والأمان والاستقرار؛ كما أشاد معاليه بأهمية هذه الندوة التي اعتبرها فرصة لصيرورة التسامح والسلام سلوكًا دائمًا وجزء من حياتنا اليومية خروجا من الحديث المكرور عنهما إلى التخلُّق بهما والتطبيق الفعلي لمقتضياتهما.

واختتم معاليه كلمته بالتنويه بالعمل المميّز الذي يقوم به كل من مركز تريندز للبحوث والاستشارات، وجريدة الاتحاد من تنظيم ندوات ثرية وحرصهم على دعم الجهود التي تسعى لإرساء السلام والمحبة بين الشعوب والأديان.

هذا، وقد شارك في الندوة بعض رجال الدين ممثِّلين للديانة اليهودية والديانة المسيحية والهندوسية؛ كما شارك فيها عبر الفيديو المسجل سعادة الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين الدكتور سلطان الرميثي.

 

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى