بيان عن وفاة سماحة الشيخ الدكتور بكر بن عبدالله أبو زيد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

تلقى مجمع الفقه الإسلامي الدولي بألم عميق نبأ وفاة صاحب السماحة الفقيه الجليل الشيخ العلامة الدكتور بكر بن عبدالله أبو زيد، رئيس المجمع سابقا، وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، الذي وافته المنية أمس الثلاثاء 28‏/01‏/1429هـ، الموافق ‏‏‏‏‏05‏/02‏/2008م، بمدينة الرياض، إثر مرض عانى منه طويلا. وأديت الصلاة عليه بعد العشاء، بمسجده بحي العقيق.

وإن المجمع وهو يعرب عن ألمه العميق وحزنه البالغ بفقد عالم من أبرز علماء الإسلام وأشهر فقهائه، يشعر بخسارة فادحة وبثلمة في الإسلام لا يسدها ولا يخفف من لوعتها سوى التسليم بقضاء الله وقدره.

هذا ويتقدم المجمع إلى أسرة الفقيد وذويه، وإلى كل علماء الإسلام، وإلى المسلمين كافة بأحر التعازي وأصدق المواساة، سائلا المولى -عز وجل- أن يلهمهم الصبر والسلوان، ويعوضهم والمسلمين خيرا.

ويعد سماحة الشيخ العلامة الدكتور بكر بن عبدالله أبو زيد، رحمه الله، عالما ربانيا، وفقيها راسخا، ومفتيا أمينا، وداعيا مخلصا، قام بجهود جليلة لخدمة الإسلام وعلوم الشريعة، وألف كتبا مهمة في العقيدة والتفسير والحديث والفقه واللغة والتاريخ الإسلامي. وتحلّى إنتاجه العلمي الذي ينوف على الستين مؤلفا، بجمال الأسلوب، وصدق الكلمات، ودقة التحقيق. كما تولى رحمه الله الإمامة والخطابة بالمسجد النبوي، والتدريس في الجامعات والمعاهد العلمية، إضافة إلى القضاء في المحاكم. وكان رحمه الله وكيلا لوزارة العدل. وعضوا للجنة الدائمة للإفتاء, وعضوا في هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.

وتم انتدابه ممثلا للمملكة في مجلس المجمع, ثم اختير رئيسا له. وحظي من قبل أعضاء المجمع وعلمائه بفائق الثقة وكبير الاحترام؛ لجلالة قدره، وعلو منزلته، وغزارة علمه، وحسن إدارته، وثاقب نظره، ولعظم الدور الذي قام به فيه عبر مدة تنوف على العشرين عاما، أوفى فيها بما عُهد إليه من هذه المهمة الرفيعة، متقصيًا صالح الشريعة والأمة، بارعًا في فقه النوازل، منسقًا بين أحكام الشرع وحاجة العصر. وقد كانت لنظرته الثاقبة أثار رائعة على مسيرة المجمع وتطويره وتنظيمه.

نسأل المولى عز وجل له أن يجزل له المثوبة، ويجزيه عما قدّم للأمة خير الجزاء، وأن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه، ويسكنه فسيح جناته، ويحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد

رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي

رئيس مجلس الشورى، بالمملكة العربية السعودية

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى