بيان استنكار حول حملة الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة / فلسطين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

تابعت أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي، المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، عن طريق وسائل الإعلام: الجرائم البشعة، والإبادة الشاملة التي تقترفها إسرائيل بحق الفلسطينيين الأبرياء في غزة، والتي تقتل بها الإنسان، وتدمر بها البنيان، وتميت بها الحياة في كل أرجاء ذلك البلد الذي يكافح من أجل تحرير أرضه واسترداد حقه، فيضام ويعتدى عليه، فتجده يسعى إلى توفير لقمة خبز، وتحصيل شربة ماء، متحديا ظلم العدو، وقسوة الحصار، وسكوت العالم، بل ومساندته لقوى الشر والعدوان، ولما رأت سلطات الاحتلال أن الحياة مع الحصار الطويل باقية، وأن وسائل التجويع والإذلال بالحرمان غير مهلكة، استعملت وسائل أخرى أكثر تدميرا وأشد فتكا، وأسرع إبادة، وقودها الناس والممتلكات، تدمر كل ما تلاقيه بوحشية غير معهودة وقسوة غير مسبوقة، فلا ترحم طفلا ولا صبيا ولا امرأة ولا عجوزا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وإن أمانة المجمع لتستنكر ولتشجب بأشد عبارات الاستنكار والشجب تلك الجرائم التي تعدت في بشاعتها كل التصورات، وفاقت في جسامتها كل التوقعات، وترى أنها تنم عن استهانة بالحياة الإنسانية، وعدم اكتراث بالمواثيق الدولية والقوانين الإنسانية والأخلاقية، وهي إذ تستنكر وتشجب تلك الجرائم تدعو الزعماء الفلسطينيين إلى نبذ خلافاتهم، وتوحيد كلمتهم، وتذكرهم بأن عدوهم واحد ومصيرهم واحد، وهم جميعا هدف لسهامه، وبلدهم بأكمله مرتع لظلمه وطغيانه، كما تدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والانتصار لقوانينه التي أصدرها، والعمل بشعاراته التي يرفعها، للحفاظ على الإنسان وحقوقه، باتخاذ موقف واضح تجاه تلك الجرائم، والعمل على إيقافها فورا، والوقوف بجانب أصحاب الحق ونصرتهم، والكف عن مساندة أهل الشر والطغيان ومعاقبتهم. تقبل الله الشهداء، وشفى الجرحى، وحمى أهل فلسطين. (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).

وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

أ. د. عبدالسلام العبادي

أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى