بيان حول خطورة إقدام متطرفين يهود على محاولة الدخول إلى ساحات المسجد الأقصى المبارك

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فشعورا بالمسؤولية وحرصا على المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى محمد بن عبدالله -صلوات الله عليه وسلامه- ومعراجه للسماوات العلى الذي يتعرض في هذه الأيام لأشد أنواع الاعتداء من قبل سلطات الاحتلال، ويظهر ذلك واضحا في ممارساتها الإجرامية اليومية في القدس الشريف، فها هي الجموع اليهودية المتطرفة وبدعم وحماية ومساندة من سلطات الاحتلال تهدد بتنظيم مسيرة ضخمة نحو المسجد الأقصى المبارك بهدف اقتحامه وإقامة شعائر دينية تلمودية في ساحاته، ضمن الحملة التي أطلقوا عليها اسم “شدّ الظهر وتهويد المسجد الأقصى والسيطرة عليه”، وهو ما يشكل اعتداءا متغطرسا بغيضا على قدسيته وحرمته، فضلا عن أنه يعتبر خرقا للقوانين والمواثيق الدولية، ولاتفاقية جنيف، وانتهاكا صارخا لحرية الأديان.

لكل هذا تحذر أمانة المجمع من العواقب الخطيرة لهذه التصرفات، وتؤكد بأن المسجد الأقصى المبارك أحد المساجد الثلاثة التي أُمر المسلمون بشدّ الرحال إليها، والذي بارك الله حوله، يتطلب حشد كل الجهود العربية والإسلامية لتحريره وحمايته من سلسلة طويلة من الانتهاكات الصارخة والاعتداءات المسيئة لحرمته ومكانته، بل ومهددة لوجوده، خدمة لأغراض التعصب الصهيوني ولأغراض الاحتلال في إقامة الهيكل المزعوم مكانه، والتي بدأت منذ اليوم الأول للاحتلال؛ بدءا بهدم حي المغاربة الملاصق لحائط البراق في الجهة الغربية من المسجد الأقصى، والاستيلاء على باب المغاربة، للسيطرة على الدخول إلى ساحات المسجد، وعمل الحفريات والأنفاق تحت أسواره وأروقته السفلية، وبمحاذاة جدرانه، بغية تصديع ما فوقها من أبنية هذا المسجد والتسبب في انهيارها.

ومن الممارسات المشينة ضد هذا المسجد هو الاستيلاء الغاشم على ساحة البراق، إضافة إلى السماح للجماعات المتطرفة بالتجوال فيه بحرية تامة، وتأمين الحراسة اللازمة لها، وبناء كنس ملاصقة له، وكذلك هدم الطريق الموصل إلى باب المغاربة لتنفيذ مخططات خبيثة للسيطرة على المسجد، وإحكام القبضة عليه، بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات المفضية لتفريغ مدينة القدس من أهلها لتسهيل تنفيذ مخططاتهم الإجرامية فيها.

وإن في هذه الاعتداءات تحديًا صارخًا للمسلمين جميعا وللقوى المحبة للسلام القائم على العدل، والمجمع إذ يستنكر بشدة هذه الممارسات ليدعو المسلمين شعوبا وحكومات أن يعملوا على إيقافها فورا عبر كل الوسائل الممكنة في إطار تحرك عربي إسلامي فاعل يصدّ هذا العدوان ويحرر الأرض والمقدسات ويصون حرمتها، وإن أي تهاون في مواجهة هذه الاعتداءات يعرض المسجد الأقصى المبارك لأشد الأخطار، ويحمل المسلمين جميعا المسؤولية العظيمة بين يدي الله عز وجل.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

أ. د. عبدالسلام العبادي

أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى