بحضور جمهرة من العلماء والمفكرين والمثقفين كرمت إثنينة الشيخ عبد المقصود خوجة مساء الاثنين 15/1/1430هـ الموافق 12/1/2009م معالي الأستاذ الدكتور عبد السلام العبادي أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي وقد تحدث معاليه عن مسيرته العلمية بدأً من دراسته في كلية الشريعة بجامعة دمشق وانتهاءً بجامعة الأزهر مذكرا بنصيحة علمية قيمة قالها له معالي الأستاذ الدكتور صوفي أبو طالب حين أخذ يفكر بموضوع لأطروحته في الدكتوراه: (لا نريد رسالة توضع على الأرفف بل نريد موضوعاً يعالج قضايا الناس يستفيد منه الجميع)، وعندها اختار موضوع “الملكية في الشريعة الإسلامية طبيعتها ووظيفتها وقيودها دراسة مقارنة بالقوانين والنظم الوضعية” لأطروحته في الدكتوراه، وهو موضوع لم يسبق إلى الكتابة فيه بشكل تفصيلي وقد رجع فيه إلى 500 مصدر حتى أن العلامة الشيخ محمد علي السايس -رحمه الله- أعلن عند مناقشته الدكتور رأيه فقال: إن الرسالة المعروضة علينا هذه الليلة لا أقول من أجود ما أنتجته الجامعة، إنما أقول هي أجود ما أنتجته الجامعة إلى الآن.
وقال معالي الأستاذ الدكتور صوفي أبو طالب: (هذه الرسالة ممتازة بحق رائعة بصدق قد جعلتني أؤمن بأن باب الاجتهاد لم يغلق وأنه مازال مفتوحاً على مصراعيه).
وأوضح معالي الدكتور العبادي أن مجمع الفقه الإسلامي يسعى إلى التنسيق بين الجهات التي تصدر الفتاوى في العالم الإسلامي لمكافحة ما أسماه بفوضى الفتاوى التي لا تقوم على أبسط الأسس العلمية وذلك بإيجاد البديل العلمي الرصين، وذلك لا يعني أبداً إلغاء الخلاف لأن الخلاف يثري ساحة الاجتهاد وإنما للحد من خطورة الآراء الخارجة عن الشريعة والمنافية للدين وذلك من خلال الاجتهاد الجماعي الذي يمارسه المجمع.
وأكد معاليه أن المجمع وهو في مرحلة جديدة ينطلق من كونه مرجعية فقهية للأمة، وخاصة في مواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة من جهل بالإسلام بين بعض أبنائه، وهجوم شرس من أعدائه وممارسات خاطئة ترتكب باسم الدين.
وتطرق الدكتور العبادي إلى مسالة التقريب بين أتباع المذاهب الإسلامية موضحاً أن التقريب لا يعني إلغاء المذاهب، وأن المقصود هو التقريب بين أتباعها ليلتقوا في ساحات التعاون والإنجاز وخدمة الأمة في إعادة أمجادها وذلك في أطار نظرة شمولية تحرص على الالتزام بأحكام الإسلام في كل أفاق الحياة مشيراً إلى البرنامج العشري الذي أعدته منظمة المؤتمر الإسلامي في ذلك، والذي أكد على ضرورة تعميق الحوار بين المذاهب الإسلامية ، وعلى صحة إسلام أتباعها وعدم جواز تكفيرهم ، وحرمة دمائهم وأعراضهم وأموالهم. ما داموا يؤمنون بالله وبرسوله وبقية أركان الإيمان ويحترمون ويوقنون باركان الإسلام ولا ينكرون معلوماً من الدين بالضرورة.
واستعرض معاليه المواضيع البالغة الأهمية التي تتناولها دورة المجمع التاسعة عشر المقبلة التي ستعقد في الشارقة ومن ذلك (الحرية الدينية) و (حرية التعبير) و (العنف الأسري) و (التورق)…
وعن الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية التي تعصف بالمجتمعات الإنسانية حالياً قال الأستاذ الدكتور عبد السلام العبادي إن المجمع يعمل على تقديم نظرة شمولية للاقتصاد الإسلامي تقدم بلغة العصر، مؤكداً أن الشريعة الإسلامية لديها المعالجة الشافية لمشكلات الأزمة الاقتصادية.
ووصف الدكتور العبادي الهجوم الشرس الذي يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بالوحشي وأدان جرائم الحرب والإبادة التي تمارسها سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المباركة ضد هذا الشعب الذي لا ذنب له سوى المطالبة باستقلاله وحريته مؤكداً أن النصرة واجبة على المسلمين جميعاً للشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة وأن الواجب الشرعي يحتم على القيادات الفلسطينية نبذ الفرقة وتوحيد الصف والوفاء بالعهود لنسيان الخلافات وبخاصة ما تم في رحاب مكة المكرمة.
وعتب معاليه على وسائل الإعلام لعدم اهتمامها بالقضايا الإسلامية إلا القليل منها وكذلك توظيف الإثارة الإعلامية بطريقة تحدث بلبلة واضطراباً عند المتلقي العادي في الوقت الذي تخصص فيه بعض الفضائيات ساعات لأمور لا تفيد الأمة وفي الوقت عينه دعا الدكتور العبادي الإعلاميين للخروج عن الطرق التقليدية في الطرح وذلك من خلال الإفادة من الخبرات الإعلامية العالمية، مؤكداً حرص مجمع الفقه الإسلامي الدولي على أن يكون حاضرا في كل الفضائيات.
وكان معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام السعودي الأسبق قد تحدث في مستهل حفل التكريم عما عرف به الدكتور العبادي مؤكداً أن المجمع سيشهد نهوضاً أقوى في سبيل تحقيق آمال الآمة المنوطة به الأمة مشيراً إلى خطورة الفتاوى التي تربك الأمة وتخلخل ثقافتها المتينة وتسيء للإسلام داعياً إلى التنسيق بين الجهات التي تصدر الفتاوى والتعاون فيما بينها وبين جهات الدعوة المتعددة لتقديم الإسلام للمجتمع الإنساني بلغة العصر.
مجمع الفقه الإسلامي الدولي
اقرأ ايضا
آخر الأخبار