مجمع الفقه الإسلامي الدولي يشارك في ندوة تونس حول توحيد التقويم الهجري

شارك مجمع الفقه الإسلامي الدولي في ندوه علمية حول توحيد التقويم الهجري انعقدت بتونس يوم الخميس 17 جمادى الثاني 1430 الموافق 10 يونيو 2009 نظمتها وزارة الشؤون الدينية التونسية بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، وقد ألقى معالي الأستاذ الدكتور عبدالسلام العبادي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة محاضرة ضافية أوضح فيها قرارات مجمع الفقه الإسلامي في دورته الثانية التي عقدت في جدة سنة 1985 والثالثة التي عقدت في عمان سنة 1986 والتي تقرر فيها:

أولاً: إذا ثبتت الرؤية في بلد وجب على المسلمين الالتزام بها ولا عبرة لاختلاف المطالع لعموم الخطاب بالأمر والصوم بالإفطار.

ثانياً: يجب الاعتماد على الرؤية ويستعان بالحساب الفلكي والمراصد مراعاة للأحاديث النبوية والحقائق العلمية.

وقد دعا معاليه إلى تأسيس هيئة شرعية في مكة المكرمة تضم عدداً مناسباً من الفلكيين تنسق مع جهات اتخاذ قرار إثبات الشهر في العالم الإسلامي ومع منظمة المؤتمر الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي الدولي في كل ما يتعلق بهذا الموضوع الحيوي.

وقد انتهت الندوة إلى التوصيات التالية:

أولاً: إن استذكار القرارات الصادرة عن مؤتمرات القمة الإسلامية ومجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة حول التقويم الهجري الموحد لبداية الشهور القمرية وتوحيد الأعياد الإسلامية والتي نصت على أن إثبات دخول شهر رمضان وخروجه ودخول شهر ذي الحجة يتم عن طريق الرؤية الشرعية المنفكة عما يكذبها علماً أو عقلاً أو حسا عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا شعبان ثلاثين يوماً” وبقوله صلى الله عليه وسلم: “لا تصوموا حتى تروه”، يحض على الأخذ في الاعتبار الدعوات الملحة إلى ضمان أسباب وحدة الأمة الإسلامية خاصة في مثل هذه المناسبات التي هي من أهم مميزاتها في سبيل تجاوز مظاهر الفرقة والنزاع التي تمس من هيبة المسلمين.

ثانياً: يجدر التذكير بالاجتماعات التي عقدتها لجنة التقويم الهجري الموحد ولا سيما اجتماعها الأول سنه 1978م والتوصيات الهامة التي صدرت عنها، وفي هذا الخصوص أكد المشاركون أهمية تفعيل عمل هذه اللجنة ويعتبر ذلك واجباً دينياً ومدنياً.

ثالثاً: مما ينبغي أن لا يختلف فيه ضرورة الاعتماد على الرؤية والاستئناس بالحساب الفلكي واعتماد المراصد تطبيقاً للنصوص ومراعاة للحقائق العلمية واعتباراً لأن الرؤية البصرية طريقة للإثبات واستناداً إلى الحسابات الفلكية الثابتة التدقيق الصادرة عن المرافق والهيئات والجهات المتخصصة، وذلك التزاماً بنص قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي المشار إليه والذي جاء مصداقاً لقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)(يونس 5) فتكلم سبحانه عن العلم الذي قد يحصل بالرؤية وقد يحصل بالحساب لانتظام حركة الكواكب والنجوم وفق ما أراده الله سبحانه من انتظام محكم لهذا الكون,وأن الاختلافات الجزئية في فهم النصوص الظنية الدلالة الاجتهادات الفقهية المتباينة في الاستنباط والترجيح والاختيار لا يمكن أن تكون حائلاً دون تحكيم التطورات العلمية والتكنولوجية، ولا يقبل أن تكون مكرسة للشقاق والغلو والتعصّب فديننا يدعو إلى إعمال العقل والنظر الاجتهادي وهو يؤكد على الاحتكام إلى أهل الذكر في كل اختصاص، والفقه الإسلامي أكد عبر تاريخه أن العلماء المحققين اعتبروا الثوابت والمتغيرات وراعوا النص والواقع، وليس لنا بإزاء هذه القضية إلا أن نتوخى منهج التوفيق بين نصوصنا وبين الإنجازات العلمية والتقنية التي تعين على التعاطي مع مسألة رؤية الهلال في سبيل توحيد مواسمنا وأعيادنا الدينية.

رابعاً: ضرورة إعداد تقويم هجري موحد تلتزم به الأمة الإسلامية وذلك باعتبار ولادة الهلال قبل غروب الشمس وبشرط مغيبه بعد غروبها حسب توقيت مكة المكرمة أو أي بلد إسلامي يشترك معها في جزء من الليل بزمن يمكن أن تتحقق معه الرؤية الشرعية بدخول الشهر وذلك عن طريق لجنة مختصة تقوم بإعداد هذا التقويم وتفعيل دور اللجنة المكلفة بإعداد روزنامة إسلامية تكون مرجع المسلمين في ضبط التقويم الهجري وذلك تماماً كما جاء في قرار مؤتمر القمة الإسلامي التاسع والعاشر.

خامساً: كل المسلمين معنيون هذه المقررات حيثما وجدوا درءاً للاختلافات المبررة بتباعد الأقطار وتغاير المواقيت.

سادساً: دعوة منظمة المؤتمر الإسلامي إلى إبلاغ هذه التوصيات إلى البلدان والمراكز والهيئات الإسلامية ومتابعة تنفيذ ما يصدر من توصيات وقرارات بهذا الخصوص.

 

مجمع الفقه الإسلامي الدولي

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى