الدكتور عبدالسلام العبادي يشارك في مؤتمر “آثار أبي حنيفة ودورها في الحوار بين الحضارات”

تمثيلاً لمعالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلو وبتكليف منه، لبي معالي الأستاذ الدكتور عبد السلام العبادي أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدعوة كريمة التي وجهت له من جمهورية تاجيكستان للحضور في مؤتمر حول “آثار أبي حنيفة ودورها في الحوار بين الحضارات”، والذي عقد بمناسبة ذكرى مرور (1310) سنوات على ميلاد الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه والذي عقد في دوشنبه عاصمة تاجيكستان في 5-6 أكتوبر 2009م تحت رعاية فخامة رئيس جمهورية تاجيكستان إمام علي رحمن، بحضور حشد من العلماء والمفكرين، تم فيه تناول دور الإمام أبي حنيفة في تطوير الثقافة الإسلامية، ودور الفقه الحنفي في تطوير علم الحقوق، وترابط الإيمان والعقل في نظام المعتقدات عند الإمام أبي حنيفة وغيرها من موضوعات هذا المؤتمر العتيد.

وقد ألقى معاليه كلمة نيابة عن معالي الأستاذ أكمل الدين إحسان أوغلى أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي التي تقود العمل الإسلامي المشترك نقل فيها تحيات معاليه وتمنياته للمؤتمر بالنجاح، وأكد معاليه أن انعقاده في رحاب جمهورية تاجيكستان وبرعاية فخامة رئيس الجمهورية يعتبر وفاءً صادقاً من هذه البلاد الطيبة لتاريخها العريق، وتقديراً عظيماً لتراث الإسلام الخالد، بالعودة الراشدة لكنوزه العظيمة وأئمته الكبار، للاسترشاد بما قدموه للبشرية من إنجازات علمية حضارية كانت خير عون لمسيرة مباركة لأمة الإسلام.

وأوضح معاليه أن مدرسة الإمام أبي حنيفة تمثل مدرسة عملاقة حافلة بالعطاء العلمي المتميز الذي بحق يحتشد بإنجازات علمية تُمثل سبقاً متميزاً في تاريخ الفقه والتشريع، قادرة على إثراء مسيرة البشرية المعاصرة بما يحقق خيرها وتقدمها.

كما أبان الأستاذ الدكتور العبادي أن هذه المدرسة الفقهية والفكرية مدرسة ثرية، أَثرت مسيرة المجتمع الإنساني بعامة والإسلامي بخاصة، بنماذج عظيمة من العطاء التشريعي والقانوني ما أحوج البشرية لها في هذه الأيام.

وأشاد معاليه بالنماذج الرافعة التي قدمتها مدرسة أبي حنيفة في مسيرة الحوار بين الحضارات والأديان التي تعتبر ضرورة أساسية من ضرورات عصرنا الحاضر، بناءً للعلاقات الدولية بين الأمم والشعوب والثقافات على أُسس من العدل والسلام والاحترام المتبادل، وبناء جسور التعاون والتفاهم الدوليين وتعميق معاني الثقة بين هذه الأمم والشعوب، والعمل على المحافظة على حقوقها.. وهو ما يجب أن يظهر جلياً في دعم الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وعاصمتها القدس الشريف.

وضرب معاليه نماذج من الاجتهادات التفصيلية في المدرسة الحنفية ومنها ما جاء في (الفقه الجنائي) حيث نصت هذه المدرسة على تساوي الدماء في القصاص بين المسلم وغير المسلم، وفي (تقويم الأموال) نصت على أن المالية تتحقق في الأشياء المحرمة مثل الخمر والخنزير ولكنها غير متقوّمة بالنسبة للمسلم.

ومن ذلك إعطاء الذمي في (إحياء الأرض) مثل ما للمسلم،لأن الإحياء سبب من أسباب الملك، فإذا اشترك الذمي في ذلك ترتب أثره عليه.

وأورد في كلمته قول الإمام أبي حنيفة في احترام الرأي الآخر “هذا الذي نحن فيه رأي لا نُجبر عليه أحداً ولا نقول يجب على أحد قبوله، فمن كان عنده أحسن منه فليأت به”.

وأشار معاليه إلى أن هذا الفقه الحنفي ما هو إلا نتاج شريعة الإسلام على يد هؤلاء العلماء الكبار الذي حفظه رجال المذهب، وقد انتقل فقه أبي حنيفة إلى قوانيننا المعاصرة في العديد من دولنا في مجالات القانون المدني والأحول الشخصية وغيرها.

وبين معاليه إعجاب القانونيين الألمان المختصين في القانون الدولي بهذه المدرسة حين أرادو أن يسموا جمعيتهم باسم أول من كتب في القانون الدولي فلم يجدوا إلا محمداً بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة لما كتبه في كتابه السير الكبير والسير الصغير فسموا الجمعية باسمه.

وفي ختام الكلمة أوضح معاليه اهتمام مجمع الفقه الإسلامي الدولي وبالتنسيق مع الأجهزة المعنية في منظمة المؤتمر الإسلامي بالحوار على المستوى الدولي بين المذاهب الإسلامية.

 

مجمع الفقه الإسلامي الدولي

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى