على رأس وفد كبير قام سعادة السيد تشان وابينغ، سفيرجمهورية الصين الشعبية بالمملكة العربية السعودية والمبعوث الخاصّ لبلاده لدى منظمة التعاون الإسلامي، بزيارة لمقر الأمانة العامة لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بمدينة جدة، وذلك يوم الأحد 06 من شهر ذو القعدة لعام 1443هـ الموافق 05 من شهر يونيو لعام 0222م.
هذا، وكان في استقباله والوفد المرافق له عند وصوله معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع الذي شكره على زيارته التي تعدّ الأولى من نوعها لمسؤول صيني رفيع المستوى للأمانة العامة للمجمع منذ تأسيس المجمع.
وقد أعرب سعادته عن جزيل شكره، وعظيم امتنانه لمعالي الأمين العام على حفاوة الاستقبال وحسن الترحيب، مؤكدًا على اهتمامه البالغ، وحرصه الشديد على القيام بهذه الزيارة إلى المجمع في إطار سعيه وسعي بلاده الحثيث إلى تعزيز علاقات التعاون والتنسيق والشراكة مع منظمة التعاون الإسلامي والأجهزة التابعة لها، وخاصّة مجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي يُعتبر المرجعية الفقهية العليا للدول الأعضاء بالمنظمة وللمجتمعات المسلمة خارج العالم الإسلامي. كما أشاد سعادته بالجهود الفكرية والعلمية المتميزة التي يقوم بها المجمع من أجل نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والتعايش من أجل عالم آمِِن ومستقرّ.
وأضاف سعادته بأن حكومة بلاده تنظر بكل تقدير وإشادة لتلك الجهود الكبيرة، وتتطلّع بكلّ حماس إلى ترسيخ عُرى التعاون والتنسيق مع المجمع من أجل خدمة تلك الأهداف الإنسانية النبيلة التي تدعو إلى التعاون والتواصل والتكامل والتعايش والتعارف بين الشعوب، وذلك من خلال تنظيم بعض الفعاليات العلمية الهادفة داخل الصين وخارجها، مُعربًا في هذه المناسبة عن تشرّف بلاده بتقديم دعوة رسمية لمعاليه لزيارة جمهورية الصين لبحث أوجُه التعاون والتنسيق حول مختلف القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين المجمع والمؤسسات والمراكز الفكرية والعلمية المعنية.
ومن جانبه، أعرب معالي الأمين العام للمجمع عن شكره الجزيل وتقديره العظيم لسعادة السفير على هذه الزيارة التي تعد تعبيرا واضحا عن رغبة سعادته وجمهورية الصين في تعزيز التعاون والتنسيق حول مختلف القضايا والمسائل التي تخص المجتمعات المسلمة في الصين، كما هنّأ معاليه سعادته على تعيينه مبعوثا خاصّا لبلاده لدى منظمة التعاون الإسلامي، متمنيا له النجاح والتوفيق في مهامّه، متمنيا بأن يكون هذا اللقاء بداية لبناء علاقات تعاون وتنسيق متينة ومستدامة بين المجمع والسلطات المشرفة على الشأن الديني بالصين.
ثم اغتنم معاليه المناسبة بإعطاء سعادته نبذة ضافية عن رؤية المجمع، ورسالته، وأهدافه، وبرامجه، وأنشطته، مؤكدا في هذه الأثناء على استعداد المجمع التام للتعاون مع السلطات الصينية من أجل تعزيز منهج الوسطية والاعتدال والتسامح لدى المجتمعات المسلمة القاطنة بالجمهورية، ومساعدتهم على المحافظة على هويتهم الإسلامية مع الالتزام بمقتضيات المواطنة، واحترام القوانين والأنظمة المعمول بها داخل دولتهم؛ منوها في هذا الصدد بأن الحرية الدينية حق طبيعي مكفول بالفطرة لكل إنسان في كل مكان، وأن تمكين كل إنسان من ممارسة شعائر دينه وعقيدته بحرية تامة مما تتفق عليه القيم الإنسانية العالمية النبيلة، وذلك اعتبارا بأن إكراه الإنسان على اعتناق دين بعينه يعتبر امتهانا لكرامته، واعتداء على حقه في حرية الاختيار، ومن هنا، فإن جهود المجمع كانت -ولا تزال- تنصبّ في الدعوة إلى احترام حرية الاعتقاد، ونبذ الغلو والتعصب والتطرف والإقصاء والإرهاب، فضلاً عن تصحيح المفاهيم المغلوطة عن قيَم الإسلام ومبادئه وتعاليمه التي ترفض جميع أشكال التعارض بين الانتماء إلى الإسلام والالتزام بمقتضيات المواطَنة.
كما أعرب معاليه لضيفه بأنه يرحّب ترحيبًا خاصًّا بدعوة سعادته إياه لزيارة جمهورية الصين في العاجل القريب من أجل اللقاء بالسُّلطات الصينية المشرِفة على الشأن الديني، وزيارة المجتمعات المسلمة داخل الجمهورية، وذلك من أجل تعزيز علاقات التعاون والتواصل والشراكة والتنسيق.
هذا، وقد حضر الاجتماع كلّ من: الأستاذ ليوتشنغ يونغ، السكرتير الأوّل، مدير القسم السياسي بالسفارة، والأستاذ لي جينغلون، السكرتير الثالث بالسفارة، كما حضر من المجمع كلّ من: الأستاذ محمد المنذر الشوك، مدير شؤون الديوان والمراسم، والأستاذة سارّة أمجد حسين، مديرة شؤون المرأة والأسرة، والأستاذ مراد التليلي، مستشار الأمين العام للمجمع لشؤون الإعلام.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار