في ندوة في نيويورك يدعو معاليه إلى تصنيف العنصرية ضمن الجرائم ضد الإنسانية
22 سبتمبر، 2023
 | 

على‭ ‬هامش‭ ‬الدورة‭ ‬الثامنة‭ ‬والسبعين‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المنتدى‭ ‬الإسلامي‭ ‬للشباب،‭ ‬ومنظمة‭ ‬الأديان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام،‭ ‬ومجمع‭ ‬الفقه‭ ‬الإسلامي‭ ‬الدولي،‭ ‬شارك‭ ‬معالي‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬قطب‭ ‬مصطفى‭ ‬سانو،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجمع،‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬6‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ربيع‭ ‬الأول‭ ‬لعام‭ ‬1445هـ‭ ‬الموافق‭ ‬21‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬لعام‭ ‬2023م‭ ‬ندوة‭ ‬فكرية‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬إشراك‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬إلغاء‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬العنصرية‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬ديني‭ ‬لتحقيق‭ ‬مستقبل‭ ‬مستدام‭ ‬للجميع‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬تقنيات‭ ‬الفضاء‭ ‬الإلكتروني‭.‬

وفي‭ ‬مداخلته‭ ‬هنَّأ‭ ‬معاليه‭ ‬سعادة‭ ‬الأستاذ‭ ‬طه‭ ‬إيهان‭ ‬رئيس‭ ‬المنتدى‭ ‬الإسلامي‭ ‬للشباب،‭ ‬وسعادة‭ ‬القائمة‭ ‬بأعمال‭ ‬منظمة‭ ‬الأديان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام،‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬هذه‭ ‬الندوة‭ ‬في‭ ‬نيويورك،‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬الحضور‭ ‬الفعلي،‭ ‬ومؤكدا‭ ‬على‭ ‬حرص‭ ‬المجمع‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬التظاهرات‭ ‬واللقاءات‭ ‬والندوة‭ ‬الفكرية،‭ ‬وذلك‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيمانه‭ ‬بأهمية‭ ‬تصحيح‭ ‬المفاهيم‭ ‬النمطية‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬العصر،‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬إسهامات‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ‬الخالدة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الحضارة،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالإنسان،‭ ‬ونبذ‭ ‬العنف‭ ‬والكراهية‭ ‬والتعصب‭ ‬والغلو‭ ‬بجميع‭ ‬أشكاله‭ ‬ومصادره،‭ ‬منوها‭ ‬بأن‭ ‬العنصرية‭ ‬تمثل‭ ‬أحد‭ ‬الأمراض‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬كافحها،‭ ‬وحاربها،‭ ‬واعتبرها‭ ‬جريمة‭ ‬كبرى،‭ ‬واعتداءا‭ ‬سافرا‭ ‬على‭ ‬خالق‭ ‬الكون،‭ ‬وما‭ ‬ودعه‭ ‬من‭ ‬نظام‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬بأنهم‭ ‬سواسية‭ ‬كأسنان‭ ‬المشط،‭ ‬ولا‭ ‬فضل‭ ‬لأسود‭ ‬على‭ ‬أحمر،‭ ‬ولا‭ ‬لأحمر‭ ‬على‭ ‬أسود،‭ ‬ولا‭ ‬لعربي‭ ‬على‭ ‬عجمي،‭ ‬ولا‭ ‬لعجمي‭ ‬على‭ ‬عربي،‭ ‬وأن‭ ‬الناس‭ ‬يتفاضلون‭ ‬بأعمالهم‭ ‬وما‭ ‬يقدمونه‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم‭. ‬

ثم‭ ‬أشار‭ ‬معاليه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إشراك‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الندوات‭ ‬الفكرية‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭ ‬ومهم‭ ‬لتمكينهم‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬موقف‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬من‭ ‬العنصرية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬داء‭ ‬عضالا،‭ ‬وجريمة‭ ‬لا‭ ‬تغتفر،‭ ‬وأردف‭ ‬قائلا‭ ‬‮«‬إنه‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬بعثة‭ ‬رسول‭ ‬الإسلام‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلَّم،‭ ‬أعلن‭ ‬الإسلام‭ ‬حربا‭ ‬شعواء‭ ‬على‭ ‬العنصرية،‭ ‬والتعصب،‭ ‬والغلو،‭ ‬والعنف،‭ ‬وشرع‭ ‬تعاليم‭ ‬خالدة‭ ‬وأنظمة‭ ‬رصينة‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬من‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬العنصرية،‭ ‬والاستعباد،‭ ‬والتسلط،‭ ‬كما‭ ‬جعل‭ ‬الإسلام‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬مبدأ‭ ‬ثابتا‭ ‬وخالدا‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬الساعة،‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬الناس‭ ‬جميعا‭ ‬يولدون‭ ‬أحرارا،‭ ‬ولا‭ ‬يجوز‭ ‬استعبادهم‭ ‬أو‭ ‬التمييز‭ ‬بينهم‭ ‬بسبب‭ ‬لون،‭ ‬أو‭ ‬عرق،‭ ‬أو‭ ‬دين،‭ ‬أو‭ ‬لغة‮»‬‭. ‬

وختم‭ ‬مداخلته‭ ‬بدعوة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬تصنيف‭ ‬العنصرية‭ ‬ضمن‭ ‬الجرائم‭ ‬الشنيعة‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ورفض‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬وصور‭ ‬العنصرية،‭ ‬وضرورة‭ ‬ملاحقة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يمارسها،‭ ‬أو‭ ‬يتورط‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكالها،‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة،‭ ‬كما‭ ‬دعا‭ ‬القيادات‭ ‬الفكرية‭ ‬وخاصة‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬أتباع‭ ‬كل‭ ‬الأديان‭ ‬إلى‭ ‬تكاتف‭ ‬الجهود،‭ ‬والتنسيق،‭ ‬والتعاون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صيرورة‭ ‬هذا‭ ‬الحلم‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬ملموس،‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬العنصرية‭ ‬جريمة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬بشاعة‭ ‬عن‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬والاغتصاب‭ ‬والإبادة،‭ ‬مما‭ ‬يوجب‭ ‬مكافحتها‭ ‬بكل‭ ‬السبل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الوئام‭ ‬والانسجام‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬والأمم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬من‭ ‬المحبة،‭ ‬والاحترام،‭ ‬والتكامل،‭ ‬والتعاون،‭ ‬والتضامن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬والخير‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭.‬

اقرأ ايضا

آخر الأخبار