على هامش الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة وبالتعاون مع المنتدى الإسلامي للشباب، ومنظمة الأديان من أجل السلام، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، شارك معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، يوم الخميس 6 من شهر ربيع الأول لعام 1445هـ الموافق 21 من شهر سبتمبر لعام 2023م ندوة فكرية بعنوان «إشراك الشباب في إلغاء جميع أشكال العنصرية من منظور ديني لتحقيق مستقبل مستدام للجميع»، وذلك تقنيات الفضاء الإلكتروني.
وفي مداخلته هنَّأ معاليه سعادة الأستاذ طه إيهان رئيس المنتدى الإسلامي للشباب، وسعادة القائمة بأعمال منظمة الأديان من أجل السلام، على تنظيم هذه الندوة في نيويورك، معربا عن أسفه عن عدم الحضور الفعلي، ومؤكدا على حرص المجمع على المشاركة في كل التظاهرات واللقاءات والندوة الفكرية، وذلك انطلاقا من إيمانه بأهمية تصحيح المفاهيم النمطية عن موقف الإسلام من كثير من قضايا العصر، وتسليط الضوء على إسهامات الإسلام والمسلمين الخالدة في بناء الحضارة، والارتقاء بالإنسان، ونبذ العنف والكراهية والتعصب والغلو بجميع أشكاله ومصادره، منوها بأن العنصرية تمثل أحد الأمراض الاجتماعية التي كافحها، وحاربها، واعتبرها جريمة كبرى، واعتداءا سافرا على خالق الكون، وما ودعه من نظام. وأوضح أن الإسلام ينظر إلى الناس بأنهم سواسية كأسنان المشط، ولا فضل لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود، ولا لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، وأن الناس يتفاضلون بأعمالهم وما يقدمونه في مجتمعاتهم.
ثم أشار معاليه إلى أن إشراك الشباب في مثل هذه الندوات الفكرية أمر ضروري ومهم لتمكينهم من معرفة موقف جميع الأديان من العنصرية، باعتبارها داء عضالا، وجريمة لا تغتفر، وأردف قائلا «إنه منذ اليوم الأول من بعثة رسول الإسلام محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلَّم، أعلن الإسلام حربا شعواء على العنصرية، والتعصب، والغلو، والعنف، وشرع تعاليم خالدة وأنظمة رصينة تمكن من خلالها من القضاء على جميع أشكال العنصرية، والاستعباد، والتسلط، كما جعل الإسلام المساواة بين الناس مبدأ ثابتا وخالدا إلى قيام الساعة، ذلك لأن الناس جميعا يولدون أحرارا، ولا يجوز استعبادهم أو التمييز بينهم بسبب لون، أو عرق، أو دين، أو لغة».
وختم مداخلته بدعوة الأمم المتحدة إلى تصنيف العنصرية ضمن الجرائم الشنيعة ضد الإنسانية، ورفض جميع أشكال وصور العنصرية، وضرورة ملاحقة كل من يمارسها، أو يتورط في أي شكل من أشكالها، وفي أي مجال من مجالات الحياة، كما دعا القيادات الفكرية وخاصة الشباب من أتباع كل الأديان إلى تكاتف الجهود، والتنسيق، والتعاون من أجل صيرورة هذا الحلم إلى واقع ملموس، ذلك لأن العنصرية جريمة لا تقل بشاعة عن جرائم القتل والاغتصاب والإبادة، مما يوجب مكافحتها بكل السبل من أجل تحقيق الوئام والانسجام بين الشعوب والأمم على أساس من المحبة، والاحترام، والتكامل، والتعاون، والتضامن في كل ما يعود بالنفع والخير على العالم أجمع.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار