اختتام أعمال مؤتمر “التأمين التعاوني: أبعاده وآفاقه وموقف الشريعة الإسلامية منه”

انتهت في رحاب الجامعة الأردنية بعمان أعمال مؤتمر “التأمين التعاوني: أبعاده وآفاقه وموقف الشريعة الإسلامية منه” والذي عقد بالتعاون بين الجامعة الأردنية، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافية (إيسيكو)، والمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب (عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية).

والذي أقيم من 11-13 أبريل 2010م، وذلك في إطار التمهيد لقرار مجمعي شامل يصدر من مجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي يعتبر مرجعية فقهية للأمة الإسلامية، وقد قام المؤتمر بدراسة تسع محاور مدرجة على جدول أعماله في تسع جلسات علمية أتسمت المناقشات فيها بالموضوعية الهادفة، وتم فيها استعراض ما يقارب الأربعين بحثاً، وقد صدر عن المؤتمر توصيات تم رفعها لمجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي لمناقشتها وإصدار القرار المجمعي الضابط لموضوع التأمين التعاوني، كما أصدر المؤتمر البيان الختامي التالي الذي تلاه الدكتور عبد القاهر قمر مدير إدارة الفتوى في المجمع بالإنابة:

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أصحابَ المعالي والفضيلة والسعادة،

الجمعَ الكريم،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

قال الله عز وجل: “… وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ “، [المائدة: 2] أما بعد:

لما كان موضوع التأمين الإسلامي قد حظي من قبل الفقهاء الأجلاء على المستوى الفردي والجماعي بالبحث والمدارسة مع التمحيص والاستدلال والنقد والمناقشة، منذ خمسين عاما خلت، ومواكبة مع التطورات التي طرأت مع نموه وازدهاره، ودعوة الحاجة إلى ضبط أحكامه بقرار مجمعي شامل يصدر من مجمع الفقه الإسلامي الدولي، الذي يعتبر مرجعية فقهية للأمة الإسلامية، فقد تم تمهيدا لذلك عقد مؤتمر «التأمين التعاوني : أبعاده وآفاقه وموقف الشريعة الإسلامية منه»، وذلك في رحاب الجامعة الأردنية بعمان، عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، في الفترة من يوم الأحد، الحادي عشر، إلى يوم الثلاثاء، الثالث عشر من شهر أبريل عام ألفين وعشرة، بالتعاون بين الجامعة الأردنية ومجمع الفقه الإسلامي الدولي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب (عضوِ مجموعة البنك الإسلامي للتنمية) وبحضور عدد من أصحاب المعالي من رجال الدولة الموقرين، وعدد كبير من أصحاب الفضيلة والسعادة عمداء الجامعة وأساتذتها المكرمين، وثلة من أصحاب السماحة والسعادة أعضاء المجمع وخبرائه والعلماء المشاركين بدأت أعمال المؤتمر بجلسة افتتاحية استهلت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.

ثم تفضل معالي الأستاذ الدكتور عبدالسلام العبادي وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية، وأمين المجمع سابقا، بإلقاء كلمته التي بيّن فيها دورَ المجمع ومنزلته في حل المشكلات العصرية، كما سلط الضوء على أهمية عقد هذا المؤتمر، والحاجة إليه.

عقب ذلك تلا فضيلة الأستاذ الدكتور محمد المجالي عميد كلية الشريعة، كلمة الجامعة الأردنية نيابة عن معالي الأستاذ الدكتور خالد الكركي، مدير الجامعة، وراعي المؤتمر، رحب فيها بضيوف الجامعة.

تبع ذلك كلمة لسعادة السفير / عبدالله عالم، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية نيابة عن معالي الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أعرب فيها عن شكره للمملكة الأردنية الهاشمية ملكا وحكومة وشعبا، مسلطا الضوء على أهمية موضوع التأمين.

ثم تناول الكلمة على التوالي كل من:

أولا: سعادة الأستاذ الدكتور عبدالحميد الهرامة، الخبير بمديرية الثقافة والاتصال، نيابة عن معالي مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الأستاذ الدكتور عبدالعزيز عثمان التويجري.

ثانيا: فضيلة الدكتور العياشي فداد، الباحث بالمعهد الإسلامي للتدريب والبحوث، (عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية) كلمة المعهد، نيابة عن سعادة مدير المعهد.

ثالثا: فضيلة الدكتور أحمد عبدالعليم، مدير إدارة البحوث والدراسات بالإنابة، بأمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي.

وقد اتفق الجميع في كلماتهم الضافية على أهمية تناول موضوع التأمين التعاوني بالبحث والدرس، مزجين الشكر والعرفان للمملكة الأردنية الهاشمية ملكا وحكومة وشعبا، متمنين لهذا المؤتمر النجاح والتوفيق.

ثم قام سعادة عميد كلية الشريعة، بتقديم الدروع التذكارية للجهات المنظمة والراعية لهذا المؤتمر.

وبإثر الجلسة الافتتاحية عقدت جلسة تنظيمية برئاسة معالي الأستاذ الدكتور عبدالسلام العبادي، تم فيها اختيار أعضاء لجنة صياغة التوصيات.

وامتدت أعمال هذا المؤتمر ثلاثة أيام، وكان عدد المحاور المطروحة تسعةً، وهي على النحو الآتي:

المحور الأول:

(1) استعراض الجهود السابقة في مجالات البحث في موضوع التأمين التعاوني. بما يشمل قرارات وتوصيات مجمع الفقه الإسلامي الدولي الصادرة في هذا الشأن.

(2) استعراض الوضع المهني والاقتصادي للصناعة الحالية في باكستان، وماليزيا.

(3) استعراض الوضع المهني والاقتصادي للصناعة الحالية في البلاد العربية.

المحور الثاني: مفهوم التأمين التعاوني بما يشمل الأمور الآتية:

(1) محل التأمين التعاوني وأهدافه، والجوامع والفروق بينه وبين التأمين التجاري. بما يشمل التكييف الشرعي.

(2) حكم التأمين التجاري، مع دراسة مسألة التأمين التجاري بين الخصخصة والتأميم وأثر ذلك على حكم التأمين التجاري.

(3) بين التأمين التجاري والتـأمين التعاوني، والعلاقة بين التأمين التعاوني ونظم الضمان أو التأمين الاجتماعي المطبقة في بعض الدول.

(4) الالتزام بالتبرع في التأمين التعاوني : الأسس الشرعية والنواحي القانونية.

المحور الثالث: تشريعات التأمين التعاوني، وعقوده، ووثائقه.

المحور الرابع: المشكلات التي تواجه التأمين التعاوني: بما يشمل المشكلات القانونية والتحديات الاقتصادية (العجز عن دفع التعويضات، التزام المشاركين بإقراض صندوق التعويضات) والعملية التي تواجه صناعة التأمين التعاوني للبقاء والنمو والمنافسة بفاعلية مع الشركات الكبرى التقليدية، ودراسة مسألة العجز عن دفع التعويضات ومسألة التزام المشاركين بإقراض صندوق التعويضات.

المحور الخامس: الرقابة الشرعية على شركات التأمين : وتناول توضيح دور الرقابة الشرعية على شركات التأمين التعاوني، والتدقيق الشرعي على عمليات التأمين التعاوني، والفتاوى التي تصدرها هيئات الرقابة الشرعية لشركات التأمين التعاوني.

المحور السادس: أنواع التأمين التعاوني. بما يشمل بيان:

(1) التأمين على الحياة والسيارات، والحق التعويضي والجهة المستفيدة في التأمين على الحياة، مع توضيح أحكام التأمين ضد الحوادث والتأمين الشامل على السيارات.

(2) التأمين على الودائع، وتأمين الدين، والصادرات.

(3) التأمين الطبي مع مراعاة قرار المجمع الصادر في هذا الشأن.

المحور السابع: أحكام التأمين التعاوني.

(1) الأحكام المنظمة لعلاقة حملة الوثائق بجهة التأمين التعاوني وحق الحلول والتحمل.

(2) الفائض التأميني، ومعايير احتسابه وأحكامه.

(3) إعادة التأمين التعاوني: ضوابطه وأحكامه.

(4) تصفية شركات التأمين التعاوني.

(5) تصور شمولي لمشروع قانون يضبط شؤون التأمين التعاوني بكل أبعاده.

المحور الثامن: الدور التنموي لشركات التأمين التعاوني: آفاقه، معوقاته، مشكلاته: الاستثمار في شركات التأمين التعاوني (أبعاده، وأحكامه، وضوابطه، ومشكلاته) ومشاركة حملة الوثائق في إدارة الصناديق.

المحور التاسع: بلورة مشروع نظام أساسي نموذجي لشركة تأمين إسلامية.

وقد دُرست كل هذه المحاور في تسع جلسات علمية، اتسمت بالبحث والدرس والمناقشة العلمية الهادفة، حيث استعرض في أثنائها المشاركون ما يقارب الأربعين بحثاً، حظيت بنقاش مستفيض حول ما تضمنته من أفكار وعروض علمية، وصدرت بشأن هذه المحاور توصيات أعدتها لجان الصياغة.

وقد شارك في فعاليات المؤتمر، عدد من الشخصيات الفقهية البارزة وجمع كريم من أساتذة الجامعات وثلة من الخبراء والباحثين المتميزين في مجال الفقه والمصرفية الإسلامية تجاوز السبعين عالما وباحثا، من مختلف الدول العربية والإسلامية، مما كان له الأثر البالغ في إثراء موضوع المؤتمر، والمساهمة في بلورة محاوره العلمية.

وباسم العلماء والفقهاء والخبراء المشاركين في هذا المؤتمر تتشرف الجهات المنظمة له، برفع أسمى آيات الشكر والعرفان لصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، لحرصه الدائم والمستمر على إيلائه قضايا الأمتين العربية والإسلامية كل رعاية واهتمام.

ويتوجه المشاركون بأجزل الشكر وعظيم التقدير لصاحب المعالي الأستاذ الدكتور عبدالسلام داود العبادي وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية، عضو المجمع، لاهتمامه الكبير بهذا المؤتمر منذ اقتراح فكرته إلى تمام عقده.

كما يزجون الشكر الجزيل لمعالي مدير الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور خالد الكركي، لرعايته لهذا المؤتمر، ويقدمون شكرهم إلى عميد كلية الشريعة سعادة الأستاذ الدكتور محمد المجالي، على ما لقيوه من صنوف الحفاوة والتسهيلات والسعي الدءوب قبل انعقاد المؤتمر وفي أثنائه.

ويقدمون جزيل الشكر والتقدير للجهات المتعاونة في عقد هذا المؤتمر على ما قدمته من دعم وتنظيم.

وينتهز المؤتمر الفرصة لشكر أصحاب السماحة والفضيلة والسعادة العلماء والفقهاء والأساتذة والخبراء والباحثين المشاركين على ما بذلوه من جهد خلال هذه الأيام المباركة، ويخص بالذكر المقرر العام لهذا المؤتمر فضيلة الأستاذ الدكتور عجيل النشمي، عضو المجمع، وجميع زملائه الكرام أعضاء لجنة الصياغة العامة الموقرين، وأعضاء اللجان الخاصة المكرمين، واللجان التحضيرية والأجهزة الإدارية والعلاقات العامة، والشؤون الفنية، والمراسم، ووسائل الإعلام التي اهتمت بنقل أخبار المؤتمر.

وختاما يتمنى المشاركون أن يكون هذا المؤتمر قد حقق ما كان مأمولا منه، بفضل تم بذله من جهود، ويأملون أن يستفاد منها في مسيرة الأمة التشريعية في هذا المجال.

(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

مجمع الفقه الإسلامي الدولي

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى