مجمع الفقه الإسلامي الدولي يشارك في الندوة الدولية حول تعزيز دور صانعي السلام من الزعماء الدينيين والتقليديين
2 فبراير، 2013
 |  | 

شارك ممثل مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور عبدالقاهر محمد قمر، مدير إدارة الفتوى والتشريعات المقارنة في الندوة الدولية التي عقدت بمركز صوفيا الثقافي بمدينة هلنسكي بفنلندا، في الفترة (15-16) يناير 2013 حول “تعزيز دور صانعي السلام من الزعماء الدينيين والتقليديين” ، والتي نظمت بالتعاون بين كل من: وحدة دعم الوساطة بإدارة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة (Mediation Support Unit of the UN Department of Political Affairs) ومنظمة أديان من أجل السلام (Religions for Peace) ومنظمة التعاون الإسلامي (OIC) والمؤسسة الخيرية الكنسية الفنلندية (Finn Church Aid)، وشارك فيها ممثلون عن أغلب الأديان في العالم. وتم في اجتماعاتها تسليط الضوء على أمثلة للتعاون المشترك بين الجهات الفاعلة الدينية والتقليدية وأثره على أعمال الوساطة وتسهيل الحوار. كما تم عرض تجارب مختلفة من دول العالم، كالصومال وميانمار وقيرغيزستان وإريتريا وإثيوبيا وغيرها، مع إبراز الدروس المستفادة منها، وتناولت الندوة بالبحث والمناقشة نقاطا رئيسة أهمها: الدور المحتمل للزعماء الدينيين والتقليديين، وبحث المفاهيم المشتركة بينهم. وكيفية إسهام شبكة من القيادات الدينية والتقليدية في جعل جهود الوساطة وتسهيل الحوار في النزاعات أكثر فاعلية؟ إضافة إلى التحديات الرئيسية التي تواجه تعزيز التعاون بين القيادات الدينية والتقليدية، وربطها مع مبادرات الأمم المتحدة في مسار واحد. وأسفرت الندوة عن تكوين شبكة من الزعماء الدينيين والتقليديين.

وكانت الحكومة الفنلندية قد أولت اهتماما كبيرا لهذه الندوة ومشاركيها، وخصوصا ممثل مجمع الفقه الإسلامي الدولي، فعقدت في المبنى الحكومي لقاء على مستوى نائب وزير الخارجية وحضره سفراء من أكثر خمس وثلاثين دولة. وفي هذا الاجتماع وغيره من جلسات الندوة عرض ممثل المجمع في كلماته مكانة السلام والوساطة وإصلاح ذات البين في الإسلام، وعرض الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، إضافة إلى المكانة العظيمة التي يتمتع بها مجمع الفقه الإسلامي الدولي باعتباره مرجعية فقهية للأمة الإسلامية وفق مقررات مؤتمر القمة الإسلامي، كما بيّن أهمية الدور الذي يقوم به في بيان الرأي الفقهي الجماعي لعلماء وفقهاء وخبراء ينتمون إلى سائر دول العالم الإسلامي ومذاهب شعوبه من خلال القرارات والتوصيات التي تلقى قبولا من المسلمين علماء وعامة، واعتمد عليها في العديد من المجالات كالمصرفية الإسلامية، والفكر والطب والتقنين وغيرها من المجالات المرتبطة بالأحكام الشرعية. وبخصوص دور المجمع فيما يتعلق بالوساطة وإصلاح ذات البين عرض ممثل المجمع أمثلة عديدة، ومن أهمها:

  • إصدار البيانات والتوصيات في القضايا الحرجة والأزمات الملمة، وذلك أثناء انعقاد المؤتمرات المجمعية أو من قبل أمانة المجمع، وتتضمن هذه البيانات والتوصيات إضافة إلى بيان الأحكام الشرعية الإرشادات العامة والتوجيهات السديدة للإصلاح بين الأطراف المتنازعة وشجب العدوان والترغيب في مساندة المظلومين والمعتدى عليهم ومساعدتهم، ومثال على ذلك البيانات الخاصة بالصومال وبورما ونيجيريا والصومال والعراق وسوريا وغيرها من الأماكن التي حدثت فيها النزاعات.
  • مشاركة منظمة التعاون الإسلامي في إصدار وثيقة مكة المكرمة في الشأن العراقي عام 2006، والتي لقيت من كافة علماء المذاهب ومرجعياتهم استحسانا ومباركة، وكان الاجتماع التحضيري لكبار المراجع الدينية التي لها احترام عام وتأثير مباشر من علماء المسلمين الشيعة والسنة تم عقده بمقر مجمع الفقه الإسلامي الدولي، لوضع مسودة لهذه الوثيقة التي استقت أحكامها من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في محاولة للقضاء على بواعث الاقتتال الطائفي الذي كان قد استفحل أمره في تلك الفترة، ولصرف المسلمين العراقيين عن الوقوع في ذلك النهج الخطير وتبصيرهم بحكم الشرع في حرمة الاقتتال ووجوب حقن دماء المسلمين. وعممت هذه الوثيقة على المسلمين انطلاقاً من المسجد الحرام في مكة المكرمة.

 

مجمع الفقه الإسلامي الدولي

اقرأ ايضا

آخر الأخبار