في إطار سعي مجمع الفقه الإسلامي الدولي إلى بناء علاقات شراكة إستراتيجية مع المؤسسات والمراكز العلمية والبحثية التي تعمل في مجال نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والتعايش والوئام بين أتباع الأديان، ورغبة في تمكين تلك المؤسسات والمراكز من الاستفادة القصوى من قرارات وتوصيات المجمع التي تتضمن حلولاً ناجعة للعديد من مشكلات الحياة المعاصرة وقضاياه المستجدة، وقّع معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، وسعادة الأستاذ الدكتور روبين مايسون ، نائب رئيس جامعة برمنغهام بالمملكة المتحدة ، مذكرة تعاون بين المؤسستين، يوم الخميس 05 من شهر جمادى الأولى لعام 1446 هـ الموافق 08 من شهر نوفمبر لعام 2024م بمقرّ الأمانة العامة للمجمع بجدة.
وتهدف هذه الاتفاقية إلى بناء شراكة إستراتيجية تقوم على تعزيز التعاون في المجالات المشتركة لا سيما في دراسة الحوار بين الأديان، وتوضيح أحكام الفقه المتعلقة بهذه القضايا وتقديم حلول لمشاكل العالم المعاصر، كما تهدف لإرساء وتعزيز علاقات الحوار والتعاون مع المجتمعات الدينية الأخرى، وتعزيز الخطاب الإسلامي القائم على الاعتدال والتسامح والاختلاف، والفهم العام للدين، وذلك من خلال تنظيم فعاليات علمية مشتركة (ندوات، مؤتمرات، مناقشات) لدراسة النوازل والمستجدات والتعاون في إنجاز البرامج العلمية والمعرفية بين الطرفين، والاستعانة برجال الدين في نشر ثقافة السلام والتسامح والعيش المشترك من جهة أخرى.
وعقِب الإمضاء على المذكرة، عبّر معالي الأمين العام للمجمع عن اعتزازه البالغ وسروره العظيم بإتمام هذه الاتفاقية المهمة للطرفين في هذه المرحلة التي باتَت الحاجَة فيها ماسّة إلى إطفاء حرائق الاحتراب والصراعات المشتعلة في بعض أنحاء المعمورة، كما عبّر معاليه عن ثقَته بأن تٌمكِّن هذه المذكرة المؤسستَين من تضافر الجهود خلال تنظيمٍ مشترك للمؤتمرات والندوات وورش العمل حول تعزيز الوعي باحترام الأديان ونبذ التعصب، ومكافحة خطاب الكراهية والتطرف والغلو، وتعزيز قيَم الاعتدال والتسامح والتعايش والحوار البنّاء مع أتباع الأديان والثقافات؛ حفاظًا على السلام العالمي، والعدالة الاجتماعية كما أضاف معاليه بأنّ المجمع حريص جدًّا على القيام بدوره المحوَري المتمثل في تصحيح الصورة النمطية السلبية عن الإسلام من جهة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة والممارسات المخالفة لقيَم الإسلام ومبادئه وتعاليمه حول علاقة المسلم بالعالم حوله من جهة أخرى.
ومن جهته عبّر سعادة نائب رئيس جامعة برمنغهام عن شكره الجزيل وتقديرها الفائق لمعالي الأمين العام على حسن الاستقبال وحفاوة الترحيب، وعن سروره البالغ بإتمام هذه الاتفاقية الهامة مع أهمّ مرجعية فقهية على مستوى العالم الإسلامي، منوِّهًا في هذا الصدد بالمكانة العلمية العظيمة والتقدير العميق اللَّذبن يتمتع بهما المجمع داخل دول العالم الإسلامي وخارجه، فضلاً عن دوره القيادي في نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والتعايش في العالم. كما عبّر عن تطلّعها بكل حماس إلى مستقبل مشرق من التعاون الثنائي المثمر بين الجامعة والمجمع حول كافة القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وتنفيذًا لبنود المذكرة، وافق الطرفان على تشكيل لجنة متخصصة تحدّد أوجُه التعاون بينهما، وطرُق وآليّات التنفيذ حسب التصور الوارد في المذكرة نفسها، ولتلك الجنة الصلاحية الكاملة في الاستعانة بمن تراه مناسبًا لتنفيذ جميع بنود الاتفاقية.
هذا، وقد حضر حفل التوقيع هذا سعادة السيدة سيسيل البليدي، القنصل العام للمملكة المتحدة بجدّة، والسيد محمد المنذر رضا الشوك، مدير إدارة الديوان والمراسم، والأستاذة سارة بنت أمجد حسين بديوي، مديرة إدارة شؤون الأسرة والمرأة والطفولة والمسنّين، والدكتور الحاج مانتا درامي، رئيس قسم التعاون الدولي والعلاقات الخارجية، والسيد أمجد إبراهيم المنسي، رئيس قسم المراسم، والسيد سعد السمّار، رئيس قسم تقنية المعلومات والإعلام.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار