ألقى معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، يوم الأحد 01 من شهر جمادى الأولى لعام 1443هـ الموافق 05 من شهر ديسمبر لعام 2021م، كلمةً رئيسة ضمن أعمال المؤتمر الدولي لمنتدى الزكاة العالمي العاشر، المنعقد بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا.
وفي كلمته، عبّر معاليه عن سروره بالمشاركة في هذا المؤتمر المهم الآني الهادف إلى التباحُث حول سبل الارتقاء بمؤسسات الزكاة والأوقاف؛ لمعالجة الآثار الوَخيمة لجائحة كورونا على جميع مناحي الحياة، منوّهًا في هذا الصدد بالجهود الطيبة التي تبذلها المؤسسات والمراكز الدينية والعلمية في جمهورية إندونيسيا من أجل توعية جموع المسلمين بخصائص دينهم، وتبيان أحكام الشرع فيما يستجدّ من أمور تتعلّق بحياة المسلم اليومية. كما شكر معاليه المنظِّمَين وهما: “منتدى الزكاة العالمي” و “الوكالة الوطنية للزكاة بإندونيسيا” (Baznas)، متطلِّعًا إلى التعاون والتنسيق بينهما وبين المجمع مستقبلاً في مثل هذه التظاهرات العلمية.
ثم تحدث معاليه عن مكانة الزكاة من الناحية التعبُّديّة إذْ إنها الركن الثالث من أركان الإسلام، ومن حيث دورها في مكافحة الفقر في المجتمعات، مؤكدًا على أهمية الارتقاء بأداء مؤسسات الزكاة بتطوير أجهزتها، وتحديث وسائلها، ورقْمنة أنشطتها وبرامجها لتؤدّي الدور المُرتجَى منها. وتحقيقًا لهذا، دعا معاليه إلى مزيد من العناية والرعاية والاهتمام بهذه المؤسسة على مستويَين تطويرًا ومواكَبة، وهما: مستوى جِباية وجمع الزكاة من الأشخاص الذين تتوافر فيهم شروط الوجوب، ومستوى توزيعها على مصارفها ومستحقِّيها الثمانية المعروفة. وأشار معاليه قائلا: “ينبغي أن تتكاتف الجهود الفكرية والإدارية والتنظيمية من أجل النهوض بمؤسسات الزكاة داخل العالم الإسلامي وخارجه: أداءً، وفعالية، وتحديثًا، ومواكبة، لتتحقق المقاصد من تشريعها، خاصة مقصد العدالة الاجتماعية في إعادة توزيع الثروة في المجتمع، ومقصد رَواج المال بين أكبر عدد من أفراد المجتمع، ومقصد التكافل والتضامُن الذي يتحقق من خلاله الرفاهة والسعادة للجميع”.
كما تطرّق معاليه إلى موضوع التمويل الاجتماعي الإسلامي الذي تمثل الزكاة أهم مؤسساته، مما يتطلّب تعزيز الوعي بهذا الجانب من التمويل الإسلامي الشامل. وأشار معاليه في حديثه إلى أهمية قيام العلماء بدَور فعّال في توعية الناس بمكانة الزكاة، وضرورة تبسيط أحكامها ومسائلها للعامة؛ ليتمكّنوا من إدراكها واستيعابها، فضلاً عن ضرورة الاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة والناشئة، خاصة الوسائل الرقمية الجديدة، وتكنولوجيا الصناعة المالية، وذلك من أجل إيجاد حلول مبتكرة لجهود جباية الزكاة وتوزيعها. كما أكد معاليه في حديثه على موقع ومكانة جمهورية إندونيسيا في العالم الإسلامي، مما يؤهلها لأن تكون مركزًا لتعزيز الوعي بالتمويل الاجتماعي الإسلامي بمؤسساته وأنشطته.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر افتتحه نائب رئيس جمهورية إندونيسيا، صاحب المعالي الأستاذ الدكتور معروف أمين، كما شارك فيه جمع كبير من الشخصيات الدولية البارزة في مجال الزكاة والتمويل الإسلامي.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار