المجمع والمركز الثقافي الإسلامي بلندن يوقّعان مذكرة تعاون

في إطار سعي مجمع الفقه الإسلامي الدولي إلى بناء علاقات شراكة إستراتيجية مع المؤسسات والمراكز العلمية والبحثية التي تعمل في مجال نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والتعايش والوئام بين أتباع الأديان، ورغبةً في تمكين تلك المؤسسات والمراكز من الاستفادة القصوى من قرارات وتوصيات المجمع التي تتضمن حلولاً ناجعة للعديد من مشكلات الحياة المعاصرة والقضايا المستجدة، وقّع معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، وسعادة الدكتور أحمد بن محمد الدُّبَـيّان، المدير العام لصندوق مسجد لندن المركزي، والمركز الثقافي الإسلامي ، مذكرة تعاون بين المؤسستين، يوم الجمعة 18 من شهر ذو القعدة 1443هـ الموافق 17 من شهر يونيو 2022م افتراضيًّا عبر تقنية زوم.

وتهدف هذه الاتفاقية إلى بناء شراكة إستراتيجية تقوم على تعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسستين من أجل تعزيز منهج الوسطية، ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح والتعايش والوئام، ونبذ جميع أشكال الغلو والتعصب والتطرف والإرهاب، وذلك من خلال تنسيق الجهود وتنظيم البرامج والندوات والمؤتمرات والأنشطة الهادفة إلى تحقيق هذه الأهداف المذكورة، كما تهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون بين المؤسستين فيما يتصل بالعمل معًا على تمكين المجتمعات المسلمة في المملكة المتحدة من المحافظة على هويتهم الدينية مع الالتزام الصارم بمقتضيات المواطَنة؛ تقريرًا وتأكيدًا على عدم وجود أي تعارض بين الانتماء الديني والانتماء الوطني، فضلاً عن أن المذكرة تهدف إلى تمثيل الجهتين في أعمال المؤتمرات والندوات التي تُعقد بمعرفة كلٍّ منهما في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وعقِب الإمضاء على المذكرة، عبّر معالي الأمين العام للمجمع عن سروره البالغ وفخْره العظيم بإنجاز هذه الاتفاقية المهمة للطرفين، معبِّرًا عن أسَفِه لتعذّر سفَره هذه المرّة إلى لندن للتوقيع على هذه المذكرة حضوريًّا. كما عبّر عن ثقته بأن “تُمكّن هذه المذكرة المؤسستين من تكثيف العمل وتنسيق الجهود من أجل البدء فورًا في تنفيذ عدد من بنود الاتفاقية، خاصةً ما يتعلق بتنظيم الندوات العلمية المتخصصة والمركَّزة حول قضايا ومشكلات المجتمعات المسلمة الآنِيّة، وعلى رأسها مشكلة صناعة الحلال، والتعايش، ومشكلة التعصب والتطرف، وفُوبيا الأديان، وخطاب الكراهية بجميع أشكاله ومظاهره، وقضايا الأحوال المدنية في بريطانيا وأوروبا عمومًا”.

وأضاف معاليه أنّ “المجمع يحرص بشدّة على القيام بدوره كاملاً في تصحيح الصورة النمَطية السلبية عن الإسلام في الغرب من جهة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة والممارسات المخالفة لقيَم الإسلام ومبادئه وتعاليمه حول علاقة المسلم بالعالم من حوله من جهة أخرى، منوِّهًا في هذا الإطار بضرورة نشر منهج الوسطية وثقافة الاعتدال والتسامح، وحثّ المواطنين المسلمين بالمملكة المتحدة على ضرورة التقيّد بمقتضيات المواطَنة والالتزام بقوانين دولتهم، فضلاً عن مشاركتهم مشاركةً كاملة وفاعلة في بناء أوطانهم وازدهارها واستقرارها”.

وختم معاليه بالتعبير عن إعجابه وتثمينه لإنجازات صندوق مسجد لندن المركزي والمركز الثقافي الإسلامي المتميزة والملموسة تحت القيادة الحكيمة لسعادة المدير العام الدكتور أحمد بن محمد الدُّبَـيّان، وجميع العاملين معه، متمنّيًا لهم مزيدًا من النجاح، ومؤكدًا على استعداد المجمع التامّ لتقديم الدعم الفقهي والفكري الكامل للمؤسسة حتى تضْطلع بمهامّها على أتمّ وجهٍ، وتخدم الجالية المسلمة في المملكة المتحدة من خلال مختلف الخدمات التي تقدمها لهم.

ومن جهته عبّر سعادة المدير العام للمركز عن شكره الجزيل وتقديره الفائق لمعالي الأمين العام للمجمع على الحرص على إتمام هذه الاتفاقية بين الطرفين، والتي تخدم مسلمي المجتمعات المسلمة، مشيدًا بالمكانة العلمية الرائدة والسُّمعة الدولية الطيبة التي يحظى بها المجمع على مستوى العالم بأسْره. كما عبّر سعادته عن تطلّعه إلى صفحة مشرِقة من التعاون المثمر بين المركز والمجمع حول كافة القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، وبخاصة المسائل التي تهمّ الجالية المسلمة بالمملكة المتحدة. وختم سعادته بتوجيه دعوة رسمية لمعالي الأمين العام للمجمع بزيارة مقرّ المركز بلندن، وذلك للاطلاع عن كثبٍ على نشاطات المركز وبرامجه الواعدة، إضافة إلى ما ستُعطيه هذه الزيارة من دفع معنويٍّ كبير للجالية المسلمة بالمملكة المتحدة؛ لِمَا يحظى به معالي البروفسور قطب سانو من سِيطٍ دولي كبير ومكانةٍ في الأوساط الإسلامية في جميع أنحاء العالم.

وتنفيذًا لبنود المذكرة، وافق الطرفان على تشكيل لجنة متخصصة تحدّد أوجُه التعاون بينهما، وطُرق وآليّات التنفيذ حسب التصوّر الوارد في المذكرة نفسها، ولتلك اللجنة الصلاحية الكاملة في الاستعانة بمن تراه مناسبًا لتنفيذ جميع بنود الاتفاقية.

 

اقرأ ايضا

آخر الأخبار