انطلاقًا من أهداف مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة (المتفرِّع عن منظمة التعاون الإسلامي) التي تشتمل على نبذ التعصّب المذهبي، والغلوّ في الدِّين، وتكفير المذاهب وأتباعها، بنشر روح الاعتدال والوسطية والتسامح بين أتباع المذاهب والفِرَق الإسلامية المختلفة، وأهداف وزارة الشؤون الدينية بجمهورية غينيا المتمثلة في تقديم الفكر الإسلامي الصحيح القائم على الوسطية، وبناء الشخصية الإسلامية المعتدلة والبنّاءة بما يُسهم في تطوير الحضارات الإنسانية، من خلال نشر التراث الإسلامي والتعامل مع القضايا المعاصرة، ومخاطبة العالَم بلُغاته المختلفة، ومناهضة الفكر المتطرّف، وقّع يوم السبت 21 من شهر جمادى الأولى 1443هـ الموافق 25 من شهر ديسمبر2021م، معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، ومعالي الدكتور كارامو جاورا، وزير الشؤون الدينية بجمهوري غينيا، على مذكرة تعاونٍ إستراتيجي بين الطرفَين، وذلك من أجل التعاون المستمر والمُثمر في كل المجالات والقضايا المشتركة.
وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون في المجال المشترك بين المجمع والوزارة، وخاصة فيما يتّصل بنشر المعرفة والثقافة الإسلامية والمحافظة على التراث الإسلامي، من خلال رصد أهمّ التحدّيات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية من أجل إبداء الرأي الشرعي فيها، وتقديم الحلول المناسبة. كما تهدف المذكرة إلى تعزيز التعاون والتواصل المستمر، وتوثيق التنسيق بين الطرفَين في مجالات تنظيم المؤتمرات والندوات وإقامة وِرَش العمل والتدريب، وتبادُل المطبوعات والمنشورات، وتمثيل الجهتَين في أعمال المؤتمرات والندوات التي تُعقد بمعرفة كل منهما في مجال الاهتمام المشترك بينهما.
وعقِب التوقيع على الاتفاقية، عبّر معالي الأمين العام للمجمع عن سعادته الفائقة بزيارة مقر الوزارة، وعن سروره البالغ بإبرام هذه الاتفاقية التي تُبرهِن على الاحترام الكبير الذي تٌكِنُّه الدول الأعضاء بالمنظمة للمجمع، كما عبّر عن تقديره العظيم لِما تبذله جمهورية غينيا من جهود مقدَّرة في نشر منهج الوسطية، وتعزيز ثقافة الاعتدال والتسامح والتعايش السِّلمي بين الأديان والشعوب، وأثنى على دعم جمهورية غينيا المتواصل للمجمع في الاجتماعات والمنتديات المختلفة. كما عبّر معاليه عن أمَله في أن تكون هذه المذكرة بدايةَ مرحلةٍ جديدة في علاقات التعاون القويّة بين مجمع الفقه الإسلامي الدولي وجمهورية غينيا، خاصة ما يتّصل بتنسيق الجهود وتعزيز التواصل من أجل تقديم الحلول الناجعة لمشكلات الحياة المعاصرة، ولسائر القضايا التي تهمّ المسلمين في غرب إفريقيا، كما أكد على استعداد المجمع لتقديم كل الدعم العلمي الذي تحتاجه الوزارة بُغية تمكينها من تنفيذ برامجها وأنشطتها داخل جمهورية غينيا.
وتنفيذًا لبنود المذكرة، اتفق الطرفان على تشكيل لجنة متخصّصة تحدّد طُرق وآليّات التنفيذ حسب التصوّر الوارد في المذكرة نفسها.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار