شارك معالي الأستاذ الدكتور، قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، في أعمال ندوة الحج الكبرى في نسختها الـ 46 في مكة المكرمة، والتي امتدت على مدى يومي 4-5 من شهر ذي الحجة لعام 1443هـ الموافق 3-4 من شهر يوليو لعام 2022م، بعنوان “الحج ما بعد الجائحة.. نسك وعناية”، وتضمنت أعمالها جلسات ونقاشات وبحوث ومحاضرات، وبحضور ومشاركة عدد من أصحاب المعالي الوزراء والفضيلة العلماء والفقهاء والمفكرين من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
هذا وقد افتتح الندوة معالي وزير الحج والعمرة السعودي، الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، الذي ألقى خلال الجلسة الافتتاحية كلمته الرئيسية والتي رحّب فيها بأصحاب المعالي والفضيلة والمختصين الحاضرين والمشاركين في الندوة. وشهدت الجلسة الافتتاحية مشاركة معالي الرئيس العام لشؤون الحرمين الدكتور عبد الرحمن السديس، ومعالي الدكتور محمد الخلايلة وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني، ومعالي السيد مفتي عبد الشكور وزير الشؤون الدينية والوئام بين الأديان الباكستاني، ومعالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف بجمهورية الجزائر الأستاذ يوسف بن مهدي، وأدار الجلسة معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي والمستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء.
وشارك في الجلسة الرئيسية الأولى لليوم الثاني لندوة الحج الكبرى والتي جاءت تحت عنوان: “المنظومة الفقهية الإسلامية ونوازل العصر”، كل من: معالي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، وسماحة مفتي جمهورية مصر العربية الدكتور شوقي علام، ومعالي عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية الدكتور سعد بن ناصر الشثري، بينما أدار الجلسة معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور فهد بن سعيد الماجد.
وفي مستهل مداخلته قدّم معالي الأمين العام الشكر والتقدير والامتنان إلى المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا على ما تقدمه للمسلمين في جميع أنحاء العالم من خدمات جليلة وميسرة لتمكينهم من الحج والعمرة في أفضل الظروف وأحسنها. كما شكر معاليه وزارة الحج على تنظيم هذه الندوة المتخصصة وعلى الدعوة للمشاركة في أعمالها وحسن اختيار موضوعها.
وخلال مداخلته أكّد معاليه أن المنظومة الفقهية يراد بها مجموعة الأصول والقواعد والمقاصد التي يستعين بها المجتهد من أجل بيان أحكام الشريعة في النوازل ومشكلات الحياة المعاصرة، وتتضمن تلك المنظومة مجموع الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع والقياس والمصالح المرسلة والاستحسان وغيره، وتتضمن أيضا ما بات يعرف بالقواعد الفقهية الكبرى المعروفة كقاعدة الأمور بمقاصدها، وقاعدة الضرورات تبيح المحظورات، وقاعدة لا ضرر ولا ضرار، وغيرها، كما تتضمن تلك المنظومة المقاصد الضروريات الخمس من حفظ للنفس، وللدين، وللنسل، وللمال، وللعقل، فضلا عن أن تلك المنظومة تتضمن الالتفات إلى مآلات الأفعال. وأما النوازل، فبين معاليه بأنها عبارة عن ” المسائل والأمور التي ليست لها نصوص مباشرة، ولم يسبق أن اجتهد فيها السابقون لوقوعها بعد زمانهم وعصرهم، مما يفتح الباب أمام الاجتهاد المتجدد واسعا. وبناء عليه، فإن على الفقيه أن يستند إلى هذه المنظومة من أجل توجيه نوازل العصر وتسديدها وترشيدها، استنادا إلى أصول الاستدلال والاستنباط، وانطلاقا من القواعد الفقهية، واعتمادا على مقاصد الشريعة، والتفاتا إلى مآلات الأفعال” وأردف معاليه قائلا: ” نظرا لتعقد وتشابك طبيعة النوازل وغلبة العموم، فإنه ينبغي أن يتصدى للاجتهاد فيها جماعة أهل العلم من خلال المجامع الفقهية والهيئات الشرعية والمجالس العليا، اعتبارا بأن الاجتهاد في النوازل والمسائل العامة يجب أن يكون اجتهادا جماعيا لا اجتهادا فرديا؛ ويجب أن تتولاه المجامع الفقهية والمؤسسات الرسمية بالدول الأعضاء تجنبا للاجتهادات الفردية التي يمكن أن تخطئ وتتسبب في إحداث البلبلة والتناقض والتنافر..”. وبيّن معاليه أن “قدرة المنظومة الفقهية على توجيه النوازل والمستجدات في كل عصر وزمان تقتضي قدرتها على مراعاة أمور ثلاثة، وهي المواكبة للنوازل من خلال استيعابها استيعابا تاما، ومراعاة التطور من خلال الاستفادة من كافة التقنيات والوسائل الحديثة المتاحة، ومراعاة الواقعية من خلال انتقاء واختيار الأحكام الشرعية التي تتناسب مع ظروف الزمان والمكان استنادا إلى قاعدة لا ينكر تغير الفتوى بتغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والأوضاع”.
والجدير بالذكر أنّ ندوة الحج الكبرى، أحد أبرز الفعاليات العلمية التي تنظمها وزارة الحج والعمرة سنويا منذ عام 1390هـ الموافق 1970م، تهدف إلى مناقشة النوازل والمسائل المتصلة بالحج وخدمة الحجيج.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار