وفد المجمع يشارك في الحوار الإستراتيجي مع الخارجية الأمريكية بواشنطن

بدعوة رسمية من وزارة الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، شارك وفد من المجمع برئاسة معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، في الحوار الإستراتيجي الذي نظّمته وزارة الخارجية الأمريكية بين منظمة التعاون الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية بالعاصمة واشنطن، وذلك خلال يومي الاثنين والثلاثاء 22-23 من شهر شوال لعام 1443هـ الموافق 23-24 من شهر مايو لعام 2022م.

وعلى مدار يومين، أبرز معالي الأمين العام جوانب مهمة من إنجازات المجمع في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك بين منظمة التعاون الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأسها مكافحة الفكر المتطرف، والإرهاب، حيث تحدث معاليه عن جهود المجمع المقدَّرة والدائبة في مكافحة الغلو والتعصب والتطرف والإرهاب، وذلك من خلال قراراته الناصعة وبياناته الواضحة وتوصياته الظاهرة، كما أبرز سلسلة من الإجراءات الفكرية والعملية التي قدّمها المجمع إلى الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي من أجل مكافحة التطرف والإرهاب. كما تحدث معاليه عن جهود المجمع في نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والتعايش، وتعزيز منهج الوسطية داخل العالم الإسلامي وخارجه، مشيدًا بالنتائج الطيبة التي تحقّقت من خلال التزام العديد من الدول الأعضاء بقرارات المجمع وتوصياته. وتحدث معاليه أيضًا عن جهود المجمع في تعزيز الوعي بأهمية تصحيح المفاهيم المغلوطة عن العديد من المصطلحات الشرعية، وعلى رأسها مصطلح الجهاد، ومصطلح الولاء والبراء، ومصطلح الحاكميّة وغيرها، مؤكدًا بأن المفاهيم المنسوجة حول هذه المصطلحات لتحقيق أغراض مشبوهة كانت ولا تزال أحد أهم أسباب انتشار الفكر المتطرف والتعصب والإرهاب، مما دفع بالمجمع إلى إصدار العديد من القرارات والتوصيات لتصحيح تلك المفاهيم بصورة علمية ومنهجية وموضوعية. وتناول معاليه في مداخلة له عن جهود المجمع في بيان الأحكام الشرعيَّة المناسبة للنوازل والمستجدات، وضرب لذلك مثلاً “جائحة كورونا المستجد 19″، حيث نظّم المجمع ندوتين متخصصتين سلّط فيهما الضوء على جملة من القضايا والمسائل المتعلقة بهذه الجائحة، وخاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الإجراءات الاحترازية، والمصابين بفيروس كورونا، والمتوفّين بسببه، وغير ذلك، فضلاً عن بيان حكم أخذ لقاحات كورونا، والصرف من أموال الزكاة لشراء اللقاحات وتوفيرها للعاجزين من الأفراد والمجتمعات والدول.

وتحدّثت السيدة سارة بنت أمجد حسين، مديرة شؤون الأسرة والمرأة بالمجمع، عن جهود المجمع المتعلقة بتمكين المرأة، ومكافحة جميع أشكال العنف والظلم ضدّها، مشيرةً إلى أن المجمع أصدر خلال عدد من دوراته قرارات ناجعة توضّح بشكل جلِيّ وواضح الحقوق التي أعطَتها الشريعة للمرأة، وعلى رأسها حق التعليم، وحق العمل، وحق التملُّك، وحق الإرث، وحق الاختيار، وحق الحركة، وحق المشاركة في جهود البناء والتقدم والتطور للدول والمجتمعات، كما أوضحت بأن الشريعة لم تفرّق بين الرجُل والمرأة في كثير من الواجبات الدينية، كالامتثال لأركان الإسلام وأركان الإيمان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك، وأوضحت أيضًا بأن الأصل في خطاب التكليف أنه خطاب موجَّه إلى كلا الجنسَين إلاّ ما استُثني من ذلك بدليل آخَر خاصّ، فالرجل والمرأة مخاطبان معًا، ويتساويان في الحقوق والواجبات. ولذلك، فإن المساواة بين الجنسين والتكافؤ بينهما يُعتبران في حقيقة الأمر مساواة وتكافؤ في الفرص والامتيازات، وهذه المساواة أقرّتها نصوص الشريعة من الكتاب العظيم والسنّة النبوية الطاهرة.

هذا، وقد نالت مشاركة وفد المجمع ترحيبًا وإشادة كبيرَين، وعبّر الجانب الأمريكي عن ارتياحهم الكبير لجهود المجمع في كافة المجالات، وخاصة جهوده الأخيرة في مكافحة الشائعات حول اللقاحات، وحث المسلمين في كل مكان على الالتزام بالإجراءات الاحترازية الهادفة إلى منع انتشار الجائحة؛ كما أعربوا عن رغبتهم في عقد شراكات تعاون وتفاهم بين بعض الأجهزة التابعة للخارجية والمجمع، أملاً في تحقيق مزيد من التنسيق والتكامل بين المجمع وبين تلك الأجهزة.

اقرأ ايضا

آخر الأخبار