المجمع ومؤسسة الأديان من أجل السلام بنيويورك يوقّعان مذكرة تعاون

في إطار سعي مجمع الفقه الإسلامي الدولي إلى بناء علاقات شراكة إستراتيجية مع المؤسسات والمراكز العلمية والبحثية التي تعمل في مجال نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والتعايش والوئام بين أتباع الأديان، ورغبة في تمكين تلك المؤسسات والمراكز من الاستفادة القصوى من قرارات وتوصيات المجمع التي تتضمن حلولاً ناجعة للعديد من مشكلات الحياة المعاصرة وقضاياه المستجدة، وقّع معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، وسعادة الأستاذة الدكتورة عزّة كرم، الأمين العام لمؤسسة الأديان من أجل السلام بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، مذكرة تعاون بين المؤسستين، مساء يوم الأربعاء 24 من شهر شوّال 1443هـ الموافق 25 من شهر مايو 2022م بمقرّ الأمانة العامة للمؤسسة بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.

وتهدف هذه الاتفاقية إلى بناء شراكة إستراتيجية تقوم على تعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسستين من أجل إبراز الدور المحوَري المُرتجى للأديان في مجال مكافحة جميع أشكال الغلو والتعصب والتطرف والإرهاب، وذلك من خلال تنسيق الجهود وتنظيم البرامج والأنشطة الهادفة إلى تعزيز وَعي أتباع الأديان بأهمية التعايش والتسامح من جهة، والاستعانة برجال الدين في نشر ثقافة السلام والتسامح والعيش المشترك من جهة أخرى، كما تهدف الاتفاقية إلى تعاون المؤسستين في التنظيم المشترك للمؤتمرات والندوات، وإقامة وِرش العمل والتدريب، وتبادل المطبوعات والمنشورات، وتمثيل الجهتين في أعمال المؤتمرات والندوات التي تُعقد بمعرفة كل منهما في مجال الاهتمام المشترك بينهما.

وعقِب الإمضاء على المذكرة، عبّر معالي الأمين العام للمجمع عن اعتزازه البالغ وسروره العظيم بإتمام هذه الاتفاقية المهمة للطرفين في هذه المرحلة التي “باتَت الحاجَة فيها ماسّة إلى دور الأديان المهم من أجل إطفاء حرائق الاحتراب والصراعات المشتعلة في بعض أنحاء المعمورة، وذلك نتيجة تأثر بعض الناشئة بدعوات وتفسيرات الغلاة والمتطرفين الذين اختلقوا صراعات مُفتعلةً بين الأديان والمذاهب، فاستحلُّوا -باسم الأديان ظُلمًا وجَورًا- سفْك الدماء المعصومة، وهتْك الأعراض المَصُونة، وتدمير البِنى التحتيّة والفوقيَّة بَغيًا وعُدوانا”؛ كما عبّر معاليه عن ثقَته بأن تٌمكِّن هذه المذكرة المؤسستَين من “تضافر الجهود خلال تنظيمٍ مشترك للمؤتمرات والندوات وورش العمل حول تعزيز الوعي باحترام الأديان والرموز الدينية، ومكافحة إسلامـوفوبيا، وفوبيا الأديان، وحث أتباع الأديان على نبذ التعصب والتطرف والإرهاب”.

كما أضاف معاليه بأنّ المجمع ” حريص جدًّا على القيام بدوره المحوَري المتمثل في تصحيح الصورة النمطية السلبية عن الإسلام من جهة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة والممارسات المخالفة لقيَم الإسلام ومبادئه وتعاليمه حول علاقة المسلم بالعالم حوله من جهة أخرى، منوّهًا في هذا الصدد بالأهمية القصوى لنشر منهج الوسطية ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح، وحثّ المواطنين المسلمين بدول المجتمعات المسلمة سواء أكانوا من داخل الولايات المتحدة الأمريكية أم من خارجها على ضرورة التقيّد بمقتضيات المواطَنة والالتزام بقوانين دوَلهم، فضلاً عن مشاركتهم مشاركة كاملة في بناء أوطانهم وازدهارها، بعيدًا عن جميع أشكال الإساءة إلى تشريعات دولهم”.

وختم معاليه بالتعبير عن إشادته بإنجازات المؤسسة المتميزة والملموسة تحت القيادة الحكيمة لسعادة الأمين العام الدكتورة عزّة كرم، وفريق العمل الذي معها، متمنّيًا بأن تكون هذه المذكرة فرصة للارتقاء بعلاقات التعاون بين المؤسستين نحو مدارج الجودة والإتقان.

ومن جهتها عبّرت سعادة الأمين العام للمؤسسة عن شكرها الجزيل وتقديرها الفائق لمعالي الأمين العام لزيارته لمقر المؤسسة، كما عبّرت عن سرورها البالغ بتوقيع هذه الاتفاقية مع مؤسسة علمية دولية عريقة بمكانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي، منوِّهةً في هذا الصدد بالمكانة العلمية العظيمة والتقدير العميق اللَّذبن يتمتع بهما المجمع داخل دول العالم الإسلامي وخارجه، فضلاً عن دوره القيادي في نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والتعايش في العالم. كما عبّرت عن تطلّعها بكل حماس إلى مستقبل مشرق من التعاون الثنائي المثمر بين المؤسسة والمجمع حول كافة القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.

وتنفيذًا لبنود المذكرة، وافق الطرفان على تشكيل لجنة متخصصة تحدّد أوجُه التعاون بينهما، وطرُق وآليّات التنفيذ حسب التصور الوارد في المذكرة نفسها، ولتلك الجنة الصلاحية الكاملة في الاستعانة بمن تراه مناسبًا لتنفيذ جميع بنود الاتفاقية.

هذا، وقد حضر حفل التوقيع سعادة الراهب الدكتور نبيهيرو مساهيرو نيموتو، نائب الأمين العام لمؤسسة الأديان من أجل السلام، والأستاذة سارّة أمجد حسين، مديرة شؤون المرأة والأسرة بالمجمع.

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى