المجمع والجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا يوقعان مذكرة تفاهم

في إطار سعي مجمع الفقه الإسلامي الدولي إلى الاستفادة القصوى من الخبرات العلمية المتميزة التي تزخر بها الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية والفكرية الراقية داخل العالم الإسلامي وخارجه، ورغبة في تعزيز العلاقة بين المجمع والمؤسسات البحثية المرموقة داخل الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي ، وقّع معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، وسعادة الأستاذ الدكتور تان سري ذو الكفل عبد الرزاق، مدير الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، مساء يوم الخميس 27 من شهر محرّم 1444هـ الموافق 25 من شهر أغسطس 2022م مذكرة تفاهم بمدينة كوالالمبور بماليزيا.

وتهدف هذه الاتفاقية الأولى من نوعها بين هذه الجامعة الشهيرة في جزر أرخبيل مالايو إلى بناء شراكة استراتيجية متينة بين المؤسستين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، خاصة في مجال الاستفادة من الإمكانات والقدرات العلمية والبحثية للمؤسستين، والدراسة المشتركة للنوازل والقضايا المعاصرة، وتبادل الزيارات العلمية، وتعزيز جهود التنسيق والتعاون في مجال ترسيخ منهج الوسطية ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح والتعايش في المؤسسات والهيئات العلمية. كما تهدف الاتفاقية إلى تمكين المؤسستين من التنظيم المشترك للمؤتمرات والندوات، وإقامة وِرش العمل والتدريب، وتبادل المطبوعات والمنشورات، وتمثيل الجهتين في أعمال المؤتمرات والندوات التي تعقد بمعرفة كل منهما في مجال الاهتمام المشترك بينهما.

هذا، وقد بدأت مراسم التوقيع بكلمة ترحيبية لسعادة مدير الجامعة الذي أعرب عن “.. جزيل شكره وعميق تقديره لمعالي الأمين العام للمجمع على زيارة هذه الجامعة التي كان عضوا فاعلا في نهوضها وتطورها، مشيرا إلى أن وجود معاليه اليوم في هذه المناسبة تأكيد لما يكنه من تقدير ومحبة لجامعته التي درس فيها، وشارك في تخريج جيل متميز خلال سنين عمله بها أستاذًا قديرا عظيما. كما أعرب عن “..فائق امتنانه لمعاليه على ثقته الغالية في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا قيادةً وتوجهًا، إذ إنها تكاد أن تكون الجامعة العالمية الفريدة التي تسعى من خلال برامجها وأنشطتها إلى تأهيل جيل من الخريجين والخريجات قادر على جعل الدين الإسلامي الحنيف رحمة للعالمين، وقادر على القيام بواجب التأصيل الشرعي للعلوم وتحقيق التكامل بين علوم الدين وعلوم الدنيا”، مؤكدا في هذه الأثناء على “أن الجامعة لن تدخر جهدا في تسخير جميع الإمكانات من أجل ضمان نجاح هذه الاتفاقية، وتفعيل بنودها لبناء شراكة استراتيجية نموذجية بين الجامعة والمجمع الذي يحظى بمكانة علمية متميزة وصيتا دوليا كبيرا داخل الدول الأعضاء بالمنظمة وخارجها”. وختم سعادته كلمته بالتعبير عن تطلّعه إلى البدء في تطبيق بنود هذه الاتفاقية في أقرب وقت.

ومن جهته، عبّر معالي الأمين العام عن سعادته البالغة وتشرفه بتوقيع هذه الاتفاقية الهامة مع مؤسسة علمية عريقة “..تعد إحدى أبرز وأنجح الجامعات في منطقة جنوب شرق آسيا عامة، وفي ماليزيا خاصة، منوها بذلك الدور الريادي الواضح الذي تقوم به الجامعة في مجال تقديم نموذج فريد ناجح للتعليم الإسلامي النوعي الجامع بين الأصالة والمعاصرة، وبين تمكن طلبتها من علوم الدين وعلوم الدنيا، مما جعل خرجيها وخريجاتها يتبوؤون مناصب قيادية وريادية في مجتمعاتهم داخل العالم الإسلامي وخارجه، كما جعلهم نموذجا للاعتدال والوسطية. وأعرب معاليه عن “.. تطلعه إلى مشاركة العديد من الباحثين والباحثات البارزين في هذه الجامعة في دورات المجمع وندواته ومؤتمراته القادمة إبرازا لقدرة الإسلام على حل مشكلات العصر، وتوجيه النوازل، وتأكيدا على صلاحية تعاليم الإسلام لكل زمان ومكان من خلال عرضها عرضا معتدلا يتسم بالشمولية والمرونة والواقعية. وختم حديثه بالتعبير عن “شكره الجزيل وتقديره الفائق لإدارة الجامعة على إتاحتها فرصة التعليم الجامعي الشرعي والعلمي والتطبيقي لأبناء وبنات المسلمين، مؤكدا استعداد المجمع التام لجعل هذه الاتفاقية نموذجا للتعاون الوثيق بين المؤسستين في مختلف المجالات”.

هذا وقد حضر حفل التوقيع بقاعة المجلس العلمي للجامعة في وادي غومباك الكائن في ضاحية مدينة كوالالمبور مقرّ الجامعة وكلاء الجامعة للشؤون الأكاديمية وشؤون الطلبة وعمداء بعض كليات الجامعة.

وتجدر الإشارة إلى أنه سبق لمعالي الأمين العام أن درس في هذه الجامعة ستة عشر (16) عاما، وأشرف على عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه، كما عمل مديرا مؤسسا للمعهد العالمي لوحدة الأمة، وأول وكيل للجامعة لشؤون العلاقات الخارجية والابتكارات، ومنحه جلالة المغفور له السلطان أحمد شاه المستعين بالله، ملك ماليزيا الأسبق، وسام درجة “داتؤ” تقديرا لجهوده في مجال التعليم بماليزيا.

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى