اجتمع وفد علماء الأمة الذي يزور أفغانستان ظهر يوم الأحد 17 من شهر صفر لعام 1445هـ الموافق 3 من شهر سبتمبر لعام 2023م بمقر إقامة الوفد بالعاصمة كابل بأحد أبرز علماء السلطة الحاليّة بأفغانستان، معالي الشيخ المولوي شهاب الدين ديلاوار، وزير البترول والمعادن.
هذا، وقد بدأ الاجتماع بتلاوة آيٍ من القرآن الكريم، ثم أعرب معالي الوزير عن امتنان الإمارة الكبير لزيارة وفد العلماء، شاكرًا إياهم على هذه الزيارة الثانية التي تأتي تعبيرًا عن وقوف علماء الأمة مع الشعب الأفغاني، وحرصهم على مستقبل الإمارة. ثم تحدث معاليه عن إنجازات الإمارة خلال العامين الماضيين في مجالات متعددة من أهمها مجالات الأمن والاقتصاد، والتعليم، والمعادن، موضحًا أن الوزارة التي يُشرف عليها تمكّنَت من توقيع عدد من العقود والاتفاقيات مع شركات محلية وإقليمية وعالمية متخصصة في مجال التنقيب عن الغاز، والنفط، والذهب، والنحاس، والرصاص، والزُّمُرُّد، والزِّنْك، والحديد، والأحجار الثمينة، وتقدَّر تلك العقود بمليارات الدولارات، منوّهًا بأن هذه الاتفاقيات ستُعين الإمارة الإسلامية على تحقيق التنمية الشاملة، وتوفير فرَص العمل للآلاف من الأفغان الذين يبحثون عن الحياة الكريمة، مؤكدًا بأن السلطة الحاكمة تلتزم بالشفافية والجودة في مناقصاتها، وتتعاقد مع الشركات التي تتوافر فيها المصداقية والمهنية. ثم تحدث معاليه عن التطورات الأخيرة التي شهِدها مجال التعليم الذي يحسب أن وفد علماء الأمة يتوقّعون منه تعليقًا على ما تحقق من إنجاز في هذا الملف الذي تعُدّه السلطة الحاكمة من أولويات الإمارة، ومحلّ اهتمام أمير المؤمنين، مؤكدًا بأن العمل جارٍ على مراجعة المناهج وفقًا للقيم الإسلامية مع المحافظة على العادات والتقاليد الأفغانية، ودعا العلماء إلى مواصلة تقديم النصح والدعم للإمارة، انطلاقًا من مبدأ: التعاون على البر والتقوى، ومبدأ: المؤمن مِرآة أخيه، متمنّيًا أن تتكرر زيارة الوفد بين الفَينة والأخرى.
ومن جهته، أعرب معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع ورئيس الوفد، عن شكر الوفد الجزيل، وتقديره العظيم لكرم الوفادة، وحفاوة الترحيب، مشيدًا بتمكّن السلطة الحالية –بفضل الله وتوفيقه- من بَسْط الأمن على كافة محافظات البلاد، ومهنّئًا معالي الوزير على الإنجازات المشهودة والملموسة التي حقّقتها الوزارة تحت قيادته الحكيمة، ومنوّهًا بأن المستقبَل مُبشِّر ومُشرق مع العقود والاتفاقيات التي أبْرمَتها الوزارة في الآوِنة الأخيرة. وأشار معاليه في هذه الأثناء إلى أن الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية التي تزْخَر بها أراضي أفغانستان الغنيّة لن تتحقق إلا من خلال تمكين السلطة أبناءها ذكورًا وإناثًا من التعليم بشقّيه الديني والدنيوي، الْتزاما بشرع الله الذي جعل التعليم بشقّيه الديني والدنيوي وبجميع مراحله حقًّا شرعيًّا مقدَّسًا ومشتركًا بين الذكور والإناث؛ ومِن ثَمَّ، فإنه لا يجوز شرعًا التفريق بين الذكور والإناث في هذا الحق، كما لا يجوز التفريق بين علوم الدين وعلوم الدنيا، فكلها مطلوبة وضرورية كما يعلم ذلك معالي الوزير بصفته عالمًا جليلاً بعلوم الحديث والفقه والمنطق والأصول. وختم معاليه حديثه بأن الوفد ينتظر بشوق كبير قرار السلطة تدريس المواد العلمية جَنْبًا إلى جَنْب مع المواد الدينية في المدارس التي افتتَحتْها، كما ينتظر الوفد بلهْفة وشوْق كبيرَين قرار السلطة عودة الفتيات إلى مقاعد الدراسة في الجامعات والكليات لمتابعة دراساتهن في كافة المجالات المتاحة من: طِبّ، وهندسة، وعِمارة، وتمريض، وفيزياء، ورياضيات، وكيمياء… إلخ، وذلك بعد أن علَّقَت السلطةُ دراساتهن لأسباب سمّتْها “مشاكل وصعوبات”، موضحًا بأن نظام الفصل بين البنين والبنات في الفصول الدراسية المُتَّبَع في عدد من الدول الإسلامية من شأنه معالجة كل الإشكالات والصعوبات التي ذكرتْها السلطة، وبخاصة ما يتعلق بموضوع الاختلاط، وعدم الالْتزام بالحجاب الشرعي وفْق المذهب الحنفي السائد في أفغانستان.
ثم دعا معاليه أصحابَ الفضيلة العلماء المشاركين والمشاركات إلى الإدلاء بآرائهم، فأكّدوا جميعًا أهمية التعليم بشقّيه الديني والدنيوي وفقًا للضوابط الشرعية، كما تحدثوا عن خطورة حِرمان أيٍّ من الإناث والذكور من أي نوع من أنواع التعليم، وتحدثوا أيضًا عن أنّ أيَّ تأجيل في هذا المجال مِن شأنه الإضرار البالغ بمستقبل أفغانستان الواعد، وبالاستقرار الأمني الذي تحقق للسلطة خلال الفترة الأخيرة.
وفي نهاية الاجتماع، وعد معاليه الوفد بأنه سينقل بأمان وإخلاص مناشدة العلماء إلى وليّ الأمر بالإمارة الإسلاميَّة، متمنّيًا أن تتكرر زيارات العلماء إلى أفغانستان بإذن الله تعالى.