اعتبارا بالدور المحوري الذي تنهض به منظمة تنمية المرأة في تعزيز ودعم جهود مشاركة المرأة المسلمة في تنمية الشعوب المسلمة والنهوض بدولها من خلال بناء القدرات وتنمية المهارات، وانطلاقا من المسؤولية الفكرية المنوطة بالمجمع فيما يتصل ببيان الأحكام الشرعيَّة في سائر القضايا والمسائل التي تهم المسلمين في الأرجاء، خاصة ما يتصل بقضايا المرأة، تأصيلا للأحكام الشرعية ، وتصحيحا للمفاهيم والتصورات المنسوجة حول مشاركتها المرتجاة في بناء الأوطان، فقد وقّع معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، وسعادة الدكتورة أفنان بنت عبد الله الشعيبي، المديرة التنفيذية لمنظمة تنمية المرأة في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، يوم الخميس 12 من شهر صفر 1444هـ الموافق 08 من شهر سبتمبر 2022م مذكرة تفاهم بمقرّ الأمانة العامة للمجمع بمدينة جدّة، المملكة العربية السعودية.
وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعاون الطرفين على العمل من أجل وضع خطة شاملة لتصحيح التصورات والمفاهيم المغلوطة حول موقف الإسلام الواضح من مشروعية مشاركة المرأة في الأنشطة والبرامج الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، كما تهدف الاتفاقية إلى بناء شراكة استراتيجية متينة بين المؤسستين في مجال التنظيم المشترك للمؤتمرات والندوات وإقامة وِرش العمل حول قضايا الأسرة عموما، وقضايا المرأة خصوصا.
وإثر التوقيع على الاتفاقية عبّرت سعادة المديرة التنفيذية عن بالغ سرورها بإتمام هذه الشراكة الاستراتيجية الهامة مع المجمع والتي من شأنها أن تدعم جهود الدول الأعضاء بالمنظمة من أجل تعزيز مكانة المرأة وتعزيز دورها في دفع عجلة التنمية والبناء المجتمعي، كما أشادت بالمكانة العلمية الكبيرة والسمعة العالمية الطيبة التي يحظى بها المجمع داخل وخارج العالم الإسلامي والتي من شأنها أن تساهم بشكل إيجابي في تسهيل عمل المنظمة وتيسير خططها الاستراتيجية في تحقيق الأهداف التي من أجلها أنشئت، كما أكدت عزم المنظمة على الاستفادة القصوى من القرارات والتوصيات العلمية التي أصدرها المجمع حول مسائل وقضايا المرأة المختلفة، وختمت حديثها بالتعبير عن تطلعها إلى تفعيل عاجل لبنود هذه الاتفاقية في العاجل القريب.
ومن جهته، رحّب معالي الأمين العام بسعادة الدكتورة أفنان الشعيبي والوفد المرافق لها، وهنأها على توليها منصبها الجديد ونيلها ثقة الدول الأعضاء بالمنظمة، متمنّيا لها كل التوفيق والنجاح في قيادة هذا الجهاز المهم من أجهزة المنظمة، كما عبّر عن سروره الكبير بتوقيع هذه الاتفاقية الاستراتيجية بين المجمع ومنظمة تنمية المرأة، مؤكّدا على ثقته التامّة في تكامل جهود المؤسستين من أجل دعم وتعزيز الوعي بأهمية وضرورة مشاركة المرأة المسلمة في جهود البناء والتقدم والتطور للشعوب الإسلامية، انطلاقا من مبادئ ديننا الحنيف التي حثت الجنسين على التعاون على البر والتقوى، والعمل الصالح، والتزاما بتوجيهات شرعنا الكريم التي أوجبت على الرجل والمرأة معا القيام بعمارة الكون، كما أكّد معاليه على استعداد المجمع التام لتسخير جميع إمكاناته العلمية والفكرية لدعم أنشطة وبرامج المنظمة الهادفة إلى تحقيق مشاركة شاملة للمرأة في مختلف مناحي الحياة. وأشار معاليه في هذا السياق إلى الجهود الفكرية الكبيرة التي بذلها المجمع ولا يزال يبذلها في مجال تصحيح المفاهيم، ومكافحة الممارسات التعسفية ضد المرأة المخالفة لتعاليم الإسلام الخالدة، وقيمه الناصعة، وذلك من خلال إصدار القرارات والتوصيات التي تبين أحكام الشرع بصورة علمية واضحة.
هذا وقد حضر حفل التوقيع من جانب المنظمة الدكتور عبد المحسن سالم العجمي، مدير الشؤون المالية والإدارية والموارد البشرية. ومن جانب المجمع كلّ من الأستاذة سارّة بديوي، مديرة إدارة شؤون الأسرة والمرأة والطفولة والمسنّين، والأستاذ محمد المنذر الشوك، مدير إدارة الديوان، والدكتور عبد الفتاح أبنعوف، مدير إدارة التخطيط والتطوير والتعاون الدولي، والدكتور الحاجي مانتا درامي، رئيس قسم التعاون الدولي والعلاقات الخارجية، والأستاذ مراد التليلي، مستشار معالي الأمين العام لشؤون الإعلام والعلاقات العامّة.
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة تنمية المرأة في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي تعدّ منظمة متخصّصة في إطار منظمة التعاون الإسلامي معنية بتنمية المرأة والنهوض بدورها في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، وبناء القدرات والمهارات والكفاءات من خلال آليات متنوعة من بينها التدريب والتعليم والتأهيل. وتمّ إنشاء هذا الجهاز بموجب قرار صادر عن الدورة السادسة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية بهدف تنمية المرأة والنهوض بوضعها وبناء قدراتها ومهاراتها في الدول الأعضاء على اعتبارها شريكا أساسيا في النهوض بالمجتمعات المسلمة وتقدمها ونهضتها وازدهارها.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار