في جلسة حوارية دعا معاليه إلى تدريس الأديان في مؤسسات التعليم العالي في الغرب

نظمت كلية آل مكتوم للتعليم العالي يوم الخميس 26 من شهر ذي القعدة لعام 2023م، الموافق 15 من شهر يونيو لعام 2023م جلسة حوارية حول الدراسات الإسلامية في منظومة التعليم العالي في بريطانيا بمقر الكلية بمدينة دندي باسكتلندا.

هذا، وقد ابتدأت الجلسة بمداخلة علمية مركزة قدمها سعادة البروفيسور مارتين بيرسي، أحد كبار علماء اللاهوت والأكاديميين البريطانيين، المدير السابق لكلية ريبون في أكسفورد، والعميد السابق لكلية كريست بجامعة أكسفورد، حيث تحدث في كلمته عن أهمية التعليم ودوره في مكافحة الفكر المتطرف كما ورد ذلك في محاضرة معاليه في الفترة الصباحية، وأوضح أن ثمة حاجة علمية ومنهجية إلى تعريف الناس بقيم المحبة، والرحمة، والرفق، والاحترام، والعدالة التي تتضمنها تعاليم الإسلام، وهي القيم التي أكد عليها معاليه في محاضرته، مشيرا إلى أن العالم يواجه تحديا كبيرا من الفكر العلماني السلبي المتطرف الذي يرفض أي حديث عن الأديان، والحال أننا بحاجة إلى الاستفادة من القيم التي تدعو إليها الأديان، كما أننا بحاجة إلى تدريس الأديان لا من أجل تحويل الناس إلى اقتناع دين ولكن إلى فهم قيم الأديان ومقاصده.

ثم تحدث معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو عن وجهة نظره في موضوع الجلسة الحوارية مشيدا بأهمية طرح هذا الموضوع للحوار والنقاش والتباحث لما لذلك من دور في التوعية والتعريف بأهمية هذا الحقل المعرفي المسمى بالدراسات الإسلامية، ومثنيا على المداخلة القيمة لبرفسور مارتين، وبخاصة فيما يتصل بواقع الدراسات الإسلامية في مؤسسات التعليم العالي في الغرب عموما، وأوضح في هذه الأثناء أن الحاجة تمس اليوم إلى تعريف النشء في المراحل الجامعية بالأديان الكبرى المعاصرة تمكينا لهم من حسن التعامل مع أتباعها، وتصحيحا لكثير من الصور النمطية حولها التي يعود مصدرها إلى الجهل بحقيقة الأديان وقيمها ومقاصدها. ونوه في هذه الأثناء إلى أن تدريس الأديان في مؤسسات التعليم العالي في الغرب يمكن أن يسهم بشكل فعال في مكافحة التطرف وكراهية الأديان وبخاصة إسلاموفوبيا الذي يعد الجهل بالدين الإسلامي وقيمه الإنسانية الناصعة أحد أهم الأسباب، ذلك لأن ازدراء الرموز الدينية الإسلامية وغير الإسلامية يعتبر تعبيرا وانعكاسا لجهل المتورطين في تلك التصرفات بحقائق الأديان عامة وبحقيقة الدين الإسلامي خاصة. ثم أشار معاليه إلى أن تدريس الدراسات الإسلامية في مؤسسات التعليم العالي في المملكة المتحدة من “شأنه مساعدة صانعي السياسات على اتخاذ قرارات مستنيرة في تعاملاتهم مع العالم الإسلامي، ومن شأنه أيضا القضاء على ظاهرة إسلاموفوبيا، ومسلموفوبيا، بل من شأنه تعزيز علاقات التعاون والشراكة والتواصل بين الشرق والغرب”. وختم معاليه حديثه بتقديم مقترح يتمثل في دعوة مؤسسات التعليم العالي إلى اعتماد مقررات بعنوان الأديان من أجل الدبلوماسية، والأديان من أجل الشراكة الإستراتيجية، والأديان من أجل السلام والأمن العالميين، وغير ذلك من العناوين التي تحدد الغاية من تدريس الأديان ابتداء، ودعا معاليه كلية آل مكتوم إلى أخذ زمام المبادرة بتنفيذ هذا المقترح بعد دراسة جادة لكل ما يتصل به من قضايا ومسائل موضوعية ومنهجية وعملية.

هذا، وقد أدار الجلسة الحوارية سعادة الدكتور مراد ر. سيف أوغلو الأستاذ المشارك في تاريخ الشرق الأوسط بكلية آل مكتوم، وحضرها أكاديميون وطلاب وصانعو سياسات من المجتمع المدني، كما حضرها الدكتور الحاج مانتا درامي رئيس التعاون الدولي والعلاقات الخارجية بالمجمع.

كما ألقى البروفيسور سانو خطبة الجمعة في مسجد آل مكتوم بحضور أكثر من ستمائة شخص. في الخطبة ، شدد البروفيسور سانو على مفهوم الصمود (الاستقامة) كمواطنين في المملكة المتحدة. لذلك ، يجب على المسلمين في المملكة المتحدة أن يفخروا بكونهم مواطنين بريطانيين وأن يساهموا في تعزيز السلام والاستقرار والأمن هناك. وأضاف: “يجب على المسلم أن يكون منتجًا وواسع الحيلة ومحترمًا. لذلك يجب على المسلم أن يكون أمينًا وأمينًا ”.

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى