تحقيقا لرغبة مجمع الفقه الإسلامي الدولي في تعزيز علاقات التعاون والتواصل مع المؤسسات والمراكز العلمية والبحثية التي تعنى بدراسة الإسلام والاهتمام بقضايا المسلمين أملا في تصحيح الصورة النمطية والمفاهيم المغلوطة حول قيم الإسلام ومبادئه، رحب معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، س بوفد علمي من اليابان يوم الثلاثاء 15 من شهر ربيع الأول لعام 1444 هـ الموافق 11 من شهر أكتوبر لعام 2022م. وكان الوفد مكونا من البروفيسور هوساكا شوجي، مدير معهد اقتصاديات الطاقة باليابان، والدكتورة إيكهاتا فوكيكو، أستاذة مشاركة من جامعة ريتسوميكان باليابان، وسعادة السيد شيمورا إيزورو، القنصل العام والمبعوث الخاص لليابان لدى منظمة التعاون الإسلامي بجدة.
وفي مستهل اللقاء، جدد معاليه ترحيبه بالوفد، وشكرهم على الزيارة الأولى من نوعها لباحثين وأساتذة جامعيين من اليان للمجمع، كما أعرب عن امتنانه وتقديره لسعادة القنصل العام على تنسيقه هذه الزيارة، وعلى تواصله الدائم مع المجمع، متمنيا له وللوفد كل النجاح والتوفيق. ثم قدم نبذة ضافية عن رؤية المجمع ورسالته وبرامجه وأنشطته، منوها بالمكانة السامية التي يحظى بها التعليم والتوعية والتثقيف ضمن أنشطة وبرامج المجمع، ومؤكدا على نظرة المجمع إلى تعليم الجنسين فريضة دينية مقدسة يجب حمايتها والالتزام، بل هو حق فطري لكل إنسان ذكرا أو أنثى، ويمثل حجر الأساس لنهوض الأمم والشعوب وبناء الأوطان والدول؛ مشيرا في هذه المناسبة إلى ما بذله المجمع في الآونة الأخيرة من جهود لإقناع السلطة الحالية بأفغانستان من أجل فتح مدارس البنات المغلقة لأسباب لوجستية لا علاقة بتعاليم الشرع ومبادئه. وأشاد بحسن الاستقبال وحفاوة الترحيب وكرم الضيافة الذي ناله وفد علماء الأمة الذي زار أفغانستان من لدن السلطة الحاكمة بها.
من جانبه أعرب البروفيسور شوكي عن تقديره الفائق لجهود المجمع في نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والتعايش والوئام بين الشعوب والمجتمعات، مشيدا بالسمعة الطيبة التي يتمتع بها المجمع في مجال تعزيز الحوار والتفاهم بين الأمم والحضارات. كما قدم لمعاليه سعادة الدكتورة فوكيكو، المتخصصة في الدراسات الإسلامية والعلاقات الدولية والمهتمة بتعزيز الحوار بين الأديان، وبالدراسات الإسلامية خاصة ما يتعلق بموضوع الاجتهاد الجماعي نظرية وتطبيقا داخل الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي. ثم تحدثت سعادة الدكتورة معبرة عن شكرها الجزيل وتقديرها الكبير لمعالي الأمين العام وللمجمع، ومؤكدة على أهمية هذا اللقاء الذي يوفر له فرصة محاورة معاليه وطرح بعض الأسئلة المهمة المتعلقة بالاجتهادالجماعي و تطور الإجماع وعملية صياغة قرارات المجمع، مشيرة إلى أنها اقتنت مؤخرا أحد كتب معاليه حول الاجتهاد الجماعي، وهو الاجتهاد الجماعي المنشود في ضوء الواقع المعاصر. ثم طرحت على معاليه عددا من الأسئلة المتعلقة بالاجتهاد عموما وبالاجتهاد الجماعي خصوصا. وأجاب معاليه عن أسئلتها المختلفة، ومبينا أهم الشروط التي يجب توافرها فيمن يتصدى للاجتهاد، وأهمية التفريق بين الإسلام بوصفه دين رحمة وهداية وانفتاح، وما يرتكب باسمه من ممارسات خاطئة، وتصرفات مرفوضة، مؤكدا بأن العنف والتطرف والغلو والتعصب والإرهاب جميعها حرام ومرفوض في الإسلام، لأنها جميعا تعبير واضح عن الفشل في الإقناع، وقلة المعرفة بقيم الإسلام ومبادئه. وختم معاليه حديثه بدعوة الوفد إلى المشاركة في ندوات ومؤتمرات المجمع القادمة بإذن الله تعالى.
هذا، حضر اللقاء السيد محمد المنذر الشوك مدير الديوان، والسيدة سارة أمجد حسين مديرة شؤون الأسرة والمرأة والطفولة والمسنين، والدكتور إسماعيل جيباجي رئيس قسم الموسوعات و المعاجم، والدكتور الحاج مانتا دراما، رئيس قسم التعاون الدولي والعلاقات الخارجية بالمجمع.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار