بطلب من مكتب المبعوث الخاص للمفوضية الأوروبية إلى أفغانستان، عقد معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، وسعادة طوماس نكلاسن، المبعوث الأوروبي الخاص إلى أفغانستان، اجتماعا افتراضيا عبر تقنية الاتصال المرئي يوم الخميس 12 من شهر جمادى الآخرة لعام 1444هـ الموافق 05 من شهر يناير 2023م، وذلك لمناقشة وبحث سبل التعاون والتنسيق بين الطرفين حول الملف الأفغاني وآخر التطورات التي شهدتها أفغانستان مؤخرا.

وفي بداية الاجتماع عبّر معاليه عن شكره وتقديره لسعادة المبعوث الخاص على حرصه على عقد هذا الاجتماع من أجل التباحث حول موضوع تعليق دراسة البنات والفتيات في المدارس والجامعات الأفغانية، وموضوع مشاركة المرأة في جهود البناء والتقدم والتطور والنهضة في أفغانستان، وأشار معاليه إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها منظمة التعاون الإسلامي وجميع أجهزتها بما في ذلك المجمع في سبيل دعم ومساندة الشعب الأفغاني وتخفيف وطأة المعاناة التي يرزح تحتها منذ عقود طويلة. وفي هذا السياق أطلع معاليه المبعوث الخاص على الاتصالات التي قام بها المجمع بعد تكليفه من المنظمة بقيادة وفد العلماء إلى كابل للتحاور والتباحث مع العلماء والقياديين الأفغان حول الموضوعين المذكورين، مؤكدا على أن المجمع ماض في تعزيز التواصل مع السلطة الحالية بأفغانستان من تمكين البنات والفتيات من العودة إلى المدارس والجامعات في العاجل القريب بإذن الله تعالى، كما أشار معاليه إلى أهمية تنسيق الجهود بين المجمع والمنظمات الدولية الفاعلة على الساحة الدولية من أجل مساعدة الشعب الأفغاني على تجاوز هذه المرحلة العصيبة من تاريخه.

من جهته أعرب سعادة المبعوث الخاص عن امتنانه وشكره لمعاليه على قبول الدعوة لهذا الاجتماع الهام وأشاد بحرصه المعهود على دعم قضية تعليم المرأة وعملها ليس فقط في أفغانستان بل في جميع مناطق العالم. وأكد سعادته على اهتمام المفوضية الأوروبية الشديد بهذا الملف الشائك والذي أصبح في نظر العالم قضية إنسانية بامتياز تستحق التعاون وتوحيد الجهود من أجل دعم المرأة الأفغانية وتمكينها من جميع حقوقها المدنية التي نصّت عليها جميع الشرائع الدينية بما في ذلك الشريعة الإسلامية. وأفاد سعادته أنه تابع باهتمام بالغ مهمة وفد علماء الأمة الذي قاده العام الماضي معالي الأمين العام إلى كابل والجهود الكبيرة التي بذلت من أجل إقناع السلطة الأفغانية على التراجع عن قراراتها الأخيرة فيما تخص تعليم المرأة وعملها. كما أشاد سعادته بالبيان القوي الذي أصدره المجمع مؤخرا حول الإجراءات الاستثنائية الأخيرة بخصوص المرأة في أفغانستان. وفي هذا الإطار أكد سعادته لمعاليه استعداد المفوضية الأوروبية التام للتنسيق مع المجمع بصفة مكثفة للوصول إلى حلول عملية تمكن المرأة الأفغانية من المشاركة في جهود إعادة بناء وإعمار أفغانستان.

هذا وقد اتفق الطرفان في نهاية الاجتماع على مواصلة التشاور والتحاور تمهيدا للزيارة المقبلة لوفد علماء الأمة إلى أفغانستان، وتبادل الزيارات بينهما لترتيب وتوحيد المطالب التي ستوضع على طاولة الحوار مع السلطة القائمة بكابل. كما وعد المبعوث الخاص بتقديم الدعم الكامل والضروري لمعاليه من أجل إنجاح مهمته السامية التي تقدم بصيصا من الأمل للمرأة الأفغانية والشعب الأفغاني بأسره.

هذا وقد حضر الاجتماع أيضا كل من السيدة جيني ماريا جلن، مستشار سياسي أول لسعادة المبعوث الخاص، والسيدة جيهان الحشّاني، المساعدة التنفيذية لسعادة المبعوث الخاص، والأستاذ مراد التليلي، مستشار معالي الأمين العام للمجمع لشؤون الإعلام.