شارك معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، في مراسم افتتاح ملتقى الجزائر الدولي “الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي : الحوكمة واستقرار المجتمعات الإفريقية ووحدتها” الذي انعقد تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد المجيد تبون واحتضنه قصر المؤتمرات الدولي “عبد اللطيف رحال” بالعاصمة الجزائر يوم الإثنين 18 من شهر جمادى الأولى لعام 1444هـ الموافق 12 من شهر ديسمبر لعام 2022م.
ويسعى هذا الملتقى الذي تنظمه وزارتا التعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية والأوقاف بدولة الجزائر إلى إحياء مسيرة ودور الشيخ المغيلي في نشر الإسلام في القارة الإفريقية وإبراز قيم الحوار والتسامح والاعتدال التي ميزت الخطاب الديني الوسطي لهذا العالم الجزائري الذي اشتهر بالمناظرات العلمية وبالترحال في بلدان العالم الاسلامي وما وراء الصحراء الأفريقية.ويشارك في هذه التظاهرة أساتذة جامعيون وباحثون مختصون في مجال التراث الإسلامي من أكثر من 20 دولة منها نيجيريا، مالي، فلسطين، السنغال، بوركينافاسو، باكستان، الهند والعراق.
وسيركز المشاركون في هذا الملتقى الدولي وعلى مدار يومين على دراسة الجوانب الفكرية والسياسية والعلمية للشيخ الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني (1425-1504) وهو أحد كبار العلماء الجزائريين في القرن الـ 15 ميلادي والمكانة المرموقة التي كان يحظى بها داخل الوطن وخارجه في تلك الفترة خصوصا ببعض بلدان القارة الافريقية مثل مالي والنيجر ونيجيريا وبعض مواقفه التاريخية الشجاعة تجاه قضايا مهمة في عصره ورؤيته الإصلاحية الوسطية. وستتطرق المداخلات المبرمجة خلال هذا الملتقى العلمي إلى عدة محاور على غرار “الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي: السيرة والمسيرة”، “البعد الإصلاحي التحرري في الفكر المغيلي وامتداداته الإقليمية والدولية”، “الفكر السياسي لدى الامام المغيلي: مشروع رائد في بناء الدولة وإرساء لأولى ركائز الحكم الراشد”، “مقاربة المغيلي للوحدة والسلام في افريقيا رسائل هادفة ونصائح خيرة في خدمة الانسانية”.
وعلق معاليه على المؤتمر قائلا: “إن احتفاء الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية بعالم موسوعي رباني مجاهد بمكانة الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي تأكيد على حرص القيادة الجزائرية الحكيمة على تخليد سيرة عالم تجشم المشاق، وقطع الفيافي، وحمل نور الإسلام وهديه إلى بلدان لم يكن الوصول إليها حينها أمرا سهلا، بل كان دونه خرط القتاد، غير أن قوة الإرادة، ورباطة الجأش، والشعور بمسؤولية التبليغ كان كل ذلك كافيا لاستسهال كل الصعاب، وتجاوزها. وإن القارئ في كتابه المسمى (تاج الدين فيما يجب على الملوك والسلاطين) وما تضمن من نصائح مخلصة ومحكمة تعتبر أسسا لما يعرف اليوم بالحوكمة الرشيدة، والقيادة الحكيمة، ويمكن الاستفادة من تلك النصائح الرشيقة لتعزيز معاني وقيم العدالة والنزاهة والشفافية والإخلاص في القيادة والإدارة بحسبانها قيم التعايش والتسامح والتقدم والتطور”.
هذا وقد حضر حفل الافتتاح أيضا كل من وزير الشؤون الدينية والأوقاف معالي الدكتور يوسف بلمهدي، ورئيس المجلس الشعبي الوطني معالي السيد ابراهيم بوغالي، ورئيس المحكمة الدستورية معالي السيد عمر بلحاج، وأعضاء من الحكومة ومستشارين لرئيس الجمهورية، بالإضافة الى وسيط الجمهورية معالي السيد مجيد عمّور، وعميد جامع الجزائر فضيلة الشيخ محمد مأمون القاسمي، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى معالي د. أبو عبد الله غلام الله، وشيوخ وعلماء من الجزائر وخارجها، وأحفاد الإمام المغيلي، وشيوخ زوايا من الجزائر وإفريقيا، وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار